في وقت كان المعنيون بتأليف الحكومة ينكبون على الظهور في موقع الحرص على تحريك العجلات الحكومية، قبل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت، والتي كانت مقررة الثلاثاء والأربعاء المقبلين، أصيب ماكرون بفيروس "كورونا"، فذهبت رحلته البيروتية الثالثة أدراج الرياح.

وتزامن تأجيل الرئيس الفرنسي زيارته بعدما مكّنت المنظومة السياسية من عرقلة مسار التحقيقات في انفجار المرفأ. تكاتفت وتعاضدت، مستخدمة الوسائل كلّها، حتى نجحت في تعطيل عجلات المحقق العدلي في الجريمة القاضي فادي صوّان، مستخدمة من التجييش الطائفي، واللعب على وتر استنسابية القرار الذي أصدره بالادعاء على المسؤولين، وانعكس ذلك تأجيلا من قبل صوان للتحقيقات مدة عشرة أيام لاستجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان مقررا اليوم، إلى أن تبت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، في المذكرة التي تقدم بها الوزيران السابقان النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر، وطلبا فيها نقل الدعوى من عهدة القاضي صوان.

Ad

وقال مصدر قضائي لوكالة "رويترز"، امس، إن "كل أطراف الدعوى، بدءاً من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين بوكالتها عن المدعين المتضررين جراء الانفجار، لديهم مهلة عشرة للإجابة عن هذه المذكرة".

الى ذلك، قررت هيئة مكتب مجلس النواب، أمس، عدم إبلاغ النائبين خليل وزعيتر دعوة القاضي صوان للمثول أمامه بصفة مدعى عليهما في قضية انفجار مرفأ بيروت.

في موازاة ذلك، وصل إلى لبنان مساعد الأمين العام للجامعة العربية، السفير حسام زكي، أمس، في إطار زيارة رسمية، عبّر خلالها عن وقوف الجامعة إلى جانب لبنان واللبنانيين.

ورأى زكي بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، أن "الشعب اللبناني يعاني، وواقع تحت ضغوط كثيرة"، مشيراً إلى أن "هدف زيارته للبنان الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم المسؤولين اللبنانيين لواقع الحال".

وشدد على أن "هناك مسؤوليات تقع على عاتق المسؤولين في لبنان، يتعين عليهم حلها"، مؤكداً أن الجامعة العربية طرف مساعد، "ونحن جاهزون للمساعدة إذا طُلب منا ذلك".

من جهته، أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، السفير زكي، أن "لبنان يتطلع إلى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعانيها، اقتصادياً واجتماعياً، بعد سلسلة الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الماضية، ولاسيما منها تدفق النازحين السوريين إلى لبنان، والذين بات عددهم يفوق المليون ونصف المليون نسمة".

● الجريدة - بيروت