هذا أحد الشعارات التي يرفعها الإخوان أو أحد أهم وسائلهم للوصول إلى السلطة، فهدفهم الوصول إلى الحكم ولا يهتمون بالوسيلة التي توصلهم إلى تلك الغاية أكانت نبيلة أم هابطة، فهم جماعة انتهازية يؤمنون بالميكافيلية التي ترى أن الغاية تبرر الوسيلة، فإذا كان أسلوب خداع الجماهير وتضليلهم سيساعد في تحقيق غاياتهم فإنهم سيتبعونه، فهم يجيدون خطاب المظلومية ويتظاهرون بأنهم جماعة بسطاء لا يهمهم أمر الدنيا وزينتها، حتى إذا تيقنوا أن الجماهير انخدعت بأضاليلهم ظهروا على حقيقتهم التي تؤكد أنهم جماعة تتاجر بالدين والمبادئ. وأعتقد أنهم لا يخدعون إلا أنفسهم، فتاريخهم أصبح مكشوفا يمتد قرابة قرن، كتب عنهم مؤلفات كثيرة، وقد يكون أصدقها وأوضحها ما كتبه جماعات انتمت إليهم ثم خرجوا منهم لما عرفوا أساليبهم الملتوية والخطيرة، وبدأوا بإفشاء أسرارهم، لما انكشف أمرهم في مصر مكان منشئهم الأول، بعد الجرائم التي ارتكبوها منذ عهد مؤسسهم الأول ثم في عهد عبدالناصر والسادات ومبارك، هاجروا إلى أوروبا وأميركا، فبدلا من أن يفكروا بالتكيف مع المجتمع الغربي والاندماج فيه، سرعان ما دفعهم شغفهم بالسلطة إلى أن يبدأوا بتأسيس جمعيات إسلامية هدفها خلق ما يشبه الدولة الإسلامية في قلب أوروبا، ولكنهم غطوا على تلك الأهداف بأهداف تربوية حديثة، كالإيمان بالتسامح والانسجام وقبول الاختلاف والاعتراف بالآخر، بغض النظر عن المعتقدات، وتعزيز الحوار مع مختلف الديانات ومؤسسات المجتمع المدني، ودعم التماسك الاجتماعي.
من يقرأ تلك الكتابات، إذا لم يكن يعرف حقيقة هذا التنظيم، فسيعتقد أن هذه الجماعة تهتم بتربية الشباب أحسن تربية، وستعتني بتنمية سلوكهم وخلقهم، ويتمنى لو أطفالهم يتربون في مثل تلك المؤسسة، ولكن كما أشرت لا يخدعون إلا أنفسهم، فأمرهم أصبح مكشوفا، فهناك مؤلفات كثيرة كشفت حقيقتهم، فمثلا من تلك الكتب التي تكشف أهدافهم في الغرب كتاب تحت عنوان "فتح الغرب المشروع السري للإسلاميين في أوروبا". وكما يقال إن السلطات السويسرية عثرت في منزل الإخواني يوسف ندا الذي يعد بمثابة الصندوق المالي للإخوان على وثيقة جاءت تحت عنوان "استراتيجية عالمية للسياسات الإسلامية"، تكشف الاستراتيجية الإخوانية في أوروبا التي تعتمد على فكر حسن البنا وتتبنى دعم الجهاد والحركات المسلحة في العالم الإسلامي، فالإخوان لن يكفوا عن مبادئهم وفكرهم الأيديولوجي ووسائلهم المدمرة، فكأن فكرهم قد توقف عن النمو مكتفين بآراء البنا وتصوراته يستقون منها مبادئهم وكأنه نبي يوحى إليه، غير مدركين التغيرات الثقافية والسياسية والاجتماعية وتأثيراتها على السلوك. ونظرا لهذا الجمود أصبحوا هدفا سهلا للمباحث والمخابرات، خصوصاً المخابرات المصرية التي أصبح لديها ملف متكامل عن هذا التنظيم منذ نشأته حتى يومنا الحاضر، لذلك بعد العمل الإرهابي الذي حدث في باريس ذهب وزير خارجية فرنسا إلى مصر ليعرف ما لدى مخابراتها من ملفات كاملة عن هذا التنظيم، كما زار الرئيس السيسي باريس. وبعد الانفجار الإجرامي في النمسا وفرنسا أعلنت بعض الدول الأوروبية أن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي وأغلقوا جمعياتهم ومساجدهم، كما صنفت السعودية ومصر والإمارت والبحرين تنظيم الإخوان بأنه تنظيم إرهابي، وأكد ولي العهد السعودي أن السعودية في عام واحد استطاعت أن تقضي على ما بناه التطرف في أربعين عاما.كانوا متغلغلين في مناهج الدراسة ودور العبادة، وأصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية بيانا يصف جماعة الإخوان بأنها جماعة إرهابية، وحذر الشيخ السديس إمام الحرم المكي في إحدى خطبه من جماعة الإخوان، ووصفها بأنها إرهابية تدعو إلى الفتن والخروج على الحاكم، وهو أمر حرمه الإسلام. ورأيت قياديا من الإخوان في إحدى منصاتهم الإعلامية، يعرض خطبة الشيخ السديس ويعلق عليها قائلا، هل تعلمون من هذا؟ إنه الشيخ السديس يقول إن الإخوان جماعة إرهابية تطالب بالخروج على الحاكم، ونحن بدورنا، نسأله من الحاكم الذي يطالب الإخوان بالخروج عليه؟ طبعا الحاكم الظالم، وهذا اعتراف بأنهم يدعون للخروج على الحاكم الظالم، ومن يقرر بأنه حاكم ظالم هم الإخوان بدون أدلة، والإسلام حرم الخروج على الحاكم ليجنب الدول الفتن وما ينجم عنها من مصائب.
مقالات
تمسكن حتى تتمكن
16-12-2020