مخيم للاجئين في «الضفة» بؤرة صراع محتمل لما بعد محمود عباس

نشر في 21-12-2020
آخر تحديث 21-12-2020 | 00:03
فتى فلسطيني يمر أمام عناصر أمنية فلسطينية في مخيم بلاطة  (أ ف ب)
فتى فلسطيني يمر أمام عناصر أمنية فلسطينية في مخيم بلاطة (أ ف ب)
في مخيم للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، يستعد بعض السكان لصراع محتمل على السلطة عندما يغادرها الرئيس محمود عباس.

وكان عباس "85 عاماً" زعيم حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية ورئيس والسلطة الفلسطينية، وعد بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في 2021، للمرة الأولى منذ حوالي 15 عاماً.

وفي مخيم بلاطة، تمتلئ جدران الأزقة الرمادية هذه الأيام بملصقات تحمل صورة حاتم أبورزق "الشهيد" الجديد الذي سقط في حرب لا مفر منها على ما يبدو، بين فصائل فلسطينية تستعد لعالم بدون الرئيس محمود عباس.

وتحدثت وسائل الإعلام الفلسطينية في 31 أكتوبر عن مقتل الفلسطيني حاتم أبورزق (35 عاماً) وجرح آخر في مخيم بلاطة للاجئين المكتظ الذي يضم ثلاثين ألف فلسطيني خارج مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

لكن هذه المرة، لم تحدث الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، بل بين أطراف فلسطينيية، مع أن أبورزق قضى عشر سنوات من حياته في السجون الإسرائيلية لمشاركته في "المقاومة الفلسطينية" في الانتفاضة الثانية (2000-2005).

وتقول السلطات الرسمية، إن أبورزق توفي "متأثرا بإصابته بانفجار قنبلة كان يعد لإلقائها. لكن والدته تتهم السلطات الفلسطينية. وتقول في شقتها الصغيرة في مبنى أسمنتي في شارع ضيق "في الحقيقة قتل برصاص السلطة الفلسطينية".

وتضيف أن "حاتم كان إنساناً طيباً (...) يتطلع إلى محاربة الفساد داخل السلطة الفلسطينية، لهذا لم يحبوه".

هل كان يعمل مع محمد دحلان؟ قالت الوالدة التي يختبئ ابناها الآخران خوفاً على حياتهما، وهي تبكي وتقبل ملصقاً ضخماً طبع تكريماً لابنها "لو كان حاتم مع دحلان لما كنا نعيش في مثل هذه الشقة".

يتردد اسم دحلان في الأراضي الفلسطينية في الحديث عن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة التي أُعلنت في أغسطس ووقعت في واشنطن في سبتمبر.

ودحلان كان رئيس المخابرات العامة قبل سيطرة حماس على قطاع غزة في 2007. وانشق عن حركة فتح ويعيش حالياً في المنفى وهو مستشار لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي.

وعند إعلان اتفاقيات التطبيع، داس الفلسطينيون على ملصقات تحمل صورة دحلان الذي يعتبره معارضوه "خائناً"، بينما يرى أنصاره أنه "خليفة" محتمل للرئيس الفلسطيني.

لكن داخل الطبقة السياسية الفلسطينية تبقى قضية ما بعد عباس من المحرمات. وقالت إحدى الشخصيات المؤثرة في حركة فتح "في هذه المنطقة ، لا نحب الحديث عن الحياة بعد الموت".

وقال محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان أحد أقطاب فتح لوكالة فرانس برس "لا شك في أن حاتم أبورزق كان مع دحلان"، مشيراً إلى انه منذ تلك الحادثة "جرح 14" من أفراد قوات الأمن الفلسطينية في هجمات في بلاطة. وأضاف "إنهم لا يفهمون شيئاً بدون استخدام القوة ولا يفهمون أننا أقوياء".

عند مدخل مخيم بلاطة، يشرب عناصر أمن فلسطينيون مقنعون القهوة حول عربة مصفحة، بينما يترصد القناصة على أسطح المنازل.

وقال اللواء وائل اشتيوي، إن "جماعة دحلان يوزعون المال على الشباب العاطلين عن العمل لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات الفلسطينية (...) وهدفهم إثارة الاضطرابات وإظهار أن السلطة الفلسطينية لا تسيطر على المخيمات".

وأضاف اشتيوي الذي كان يتحدث في شقته المحاطة بكاميرات مراقبة "يريدون إشعال ثورة في المخيمات ثم يقولون بعد ذلك يجب إعادة دحلان ليحل المشكلة".

ونفى مقربون من محمد دحلان أي مسؤولية عن تبادل إطلاق النار في مخيمات بلاطة أو مخيم الأمعري قرب رام الله.

وقال العضو في حركة فتح ديميتري ديلياني، وأحد مؤيدي دحلان، إن "السلطة الفلسطينية تعاني من فوبيا دحلان". وأضاف "يعتبرونه وباء أسوأ من كوفيد-19".

وأضاف أن "هذا التمرد هو رد فعل من بعض سكان المخيمات الذين تم التمييز ضدهم من قبل السلطة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "سكان المخيمات دفعوا الثمن الأعلى خلال الانتفاضات الفلسطيني ولم يعاملوا بشكل جيد (...) الناس غاضبون".

وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لوكالة فرانس برس، إنه "قلق جداً من التوتر المتزايد بين السكان المحليين في مخيم (بلاطة) والقوات الفلسطينية"، داعياً "جميع الأطراف" إلى "ضبط النفس".

ويشعر رئيس لجنة الخدمات المحلية لسكان بلاطة عمد زكي، بالأسف للتسابق على السلاح. وقال إن "الناس في بلاطة ليسوا معجبين بدحلان لكنهم يبحثون عن بديل لتحسين وضعهم ومصيرهم (...) إنها أرض خصبة".

وأضاف بحزن "هناك أسلحة في بلاطة اليوم أكثر مما كان خلال الانتفاضة الثانية". وتابع "هناك قاذفات صواريخ وبنادق ورشاشات كلاشنيكوف أخرى هجومية".

back to top