«بلاد بلا سماء» أول رواية يمنية تُترجم إلى التركية
أصدرها وجدي الأهدل عام 2008 حول اختفاء طالبة جامعية
منذ عام 1997 لمع اسم الأديب اليمني وجدي الأهدل ككاتب قصة واعد، لديه كتابة مغايرة وأجواء يحلق فيها بخفة ورشاقة، ولم تختلف ردود فعل القراء والنقاد مع إصداره تباعاً أعمالاً روائية شائقة، كان من بينها رواية "بلاد بلا سماء" عام 2008، التي احتفي أخيراً بصدور الترجمة التركية لها.
قبل أيام، صدرت في أنقرة عن دار "Ametis" الترجمة التركية لرواية "بلاد بلا سماء" للروائي اليمني وجدي الأهدل، التي نقلها إلى اللغة التركية د. يوسف كوشلي وسوسويونسو، بعنوان "SEMASIZ ÜLKE".وتقع الترجمة التركية في 113 صفحة من القطع المتوسط، وكتب يوسف كوشلي تقديماً للرواية، ونبذة تعريفية عن المؤلف. وتعد هذه أول رواية يمنية تترجم إلى اللغة التركية، وتدور أحداثها حول اختفاء طالبة جامعية اسمها "سماء" والتحقيقات التي تقوم بها الشرطة للعثور عليها.صدرت الطبعة العربية الأولى من الرواية عام 2008 في صنعاء، عن مركز عبادي للدراسات والنشر، وصدرت طبعتها الثانية في بيروت عن دار التنوير عام 2012، والطبعة الثالثة في صنعاء عن دار نقش عام 2020. وترجمت إلى اللغة الإنكليزية وصدرت عن دار "garnet" في لندن، وترجمها د. وليم مايناردهتشينز عام 2012، وترجمت كذلك إلى اللغة الروسية، التي نشرتها مجلة "تشوتكي" كاملة للمترجم أفسيفولود بوبوف عام 2011.
واختيرت النسخة الإنكليزية من "بلاد بلا سماء" ضمن قائمة أفضل 100 رواية يجب أن تُقرأ عن الغموض والجريمة في جميع أنحاء العالم. كما جرى تحويلها إلى فيلم سينمائي بعنوان (سما)، سيناريو وإخراج عمار الربصي، وبطولة مصطفى سفراني ونسيمة لوعيل، في الجزائر عام 2014.وعرضت مسرحية "A Land Without Jasmine" على خشبة مركز باترسي للفنون بلندن، خلال الفترة من 4 إلى 6 أبريل 2019، وهي المسرحية المقتبسة من الترجمة الإنكليزية لرواية "بلاد بلا سماء"، والعرض المسرحي إخراج مؤمن سويطات، وبطولة صوفيا الأسير. وقدّم الباحث حاتم الشمّاع رسالة ماجستير عن رواية "بلاد بلا سماء" في جامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية بمدينة حيدر آباد الهندية بعنوان "جمالية التناص في روايتي وجدي الأهدل (بلاد بلا سماء) وباولو كويليو (الزاهر) ـ دراسة مقارنة" عام 2012. كما قدّم الأديب إبراهيم الهمداني بحث تمهيدي ماجستير عن الرواية ذاتها في جامعة صنعاء، قسم اللغة العربية، بعنوان "مفارقات التعدد وجماليات تفكيكها، قراءة في رواية (بلاد بلا سماء)" عام 2008. وفاز البروفيسور وليم هتشينز بجائزة "سيف غباش – بانيبال للترجمة" عام 2013، عن ترجمته "بلاد بلا سماء" إلى اللغة الإنكليزية.وكتب عن الرواية الناقد سلمان زين الدين: "هذه الحكاية يصطنع لها الكاتب خطاباً روائيّاً يقوم على تعدّد الرواة؛ فالرواية تتألف من ستة عناوين فرعية، يتعاقب على روايتها ستة رواة. هم: سماء، وضابط الشرطة، وصاحب البوفيه، وعلي، ومساعد ضابط الشرطة، وأم سماء. وكلٌّ من هؤلاء يروي، بصيغة المتكلم/ الغائب، الحكاية من منظوره. والحكايات تتقاطع، وتتعارض، لكنها تتكامل، في نهاية الأمر، في سياق الحكاية الواحدة. وبذلك، يكون قد استخدم خطاباً حديثاً، ديمقراطيّاً، يتقدم على الحكاية القائمة على القمع، والكبت، والاختفاء، والقتل، والسحر، والشعوذة. ويتقدم على العالم المرجعي الذي تحيل إليه. ولعل هذا الخطاب، على عدم تناسبه مع الحكاية، هو ما يجعل الرواية تجمع بين فائدة الحكاية ومتعة الخطاب، ويمنحها جدارة القراءة".وقال عنها الناقد علي ربيع: "يمكن القول إن رواية وجدي الأهدل (بلاد بلا سماء) واحدة من الأعمال الروائية الإشكالية على مستوى الكتابة اليمنية، ويتجلى فيها واضحاً وعي الكاتب بأدق خفاياها، كما يحسب له التمكن من أدواته الفنية، بل قدرته على مفاجأة القارئ واستدراجه ليعيش عوالمه السردية، واقفاً على تقنياته ومراميه الدلالية التي يمكن لها أن تتعدد بتعدد القراء وتختلف باختلاف ممكنات القراءة والتأويل".وكتبت عن الرواية أيضاً الأديبة سهير السمان، حيث قالت: "في (بلاد بلا سماء) تصوير لأبعاد قضية كانت وما زالت محط اهتمام الكتّاب اليمنيين والجيل الجديد الألفيني خاصة. فالأنثى في (بلاد بلا سماء) هي الأنثى حاملة المعرفة والتاريخ العريق، وهي الحاضر التي تبحث عن موطئ قدم لها في مجتمع لا يؤمن بها، وينكر عقلها وثقافتها ويضعها في مخدع الجواري. والكاتب خالق العمل الأدبي هو ابن بيئته الذي يعد مؤرخاً وراصداً للحركة الاجتماعية، وناقداً في الوقت نفسه لما يرصده من أحداث وتغيرات، اتحاد المؤلف مع كيان الأنثى في بيئته، التي لا تزال المحور الاجتماعي المهم على مر التاريخ ومقياس حالة المجتمع عبر العصور".يذكر أن وجدي الأهدل أحد أشهر الأدباء في اليمن، وقد كابد لإبعاد حبل المشنقة عن رقبته، بعد أن لاحقته وزارة الثقافة قضائياً بعد صدور روايته "قوارب جبلية"، مما دفع الأهدل إلى المنفى، قبل أن يتدخل الروائي الألماني غونتر غراس، وينتهي الأمر بحفظ القضية وعودة الأهدل إلى وطنه.
● القاهرة - أحمد الجمَّال
الرواية تجمع بين فائدة الحكاية ومتعة الخطاب .... سلمان زين الدين