الحنين إلى الماضي ينعش معارض القاهرة التشكيلية
«إسكندرية زمان» نوستالجيا بالألوان... و«خيال مؤكد» يستعيد ذكريات الطفولة
تشهد القاهرة خلال الفترة الحالية مجموعة من المعارض التشكيلية المميزة، التي تمزج روعة الألوان بالنوستالجيا، أبرزها "إسكندرية زمان" للفنان ياسر جعيصة، في حين اختارت الفنانة نعمت الديواني عالم الأساطير وحكايات الطفولة لتكون منطلقاً لمعرضها الجديد "خيال مؤكد".
عادت حالة الزخم مجدداً إلى قاعات الفن التشكيلي في القاهرة بعد فترة من التوقف، حيث انتعش النشاط مرة أخرى بشكل واضح حالياً، بعد السماح بإعادة فتح الغاليرهات واستقبال لوحات الفنانين ومعارضهم، عقب فترة إغلاق استمرت حتى نهاية يوليو الفائت، وحتى بعد فتح الأنشطة الثقافية – مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية – لم تكن قاعات الفن التشكيلي تشهد إقبالاً كبيراً، مثلما هي الحال راهناً.في هذا الإطار، يستضيف "غاليري النيل" بضاحية "الزمالك" بالعاصمة المصرية، معرض الفنان ياسر جعيصة تحت عنوان "إسكندرية زمان"، الذي يستمر حتى 19 الجاري.وعن معرضه الجديد يقول جعيصة: "يتحوّل الماضي إلى صور قديمة بالأبيض والأسود، وتظل تلك الصور عالقة بالأذهان، كل منا مرتبط بماضيه، بصور، بحكايات، وصور باهتة، وصور أبيض وأسود، فكيف لهذه الصور أن تشعل الذكريات؟ ذكريات وراء تلك الصور حتى إن لم تعشها، فمع مجرد رؤيتها تتخيل حكايات تجوب تلك الأماكن، فقد تحوّل كل شيء إلى حكايات، الشوارع والأبنية، والسيارات القديمة تحمل ذكريات أناس أمضوا بها أسعد ذكرياتهم".
ويتابع: "قررتُ أن أحوِّل تلك الصور والحكايات إلى واقع حديث ملموس، وذلك برسم حياة تدب فيها، لكن بصورة حديثة، حياة ملونة حديثة، بحثت وشاهدت مئات الصور عن مصر، عن القاهرة والإسكندرية، وكان قراري أن أرسم شوارع الإسكندرية، لأعيد الحياة إلى شوارع مدينة الثغر، وأقص على المتلقي حكايتي".ويضم المعرض 65 لوحة بالألوان الزيتية متعددة المقاسات، حيث أضافت الألوان الزيتية بهجة ورُقياً إلى اللوحات، وأكسبت الشوارع طابع الحداثة، وأسهمت في إظهار بهجة ورقيّ حياة لا تزال موجودة بداخلنا. بدأ جعيصة مسيرته الفنية كفنان محترف عام 1992 أثناء دارسته في كلية الفنون الجميلة (قسم الرسوم المتحركة وفن الكتاب)، وعمل بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، ويمارس الفن التشكيلي والكتابة حتى الآن، واقتحم عالم كتب الأطفال وقدّم رسومات لنحو 130 كتاباً للأطفال، وطُرح اسمه بقائمة الشرف في مؤسسة Ebby عام 2016، كما عمل خبيرا بصريا في 12 مشروعاً بالمعونة الأميركية US AID، وله مقتنيات في متاحف عِدة حول العالم.من جانبها، تحتضن "قاعة الزمالك للفن"، معرضاً جديداً للفنانة نعمت الديواني، تحت عنوان "خيال مؤكد"، ونظراً لظروف "كورونا" تقرر أن يكون المعرض متاحاً لثماني ساعات فقط يومياً من الثانية عشرة ظهراً وحتى الثامنة مساء، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية.وبخصوص معرضها الممتد حتى 28 الجاري، تقول الديواني: "سرحت بخيالي إلى عالم الأساطير وحكايات الطفولة، وأدركت أنني أؤمن بها إيماناً يقينياً... إنها خيالي المؤكد الذي أتوق لرؤيته يعيش على أرض الواقع، فأنا أومن بعالم ودود يغلب فيه الخير وتنتصر فيه المحبة.. عالم بسيط ونقي، من دون تصنيفات أو انحياز لأجناس محددة أو مخلوقات بعينها.. عالم يفيض بالسحر والجمال... في خيالي المؤكد بحث حثيث دائم عن معنى وجوهر، لعله بارقة أمل تذكرنا بما كنا عليه ذات يوم، أو ربما استحضار لما يمكن أن نصبح عليه يوماً ما".درست نعمت الديواني إدارة الأعمال، لكنّها تفرغت للفن في عام 2009، وقد وُلِدت في "هافانا" بكوبا، وحصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف من جامعة جون كابوت الأميركية في روما، ودرست تاريخ الفن في إيطاليا، وزارت ودرست متاحف وقاعات الفن في روما، وفلورنس، وسيينا، وباريس، ثم عادت إلى القاهرة عام 1984 وعملت بالسفارة الأميركية ثم في الجامعة الأميركية، والتحقت منذ عام 2013 بمرسم الفنان د. مصطفى الرزاز، وفي عام 2015 واصلت دراساتها في أكاديمية فلورنسا للفنون.و"خيال مؤكد" هو معرضها الفردي الرابع، بخلاف عشرات المشاركات في مصر وخارجها، ولها مقتنيات في متحف الفن الحديث بالقاهرة.