الخذلان وسقف التوقعات
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
هي طبيعة الحياة وطريقة تفاعلنا داخل إطار العلاقات الاجتماعية على اختلافها، لكن الذي ليس من حقنا هو أن نرسم توقعات ونعليها نسبة لأوهام في عقولنا ونفوسنا أو سوء تقدير لسلوكيات الآخرين، ويكون المتضرر الأول هو نحن أكثر من أي فرد آخر. وقد يكون السبب أن الظروف تتغير ويتغير الآخرون، لكننا نبقى نتوقع منهم ما كنا نحصل عليه سابقاً، هل نحن من خُذِل أم لنا دور في خذلاننا هذا؟ وهل الخذلان فعل مقصود أم هو ردة فعل لعوامل وظروف كثيرة؟ البعض يظهر عكس ما يبطن ويغلف بعض المبادئ والسلوكيات بغلاف يبهر العين وينساب بسلاسة الماء الى نفوس وعقول الآخرين. باختصار يبيعهم الوهم وتتكسر سفن آمالهم على صخور الوهم والخذلان، فهو هنا فعل مقصود لا يشعر صاحبه أنه مخطئ لأن جل اهتمامه هو مصالحه الشخصية، ولا يولي أي اهتمام لأذية الآخرين الذين خذلهم ولا لإصابتهم بالصدمة والإحباط، وقد تكون ردة فعل غير مقصودة تنشأ لسبب ما وتساق داخل إطار معين يظهر على شكل خذلان. ولذلك ومنذ البداية مهم جداً أن نضع توقعاتنا في مكانها الصحيح وبحجمها الواقعي غير المبالغ فيه، فكلما كان سقف توقعاتنا من الآخرين منخفضاً أو في معدله الحقيقي السليم، نجونا من الخذلان وما يصاحبه من مشاعر وأفكار سلبية مؤلمة.