العاصفة الثانية
![محمد أحمد المجرن الرومي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
ما حصل في الجلسة يعتبر عاصفة ثانية تواجه مجلس الأمة الجديد لم أكن أتوقعها، ويجب ألا تحصل في القاعة التي تحمل اسم ""أبو الدستور" الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، وذلك من بعض الجماهير التي تمثل أحد الأطراف في انتخابات الرئيس. يستنكر بعض النواب السابقين وبعض الوزراء السابقين أنه جرت العادة أن توجه دعوات افتتاح المجلس إليهم، لكنهم فوجئوا بعدد غفير من الناس موجودين في المدرجات وهم لم تصلهم دعوات، وأن هذا التصرف غير مقبول من الأمانة العامة لأنها تتحمل مسؤولية ما حدث أثناء الجلسة من هرج ومرج والفوضى وتنابز في الألفاظ والصراخ داخل المؤسسة التشريعية. لا شك أن هذه العاصفة التي حدثت في مجلس الأمة سيكون لها تداعيات سلبية في المستقبل، وأخشى أن يكون هناك صدام بين المجلس والحكومة وبين الجماعات المتناحرة فيما بينها والصورة ستتضح في الجلسات القادمة. لقد أصيب المواطنون والمواطنات الذين هبوا إلى صناديق الانتخاب في الخامس من ديسمبر 2020 رغم الظروف الصحية والمناخية بخيبة أمل، مما تم في الجلسة الأولى في المجلس، وكذلك نتائج الرئاسة التي كان الكثير من الناس يتوقع أن يكون فيها تغيير كما في العهد الجديد. أعتقد أن هناك عواصف تحمل اللون الأسود قد تهب علينا مستقبلا، وأتمنى أن أكون مخطئاً، فرغم ذلك علينا أن نحافظ على المكتسبات الدستورية، وأن نسعى إلى المزيد منها، وأن ينجز المجلس الكثير من القوانين التي لها الأولوية لصالح الشعب، وألا تقدم القوانين ذات الطابع الشعبوي التي يستفيد منها قلة من المواطنين. أدعو العلي القدير أن يحفظ هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً ويبعدنا عن المشاكل.
معظم الأشياء إذا ذهبت تعود إلا الأخلاق
رحم الله أخانا وزميلنا عبدالكريم يعقوب "بوغيث" الذي كان يعمل معنا في وزارة الخارجية، وأسأل العلي القدير أن يرحمه بواسع رحمته، ويغفر له، ويسكنه فسيح جناته، وأحر التعازي لأسرته الكريمة، و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".