لو فاز النائب بدر الحميدي بالرئاسة فكيف ستكون النتائج مختلفة في الحياة "الديمقراطية"، إذا كنتم تصفونها بهذا الوصف؟! وماذا كان يمكن أن يتغير نحو الإصلاح، أي إصلاح المركب الكويتي المثقوب من الداخل؟ وهل نتخيل أن نهجاً جديداً سيقدمه النواب الإصلاحيون أو غير الإصلاحيين (فاسدون) في مسألة كارثة الاقتصاد القادمة حتماً، ومسائل العفو عن أصحاب الرأي، وإلغاء قوانين القمع التي أقرت في السنوات القليلة الأخيرة، وقذفت بكثير من الشباب في السجون لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم، وتركت قضايا الكويتيين البدون وأبناء الكويتية تراوح مكانها...؟!

ماذا لو فاز النائب الحميدي بالرئاسة بدلاً من النائب مرزوق الغانم الرئيس الحالي؟ هل تعتقدون – حقيقة - أن نهج السلطة الحاكمة، التي تمسك بخيوط إدارة الدولة من ألفها إلى يائها، سيتبدل؟ وأن فكراً خلاقاً مبدعاً سيحل مكان ثقافة سيفوه؟... اسألوا أنفسكم، وجاوبوا بصراحة من غير إلقاء اللوم على المال السياسي أو الفساد، توقفوا هنا قليلاً، ماذا كنتم تتصورون الحكومة كيف ستصوت (الحكومة هي الحكومة كانت ومازالت هي السلطة الوحيدة) في انتخابات الرئاسة، وفي كل صغيرة وكبيرة؟! سواء أردتم أو حلمتم بتغيير نهجها، ففي كلتا الحالتين كنتم تعيشون في وهم كبير.

Ad

مسألة أخرى عن الفساد تتعلق بمجموعة النواب التي اجتمعت في ديوان النائب بدر الداهوم، وشاهدنا صور بعضهم وهم يصورون عملية انتخابهم للرئيس، كان مشهدهم "شر البلية ما يضحك"، البلية هي غياب الثقة في بعضهم البعض، والإصرار على إظهار براءة عملية التصويت، وهنا كان "المضحك المبكي"! ومع ذلك لم تمنع تلك التحوطات التصويرية قيام بعض النواب بالانقلاب على ما اتفق عليه بديوان الداهوم، إذا هم فاسدون فكيف تم انتخاب فاسدين من مجاميع شعبية لم تكترث لواقع الفساد ولا لقضية المستقبل، وليست هذه بمسألة جديدة علينا فقد تم في السابق انتخاب نواب كانوا نجوماً داكنين في جرائم الإيداعات والتحويلات، وإذا كان كل أمر في الدولة قابلاً للشراء والبيع في "مول" الريع فعن أي مستقبل تتحدثون وتلطمون اليوم؟!

انفضوا أيديكم من هذه الإدارة السياسية، هي قضيتكم وهي وعيكم بالحرية والوطن ومستقبل أجيالكم في النهاية، وابحثوا عن نور الأمل في أنفسكم وقدراتكم على قلب هذا الواقع، وتأكدوا أن السياسة والاقتصاد انتهيا منذ زمن طويل في مستنقع الريع الفاسد والعجز السياسي المستحكم، فانتبهوا وتحوطوا للقادم.

حسن العيسى