أعلم أنني لا أقدم معلومة جديدة بل هي شائعة عندما أقول إن هناك أمراضاً ينقلها الحيوان للإنسان، ومنها ما هو خفيف الخطورة، ومنها ما هو بمنتهى الخطورة، ولا أريد الاسترسال في ذلك؛ لأنني أريد التركيز على العكس، أي انتقال الأمراض، خصوصاً الفيروسية، من الإنسان إلى الحيوان.

نعم، وخير مثال حديث على ذلك هو انتقال مرض COVID 19 أو "الكورونا" من الإنسان إلى الحيوان، خصوصاً إلى فصيلة القطط، كالأسود والنمور وثعلب الماء (mink) والكيفيت (civet) وغيرها.

Ad

لربما تتساءل: ما هي الخطورة في ذلك، لأننا أصلاً من نقل المرض وهو منتشر في أرجاء العالم؟!

والجواب، أن فيروس الكورونا عندما ينتقل لتلك الحيوانات لربما لا يسبب أعراضاً شديدة والقليل جداً من الوفيات، ولكنه، أي الفيروس، يقضي فترة حضانة مناسبة للعيش والتطور من خلال الطفرات الجينية لفترات طويلة لربما تمتد سنوات.

وهنا تكمن الخطورة، إذ بعد تلك الفترة بإمكان الفيروس العودة إلى الإنسان بشكل جديد متطور جينياً، ولربما مختلف في استجابته للعلاج بالأدوية المستخدمة حالياً، وأيضاً هناك احتمال كبير ألا يكون مكمن خطورة أبداً.

مثل ذلك الطرح لربما يحمل نظرة تشاؤمية، ولكن عادة تلك الطفرات والتحولات لربما تستغرق زمناً طويلاً، أي أن هناك وقتاً كافياً لتدارك الأمور، ولربما الحاجة قد تستدعي إعدام جميع الحيوانات المصابة، والتحضير للوقاية والعلاج المناسب في حالة تسرب الفيروس الجديد للإنسان، لا سمح الله.

ومن الأخبار المطمئنة أن هذا الاكتشاف المبكر على يد فريق إسباني أتاح لهم التدخل مبكراً للعمل على تطوير ميكانيكية الفيروس الحيواني، خصوصاً بروتين شوكة اختراق الخلية لمنعه من اختراق خلايا الإنسان والتسبب في المرض، ونحمد الله على ذلك، ونشكر الباحثين الإسبان على تلك الجهود التي أدت إلى نجاحهم بذلك.

المصدر: Plos Computational Biology

والخبر منشور في: Medicine Net

د. ناجي سعود الزيد