ماذا بعد الصدمة؟
من يرد النهوض بالبلد فإن عليه أن يغير عقليته بالإتيان بفريق جديد لم تتلوث يده بالاعتداء على المال العام، فريق يدرك أن الاعتماد على النفط مصدراً شبه وحيد للدخل أشبه بالانتحار الجماعي للحيتان، وأن الحديث عن تقليص الدعوم، في وقت مازال سارقو المال العام يتنقلون في كل قارات العالم غير منطقي.
الجزء الأكبر من الشعب مصدوم، فبقدر ما كانت نتائج انتخابات الخامس من ديسمبر مُرضية لأغلبية الشعب، فإن انتخابات مناصب المجلس لم تكن بمستوى الطموح، وهنا نستطيع أن نحلل ونفهم ما جرى في انتخابات الرئاسة، لكن نفحة الأمل التي أحسسناها في الانتخابات العامة فقدناها في انتخابات نائب الرئيس، الحكومة كعادتها لم تقرأ الساحة جيداً، أو لعلها قرأتها لكنها أرادت القول، إن الحديث عن الدستور واحترام الحريات والشعب أمر نظري، لكن الواقع يقول نحن هنا نقرر عنكم لأنكم ما زلتم غير ناضجين، ولكم أن «تتحلطموا» قليلاً وتغردوا في «تويتر» أو حتى تكتبوا بعض المقالات، لكن الواقع الجديد الذي يجب أن تفهموه أننا من يقرر في النهاية.لكن بعيداً عن التحليل الذي يحتمل الخطأ أو الصواب لنذكر بعض الحقائق المؤلمة لكي نبحث عن حلول:يجب أن ندرك أن العالم من حولنا تقدم كثيراً، وأننا في آخر الركب، وأن من يعتقد أنه حقق نصراً بفرضه تكتيكات صغيرة تسمح لشخصه بالتقدم مخطئ، فما فائدة أن يتقدم الأشخاص في حين يتراجع البلد؟
نحن مازلنا نناقش أي أسفلت نستخدم للطرق، ومازلنا نتحدث عن تنويع مصادر الدخل والدورة المستندية، وما زلنا للأسف غير جادين في محاسبة من اعتدى على المال العام، ومن غسل أموالاً ومن سرق أموال المتقاعدين، ومازال يتجول بين أوروبا وأميركا، في حين يتحدث جيراننا عن تنظيم كأس العالم ومشروع «نيوم» ومعانقة الفضاء الخارجي، وإذا كانت حكومتنا سعيدة جداً بالاستقواء على شعبها بفرض الرئيس الذي تريد فعليها بالعافية. من يريد النهوض بالبلد، فإن عليه أن يغير عقليته بالإتيان بفريق جديد لم تتلوث يده بالاعتداء على المال العام، فريق يدرك أن الاعتماد على النفط مصدراً شبه وحيد للدخل أشبه بالانتحار الجماعي للحيتان، وأن الحديث عن تقليص الدعوم في وقت مازال سارقو المال العام يتنقلون في كل قارات العالم غير منطقي.باختصار هذا الطريق موجود والآخر أيضاً موجود، نحن فعلنا ما علينا عندما تحدينا الخوف من كورونا والمطر والزحام والاصطفاف في طوابير لساعات حتى ننتخب مجلس أمة، وأنتم في المقابل ضربتم بهذه النتائج عرض الحائط، الآن جرى ما جرى فهل ستستمرون أم ستضعون خريطة طريق جديدة تخرج البلاد من هذا الوضع، عن نفسي أشك لكنني سأنتظر من باب الأمل في معجزة ما.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!