تشكيل حكومة «المناصفة» اليمنية ينعش آمال السلام وسط ترحيب دولي
أنعش إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تشكيل حكومة جديدة مكونة من 24 حقيبة وزارية، مناصفة بين الشمال والجنوب، بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، آمال إحلال السلام بعد أن وحدت الخطوة معسكر السلطة الشرعية بمواجهة جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة المدعومة من إيران.وأصدر هادي قراراً جمهورياً، أمس الأول، بتشكيل الحكومة الجديدة وعلى رأسها معين عبدالملك بعد تنفيذ الشق العسكري من "اتفاق الرياض" الذي أبرمه مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيطر على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن بعد اشتباكات دامية مع القوات الحكومية. وحسب نص قرار لهادي، فإن تشكيل الحكومة يأتي بموجب مخرجات الحوار الوطني الشامل، و"اتفاق الرياض" الموقع في 5 نوفمبر 2019.وتتألف الحكومة الجديدة من 24 وزيراً، أبرزهم أحمد عوض بن مبارك وزيراً للخارجية والفريق الركن محمد علي أحمد المقدشي وزيراً للدفاع، وإبراهيم علي حيدان وزيراً للداخلية، ومعمر الإرياني وزيراً للإعلام والثقافة والسياحة، إضافة إلى سالم صالح بن بريك وزيراً للمالية. وفي أول تصريح له بعد تكليفه أكد رئيس الوزراء اليمني، أن إعلان الحكومة الجديدة "يعيد وضع الدولة والحكومة وتحالف دعم الشرعية أمام المهام الحقيقة وعلى رأسها إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة".
ورحبت وزارة الخارجية الكويتية بتنفيذ "اتفاق الرياض" وإتمام الترتيبات العسكرية في إطاره والإعلان عن تشكيل حكومة الكفاءات اليمنية الجديدة.وأعربت الوزارة في بيان، أمس، عن أملها أن تمهد الخطوة الطريق للوصول إلى الحل السياسي المنشود وإنهاء الأزمة في البلد الشقيق، مثمنة عالياً الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلتها المملكة في سبيل الوصول إلى التفاهم بما يعكس حرصها على أمن واستقرار اليمن والمنطقة.في هذه الأثناء، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف حرص دول مجلس التعاون على استعادة الأمن والاستقرار في اليمن.وأعرب الحجرف، أمس، عن تقديره لجميع جهود الأطراف اليمنية الهادفة إلى تغليب مصالح الشعب اليمني وتهيئة الأجواء لممارسة الحكومة اليمنية لجميع أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن، وانطلاق عجلة التنمية في المناطق المحررة، والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية في جميع أبعادها.وأشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها "التحالف العربي لدعم الشرعية" بقيادة السعودية لتسريع تنفيذ "اتفاق الرياض" وحل الأزمة اليمنية.في موازاة ذلك، أشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي د. يوسف العثيمين بتنفيذ الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي "اتفاق الرياض" برعاية المملكة. ورحبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية بتنفيذ الاتفاق الرياض، وتشكيل حكومة كفاءات سياسية، معربة عن أملها أن تكون هذه خطوة على طريق تحقيق حل سياسي، وتسريع الدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية. وأثنت الوزارة على "الدور المحوري للسعودية بتنفيذ الاتفاق، ودعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني، ويساهم في استقراره وأمنه".وشددت الوزارة على "أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للتصدي للمخاطر التي تتعرض لها اليمن وأساسها الانقلاب الحوثي".وفي القاهرة، ثمن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ الخطوة اليمنية المهمة في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية.وفي وقت سابق، رحبّت وزارة الخارجية السعودية بولادة الحكومة الجديدة. وقالت عبر "تويتر": "نُرحب بما تم إعلانه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني"، معتبرة أنّ "تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية".
تحسن وتشكك
وبعد ساعات من إعلان تشكيل الحكومة، شهدت العملة اليمنية الوطنية، تحسناً نسبياً أمس، حيث تراجع الدولار الأميركي الواحد إلى 800 ريال، بعد أن كان قد تجاوز 900 ريال قبل أيام، في عدن.