تناغم بين جو بايدن وميتش ماكونيل ... وترشيح أول وزير مثلي
«الاختراق الكبير» شمل «البنتاغون»... وإدارة ترامب تجهز رداً و«الكرملين» يجدد نفي مسؤوليته
في خطوة تساعد على طيّ صفحة أخرى من النزاع الذي طغى على الانتخابات الرئاسية الأميركية، أظهر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ تناغماً قد ينعكس على التعاون بين البيت الأبيض و«الكابيتول» في الفترة المقبلة.
في تطور سياسي داخلي أميركي يتزامن مع بدء التصويت المبكر لانتخابات الإعادة في ولاية جورجيا لحسم الغالبية في مجلس الشيوخ، وهي معركة سترسم الى حد كبير الإيقاع السياسي بين البيت الأبيض و"الكابيتول"، شكر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على تهنئته بفوزه بالرئاسة.وكان ماكونيل قال أمس الأول، في مستهل مناقشات مجلس الشيوخ، إن "المجمع الانتخابي قال كلمته، وأود تاليا اليوم تهنئة الرئيس المنتخب جو بايدن، وبعيداً عن خلافاتنا، في إمكان جميع الأميركيين أن يفخروا بأنه بات لأمتنا نائبة رئيس منتخبة للمرة الأولى".وأضاف ماكونيل، الداعم بشدة لترامب طوال ولايته، أن "الناخبين الكبار اجتمعوا في الولايات الخمسين، مما يعني أنه اعتبارا من هذا الصباح لدى بلادنا رسمياً رئيس منتخب ونائبة رئيس منتخبة وأمل عدد كبير منا أن تؤدي الانتخابات الرئاسية إلى نتيجة مغايرة، لكن لنظامنا الحكومي آليات لتحديد هوية من سيتولى منصبه في الـ20 من يناير المقبل".
وقالت "واشنطن بوست" أمس، إن ماكونيل دعا الجمهوريين إلى عدم الاعتراض على نتيجة تصويت المجمع الانتخابي في اجتماع الكونغرس في 6 يناير المقبل، بينما ترأس ترامب أول اجتماع لإدارته منذ مايو.وفي رد على تصويت المجمع، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني إن ترامب "مستمر في إجراءات التقاضي الحالية".من جهة ثانية، قالت اللجنة المنظمة لحفل تنصيب الرئيس بايدن إن إمكانية حضور الحفل شخصياً في 20 يناير ستكون "محدودة للغاية" للعامة، موضحة أنه سيؤدي ونائبته كامالا هاريس اليمين في مبنى "الكابيتول" خلال حفل تاريخي سيشمل بروتوكولات صحية وأمنية صارمة جداً.وقالت لجنة تنصيب الرئيس إنها تعمل من أجل ضمان احترام "التقاليد الأميركية المقدسة، والتذكير بها، مع الحفاظ على سلامة الأميركيين ومنع انتشار فيروس كورونا".وفي خطوة غير مسبوقة بتاريخ الولايات المتحدة، قرر بايدن تعيين منافسه السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيت بوتيجيدج وزيراً للنقل، ليكون بذلك أول شخص يعلن صراحة عن كونه مثلي الجنس يتولى مثل هذه المنصب.واعتبر الفريق الانتقالي لبايدن وهاريس، في بيان، أن بوتيجيدج يجسد جيلاً جديداً للقيادة الأميركية، وإذا تم تأكيد تعيينه وزيرا للنقل، فسيعمل على تحسين حياة الأميركيين، وسيحمل نفس الرؤية والفطنة السياسية التي أعادت تنشيط بلدية ساوث بيند عندما كان عمدة لها".وبإسناد حقيبة النقل إلى بوتيدجيدغ، المعروف أكثر بلقب "العمدة بيت"، يكون بايدن قد أوكل إليه جزءاً كبيراً من مشروعه الرامي لتجديد البنية التحتية.وأفادت أنباء بأن بايدن يسعى إلى تعيين شخصيات جمهورية في إدارته، منها سيدة الأعمال المعروفة ميغ ويتمان لتقلّد منصب وزير التجارة لما تملكه من خبرة كبيرة في مجال الاقتصاد.ويعتزم أيضا اختيار حاكمة ميشيغن السابقة جينفير غرانهولم لمنصب وزيرة الطاقة، وجينا مكارثي لتولي الإشراف على تنسيق سياسة المناخ المحلية في البيت الأبيض، ليبلغ عدد النساء في إدارته 9، وهو رقم قياسي في تاريخ الولايات المتحدة في حال تمكّن من تمريرها في مجلس الشيوخ. ومن بين الأسماء المرجحة لتولي منصب وزير الداخلية، برز اسم النائبة عن ولاية نيو مكسيكو ديب هالاند.
الاختراق الكبير
الى ذلك، ووسط غضب كبير داخل إدارة الرئيس ترامب، قطع مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين زيارة إلى أوروبا للعودة إلى واشنطن، للتعامل مع الهجوم السيبراني وتنسيق الردّ على استهداف أبرز المؤسسات الاتحادية، وفي مقدمتها وزارتا الدفاع (البنتاغون) والخارجية.ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول بالإدارة أن أوبراين عاد إلى واشنطن بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، موضحة أن عودته تأتي لتنسيق استجابة الحكومة للهجوم الذي استهدف وزارات الدفاع والخزانة والتجارة والأمن الداخلي.وأكدت مصادر لصحيفة "نيويورك تايمز" أن بعض أقسام وزارة الدفاع كانت من بين الوكالات التي نجح قراصنة الإنترنت في اختراقها.ونسب موقع "ذا هيل" إلى المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن "البنتاغون" على علم بهذه التقارير، ويقوم حالياً بتقييم الأضرار.وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وزارة الخارجية والمعاهد الوطنية للصحة باتت أحدث الوكالات الفدرالية التي تعرّضت لعملية تجسس متطورة، متوقعة أن تزداد قائمة ضحايا الهجوم السيبراني، التي تضم أيضاً شركات خاصة.وفي مقابلة إذاعية أكّد وزير الخارجية مايك بومبيو أن استخدام روسيا الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة هو أمر ثابت ومتكرر، مبينا أنها حاولت التدخل في الانتخابات في أعوام 2008، و2012، و2016.وأشار بومبيو إلى أن الولايات المتحدة عملت على صدها عام 2020، وحثتها على التوقف عن القيام بهذه الأنشطة الخبيثة، وهذا الأمر يشكل تحدياً حقيقياً.وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، حمّل كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وورنر، روسيا مسؤولية الهجمات الإلكترونية، مشيداً بمدير وكالة الأمن السيبراني المقال كريس كريبس، كما عبّر عن قلقه من عدم تنديد ترامب بما وصفها "الأفعال الروسية".وأفادت معلومات بأن قراصنة على مستوى عال مرتبطين بالاستخبارات الروسية تمكنوا الاثنين من خداع ضوابط التحقق لمنصة مايكروسوفت، وزرعوا فيروساً إلكترونياً في أحد حواسيب شركة "سولار ويندوز"، واخترقوا أنظمة عدد كبير من الوكالات الحكومية، ونجحوا في الوصول إلى رسائل وزارتي الخزانة والتجارة.وعقب حدوث الاختراق الكبير، أصدرت الوكالة الأميركية للأمن المعلوماتي توجيها عاجلاً لجميع المؤسسات بقطع التيار الكهربائي عن جميع حواسيب "سولار ويندوز"، المتخصصة في إدارة شبكات فدرالية بالغة الحساسية، مثل مصلحة الأمن السري المكلفة حماية الرئيس ووزارة الدفاع وبنك الاحتياطي وشركة "لوكهيد مارتن" ووكالة الأمن القومي.وأفادت مصادر أمنية بأن القراصنة الروس استهدفوا موقعي Gmail وYouTube، إضافة إلى عدد من كبريات الشركات الأميركية، التي تقدّم خدماتها المعلوماتية، مشيراً إلى مسؤوليتهم عن انقطاعات واسعة على مستوى العالم لهذه الخدمات مؤقتاً يوم الثلاثاء.وللمرة الثانية، نفى المتحدث باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، الاتهامات الأميركية المستمرة بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية، مؤكداً أن روسيا عرضت في مناسبات عدة مبادرة للتعاون المشترك في مواجهة القرصنة الإلكترونية، لكنها بقيت بدون اهتمام من جانب واشنطن. بدوره، اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، أن تمديد معاهدة "ستارت - 3" لم يعد يتوقف على موسكو، مشيرا إلى أن الموضوع يعتمد على نهج الإدارة الأميركية الجديدة.
ماكونيل دعا الجمهوريين إلى عدم الاعتراض على نتيجة تصويت المجمع الانتخابي في اجتماع الكونغرس في 6 يناير ... «واشنطن بوست»