في تطور يفتح باب الأمل الموصد منذ أشهر بسبب أزمة «كورونا» التي مدت بظلالها القاتمة وأخبارها السيئة وأرقامها المخيفة، في الكويت وشتى بقاع العالم، كشف عضو اللجنة الاستشارية العليا ولجنة اللقاحات بوزارة الصحة البروفيسور خالد السعيد، أن الدفعة الأولى من لقاح «كورونا» ستصل إلى الكويت الثلاثاء أو الأربعاء المقبل، لافتاً إلى أنها تتضمن نحو 150 ألف جرعة تكفي لتطعيم 75 ألف شخص، إذ سيُعطى كل منهم جرعتين.

وقال السعيد لـ «الجريدة»، أمس، إن عدد المسجلين في منصة الحصول على اللقاح الواقي من «كوفيد 19»، حتى الآن، تجاوز 60 ألف شخص.

Ad

وأوضح أن المرحلة الحالية ستكون وفق استراتيجية حماية الأكثر عُرضةً للإصابة بالفيروس، وتشمل العاملين بالصفوف الأمامية كالأطباء والممرضين وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، مشيراً إلى أن تطعيم الحوامل والأطفال سيكون في مرحلة لاحقة.

وشدد على أن اللقاح آمن وفعّال، لافتاً إلى أن نحو مليون و200 ألف شخص تلقوه حول العالم حتى اليوم، ولم تحصل لأي منهم أي مضاعفات خطيرة استدعت دخوله المستشفى، كما لم تحدث بينهم أي وفاة، «وما حدث هو حساسية لعدد قليل جداً جداً لا يتجاوز 5 حالات ممن تلقوه».

وعن الإجراءات المقرر اتباعها لتطعيم المسجلين في المنصة، أكد السعيد أنه سيتم إرسال رسائل إليهم تتضمن تحديد الساعة التي سيحصلون فيها على التطعيم في أرض المعارض، وحينما يصل الشخص إلى مكان تلقي اللقاح سيتم قياس درجة حرارته، مع مراعاة التباعد الجسدي وارتداء الكمامات، مشيراً إلى أنه سيتم تنظيمهم في طوابير، لانتظار التطعيم، على أن يقوم الممرضون بالتأكد من معلومات كل شخص، وإعطائه اللقاح في يده اليسرى.

وأشار إلى أن الجرعة ستكون في حدود 0.3 مل، واللقاح سيكون في درجة حرارة الغرفة وقت إعطائه، لافتاً إلى أن متلقي اللقاح سيمكث في قاعة الانتظار مدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة؛ للتأكد من عدم حدوث أي حساسية.

وأكد السعيد أن أطباء متخصصين سيشرفون على التطعيم، للتعامل مع أي طارئ قد يحدث أثناءه، إضافة إلى وجود قسم للطوارئ، لافتاً إلى أن هذه العملية سيسبقها حملة توعية عبر لوحات إعلانية وإرشادية عن آليات التطعيم.

«موديرنا» يمنح التطعيم دفعة رغم التشكيك

سيساهم ترخيص الولايات المتحدة للقاح شركة "موديرنا" المضاد لـ "كوفيد 19"، وهو الثاني بعد "فايزر"، في إعطاء دفعة ضخمة لحملات التطعيم العالمية، سواء في الدول التي بدأت بالتلقيح كأميركا وبريطانيا، أو الدول التي تستعد لذلك.

وعلى عكس "فايزر"، لا يحتاج "موديرنا" إلى درجة حرارة شديدة الانخفاض (70 درجة مئوية تحت الصفر) للتخزين، مما يسمح بتوزيعه على عدد أكبر من المناطق والدول التي لا تملك قدرة على تطوير منشآت تبريد وتوفيرها.

ومن المتوقع أن يبدأ توزيع "موديرنا" في أميركا غداً، على أن يتلقاه أول شخص خلال ساعات. ورغم ذلك لا تزال شرائح واسعة تشكك فيه، مما يعتبر حجر عثرة أمام برامج التطعيم الوطنية.

ففي الولايات المتحدة، ورغم صور العاملين في مجال الرعاية الصحية التي أظهرت الارتياح على محياهم خلال تلقيهم اللقاح، ومبادرة مسؤولين رفيعين إلى أخذه، كشفت بيانات جديدة أن أكثر من ربع الأميركيين يقولون، إنهم ربما أو بالتأكيد لن يأخذوا اللقاح.

ووفقاً لمسح نشرته مؤسسة "كايزر"، فإن الجمهوريين وسكان الأرياف والسود هم من بين الأكثر تردداً في تلقي التطعيم. وقال 71% من المستطلعة آراؤهم، إنهم سيحصلون على اللقاح، في حين أشار 34% منهم إلى أنهم يريدون الآن اللقاح في أسرع وقت ممكن.

واعتبر 39% أنهم سينتظرون ليروا كيف يعمل اللقاح مع أشخاص آخرين قبل الحصول عليه، وقال 9% إنهم سيحصلون عليه فقط إذا كان مطلوباً للعمل أو المدرسة أو أي نشاط آخر.

وقال 12% إنهم ربما لن يأخذوه، وذكر 15% أنهم لن يوافقوا على التطعيم حتى لو كان مجانياً، وقرر العلماء أنه آمن.

ويتزامن هذا المسح مع تحقيق بدأته السلطات الصحية بعدما تسبّب لقاح "فايزر" في رد فعل تحسسي لدى عدد ممن تلقوه بالولايات المتحدة.

عادل سامي