فازت الناخبات وخسرت المرشحات
منذ إقرار حقوق المرأة السياسية في الكويت والتي قاربت الآن خمس عشرة سنة من الشد والجذب السياسي، تقلدت المرأة الكويتية عدداً من المناصب الوزارية، ووصلت إلى سدة البرلمان الكويتي بإرادة شعبية خالصة، فقد كان من الطبيعي أن ترى عدداً لا بأس به يدخل المجالس الأولى كنوع من التغيير والتمرد المجتمعي يصاحبه إيمان شعبي بأن دخول المرأة المعترك السياسي سيضفي نوعاً من التوازن على الحياة البرلمانية مع الأيام، لكن ومع تتابع الأزمان والاحتقان السياسي وأداء المرأة الذي قيمه الشارع على أنه أقل من متواضع، نجد أن كرسي المرأة البرلماني قد تقلص إلى واحد في مجلس الأمة الماضي (2016) ووجودها كان كنوع من "المحلل" النسائي في الحكومة بصفة وزيرة أو اثنتين. لمَ حصل هذا كله وكيف؟!ببساطة شديدة رأى الشارع الكويتي أن أداء المرأة كان مخيباً للآمال وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا المرأة نفسها، فعدد النساء الناخبات يفوق ذاك الذي للرجال، فقد "فقدت المرأة الثقة بالمرأة" فأصبحت تراها غير مؤهلة لإيصال مشاكلها بشكل جاد وإيجاد آليات لحلول حقيقية، فهي ببساطة لا تستطيع أن تجاري بقية زملائها الرجال داخل البرلمان.
طبعاً هذا الكلام لا ينفي وجود كفاءات نسائية حقيقية من بين صفوف المرشحات الكويتيات سواء بالانتخابات الماضية أو ما سبقها كذلك، أما الناخبة الكويتية وفي سنة كورونا 2020، فقد فازت فوزاً عظيماً وأعطت درساً رائعاً ومثالاً يحتذى به للعالم أجمع، فنساء الكويت الحرائر هن من يشكلن السواد الأعظم من 567.694 ناخبا في الدولة، ومساهماتهن الفعالة هي التي أدت إلى نسبة تغيير تفوق 65% في المجلس الحالي، وهذا دليل واقعي حقيقي وملموس بأن المرأة لم تقتنع بطرح المرأة ولا رؤاها الانتخابية بقدر كاف ليجعلها تغامر عليها، وإلى هذه النقطة نقول "أبدعتن يا سيدات الكويت، وكفيتن ووفيتن" فقد كنتنّ سبباً رئيساً في هذا التغيير رغم ظروف المناخ وكورونا. ولكن وكطبيعة كل شيء جميل في الدنيا يجب أن يشوبه شائبة ما أو عيب، فقد تعالت بعض الأصوات ومن بعض المرشحات من بعد إعلان نتائج الانتخابات وطالبت الحكومة بـ"تمكين" المرأة داخل البرلمان بمطالب تشابه نظام الـ"كوتا"، وعليه نقول لأولئك إنكن قد خسرتن في الصندوق في انتخابات برلمان فلا داعي للبكاء على اللبن المسكوب، وكأنما طموح بعضكن هو الوصول إلى البرلمان والكرسي الأخضر فقط دون الاكتراث بالآلية أو الطريقة، بل حتى لو كانت بالفرض. تذكري أيتها المرشحة أن نظام الكوتا غير ديمقراطي ولا يأتي بثماره، وإن كان ذاك الشخص المعين من أفضل الكفاءات، واعملي من موقعك لخدمة هذا البلد العظيم و"شدي حيلك" لإقناع ناخبيك رجالا ونساء ليراهن عليك الشعب، وتذكري أن نظام الكوتا ليس من الديمقراطية بشيء وفرض فلانة أو علانة غير مقبول في 2020 حتى لو كانت انتخابات نادٍ أو جمعية نفع عام، فما بالك بانتخابات برلمانية!! فٕاذا لم "تأخذيها بذراعك" فلا فائدة ترتجى، وشدي حيلك للقادم من الأيام. وأخيراً أقول: يا نساء الكويت اخترن من يمثلكن ويمثل هموم المواطن، ذكراً كان أم أنثى وتذكرن تجاربكن السابقة مع بعض المرشحات والنائبات، يا نساء الكويت اتحدن وتصدين للفساد من خلال مشاركاتكن الفعالة في كل انتخابات قادمة. على الهامش: تغير (النهج) لا تغير (الشخص)، هذا هو المراد.