بالعربي المشرمح: ماذا بعد؟
ما حصل في جلسة انتخاب رئيس مجلس الأمة هو مرآة لما سيحصل بعدها وامتداد لما حصل ودليل واضح لفساد العمل السياسي والبرلماني وصورة مطابقة للمجلس السابق، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يحقق طموحات وآمال الشعب.هذا الشعب الطيب الذي يتمسك بأي شعار يصدح به الساسة على أمل أن يخرجه من عتمة هذه الحقبة ليتفاجأ بأنها مجرد فصل من فصول المسرحية، وأنه بلع الطعم عل وعسى أن يأتيه الأمل مرة أخرى، فهذا حاله منذ أن رفعوا شعار "نتركها لمن"، ودعوه للمشاركة لينقذوا ما يمكن إنقاذه، فهب لندائهم ونجح في تغيير النواب ليعيش وهم الانتصار ونشوته فترة لا تتجاوز بضعة أشهر ليكتشف أن فرسانه من ورق، ويجيدون التمثيل عليه، ويتقنون الأدوار التي رسمت لهم، وما إن استفاق من حلمه وشاهد حقيقة واقعه المؤلم والمخيب لطموحاته حتى قرر أن يغير خادعيه، وكعادته انتصر وحقق غايته، وأظهر فرسانه الجدد شجاعتهم وتوحدهم وتعهدهم لمن اختارهم ممثلين له، وعند أول معركة سقط منهم ١٤ فارساً من أصل ٤٢ أعلنوا أنهم على الوعد والعهد.الشعب الطيب ما زال يتأمل في من لم يسقط وأن البقية سيستمرون في نضالهم ويوفون بوعودهم، وهو الأمر ذاته الذي حصل قبل أربع سنوات، الأمر الذي سيجعل العمل البرلماني فجوراً وسيكفرهم بدستورهم وديمقراطيتهم، وقد يصلون إلى أبعد من ذلك بأن يطالبوا بإلغاء الدستور والبرلمان، وهو ما يخطط له المتنفذون ومؤسسة الفساد.
أعتقد أن "الكتاب باين من عنوانه"، وبعد أول فصل منه يمكن للمطلع أن يفهم ويعرف ما سيحدث بعد معركة الرئاسة وأن أي وعود يطلقونها مجرد إبر مسكنة ومهدئة ليستمروا في مناصبهم ويحققوا مكاسبهم ما لم يتقدموا بكتاب عدم تعاون مع حكومة لم تحترم إرادة الأمة ولم تكترث لمخرجاتها ولم تفهم رسالتها. يعني بالعربي المشرمح:إن كنتم صادقين فأمامكم معركة واحدة تحقق لكم النصر، وهي عدم التعاون مع الحكومة، فإن لم تستغلوها فلن تربحوا أي معركة جانبية، وبحجج واهية، فهل تقدمون عليها بعد هزيمة الرئاسة المخزية؟