وُجِد الإنسان كي يعمل، هذه قناعتي الشخصية على أية حال، تتبارك الأيادي والأقدام عند تحركها نحو الإنجاز، فالعمل بلسم ودواء للعديد من مشاكل الإنسان، لاسيما الإنسان الحديث المتخم بالهموم، فإن أردت الثراء النزيه فاعمل، وإن أردت الوجاهة والمكانة الرفيعة فاعمل، وإن العمل لعبة عادلة، فلكل مجتهدٍ نصيب، وهنالك فائدة ونصيبٌ طيب حتى من التجارب الفاشلة، فهي خبرات ثمينة ووقود للتجارب الناجحة.إن كنت تشعر بالملل فإن العمل سيملأ وقتك ويعطي حياتك معنى وغاية، وإن كنت تشعر بالوحدة فإن العمل مؤنسك وجامعك بالعلاقات المتنوعة والمتينة. لا أقصد هنا العمل الرتيب في المؤسسات ذات الحلقات الاستنزافية والمفرغة، بل أقصد العمل الشغوف في مجال تحبه وتختاره لنفسك سواء أكان حرفة أم هواية أم مشروعا صغيرا، فمصير المشاريع الصغيرة أن تنمو تحت الرعاية والوقت اللازمين.
العمل هو أقصر الطرق وأكثرها جدوى في تطوير الذات وصقلها من خلال تحديات العمل نفسه أو التعامل مع مختلف الأشخاص بطبائعهم وقدراتهم المتنوعة، والعمل هو السد المنيع لمواجهة الفساد وخلق عالم أجمل، وكم يعاني هذا البلد ويحتاج من يعيد بناءه بالعمل النزيه والدؤوب، فكن من المساهمين. اعمل، فستشكرك ذاتك المستقبلية على استثمارك لوقتك بشكل صحيح كما لامتك ذاتك الحالية على إضاعة الوقت في الماضي. من كثرت خلافاته مع من حوله فدواؤه العمل، ومن وجد نفسه تائهاً بلا طريق فليخطُ الخطوة الأولى في أي مشروع وسيكون العمل بوصلته.التعلم يصقل جودة العمل وينتقل بها من الحرفية إلى الاحترافية، فيمكنك تعليم ذاتك العديد من المهارات والمعارف التي تفوق كل ما تعلمته في أيام دراستك، لاسيما في عصر الإنترنت وتوافر المعلومة وفائض الوقت الذي خلقته الجائحة، وبإمكانك التعلم مباشرة من خبرات أولئك الذين سبقوك في مجال ما كي تختصر الطريق، وإن كان لا يوجد فعلياً طريق مختصر للنجاح.العمل مفتاح سحري يفتح لك العديد من الأبواب المرئية وغير المرئية لوعينا البشري القاصر، والعمل ينقلك ويرتقي بك إلى أسمى المراتب والأحوال. الكثيرون ينفرون من العمل لأن أوله مشقة وألم، فليس لهم صبر على تحمل مشاقه، لكن الاستمرارية ستجعلك تحصد أطيب النتائج بعد مرارة التعب، فاعمل الآن واترك عنك فخ الكسل، فأوله راحة وآخره ندم.
مقالات - اضافات
عمل
18-12-2020