الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي و ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على تعميق تحالفهما
وسط حديث عن مصالحة خليجية، وتسارُع قطار التطبيع العربي الإسرائيلي، وتغيرات جمة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، خلال لقائهما في القاهرة على تعميق التحالف الاستراتيجي بينهما للوقوف أمام التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن المباحثات الثنائية بين السيسي وبن زايد تطرقت إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسورية واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية وملف أزمة سد النهضة وأمن البحر الأحمر، مضيفاً أن المناقشات عكست تفاهما متبادلا على مواصلة بذل الجهود المشتركة للتصدي للمخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة من قبل تدخلات خارجية تهدف لخدمة أجندات لأطراف لا تريد الخير لدول وشعوب المنطقة.في هذا السياق، شدد الرئيس السيسي على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري، ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
من جانبه، أكد بن زايد أن زيارته لمصر تأتي في إطار استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين البلدين حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.وشدد ولي عهد أبوظبي على أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف، وتبادل وجهات النظر بين مصر والإمارات للتصدي لما تواجهه الأمة العربية من تحديات وأزمات، والوقوف أمام التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية على نحو يستهدف زعزعة أمن المنطقة وشعوبها، وأشاد بالدور المصري المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.
تعاون ثنائي
وعلى مستوى العلاقة الثنائية بين البلدين العربيين، عبّر الرئيس السيسي عن ترحيبه بالزيارة التي تأتي في إطار استمرار التشاور والتنسيق تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، والتعاون الثنائي في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية، "حيث أثبتت السنوات الأخيرة فاعلية تلك العلاقات في مواجهة المخاطر التي استهدفت أمن المنطقة، ومصالح شعوبها ومقدرات دولها".وأشاد الرئيس المصري بالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية - الإماراتية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، كما وجّه الشكر والتقدير مجددا لدولة الإمارات على تعاونها، وما قدمته لمصر لدعم جهودها في مكافحة فيروس كورونا المستجد.ورحب الرئيس السيسي بانضمام دولة الإمارات لمنتدى غاز المتوسط كمراقب بجانب الدول الأعضاء المؤسسين، معبّرا عن أهمية القيمة المضافة التي ستساهم بها الإمارات في نشاط المنتدى لخدمة المصالح الاستراتيجية وتعزيز التعاون والشراكة بين دول المنتدى السبع (مصر وإسرائيل والأردن وفلسطين واليونان وقبرص وإيطاليا).وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن المباحثات تطرقت إلى ملف العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة، وهنأ ولي عهد أبوظبي الرئيس المصري على التطور اللافت لأداء الاقتصاد المصري والقفزات التي حققتها مصر في مجالات كثيرة خلال السنوات الماضية.حفاوة الاستقبال
وبدت حفاوة الاستقبال المصري للحليف العربي الاستراتيجي واضحة، إذ استقبله الرئيس السيسي في مطار القاهرة الدولي فور وصوله إلى مصر صباح أمس، في زيارة هي الثانية خلال العام الحالي، وتوجه الزعيمان بعدها إلى قصر الاتحادية الرئاسي لإجراء جلسة مباحثات ثنائية.وكتب بن زايد عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، محتفيا بالزيارة: "سعدت بلقاء أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة.. بحثنا تعزيز علاقتنا الأخوية وتطوير مجالات التعاون بين بلدينا، والتنسيق والتشاور في القضايا الإقليمية والدولية، التي تهم أمن المنطقة واستقرارها".وكان الرئيس السيسي قد بدأ نشاطه صباح أمس، بإصدار قرار تعيين اللواء أركان حرب محمد حجازي عبدالموجود، قائدا لقوات الدفاع الجوي، كما عيّن القائد السابق لها، اللواء علي فهمي محمد، مستشارًا عسكريًا برئاسة الجمهورية، في تقليد دأب عليه السيسي منذ توليه الحكم في 2014، بالإبقاء على رجال الدولة بعد انتهاء خدمتهم في وظائف استشارية بمؤسسة الرئاسة.أما قائد قوات الدفاع الجوي الجديد، فهو من مواليد 11 نوفمبر 1963، وتخرّج في كلية الدفاع الجوي عام 1986، وتدرج وظيفيًا حتى وصل إلى قيادة الفرقة الثامنة دفاع جوي، ثم رئيس أركان قوات الدفاع الجوي، في حين كان قائد السلاح السابق، الذي عيّن مستشارًا عسكريًا بالرئاسة المصرية، فهو نجل المشير محمد علي فهمي، مؤسس سلاح الدفاع الجوي، وقائده في حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973.ترحيب روسي
في غضون ذلك، رحبت السفارة الروسية بالقاهرة، أمس، بمصادقة مجلس النواب المصري على اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا ومصر.