خامنئي يعرض إطار عملٍ للانتقام لمقتل سليماني وإعادة الدخول في المحادثات
![معهد واشنطن](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586968111105233200/1586968124000/1280x960.jpg)
كما وعدَ خامنئي صراحةً بـ"الانتقام" من أولئك الذين أمروا بقتل سليماني ونفّذوه، وعند تحديد المسؤولين الأميركيين المسؤولين عن اتخاذ القرارات الحركية في المنطقة، عادةً ما ينسب المسؤولون الإيرانيون هذه القرارات إلى الرئيس، وموظفي الأمن القومي التابعين له، والبنتاغون، و"القيادة المركزية الأميركية"، وبغض النظر عن الجهة التي سيُلقى عليها اللوم في نهاية المطاف في هذه القضية، أعلن خامنئي أن انتقام إيران سيأتي "في أي زمان ممكن... كلما سنحت الفرصة، نحن ننتظر الوقت المناسب".وعلى الرغم من قساوة لهجته فإن هذا الخطاب بالذات لم ينص صراحةً على استخدام إيران مجموعاتها الوكيلة أو وسائل أخرى لتصعيد الوضع وإرغام الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط، على العكس من ذلك، شدّد خامنئي على "صفعة" القوة الناعمة كأكثر ردّ مناسب في الوقت الحالي، كما دعا إلى تحقيق تقدم تكنولوجي وعلمي وعسكري متسارع لتعزيز قوة الردع الإيرانية ضد العدو، الأمر الذي يشير أيضاً إلى أن الوقت الحالي قد لا يكون أفضل وقت لمواجهة أوسع. وفيما يتعلق بالمفاوضات المحتملة مع إدارة بايدن المقبلة، أمرَ خامنئي ضمناً بالاستمرار في السياسة الخارجية الإيرانية، وهي رسالة تحذير واضحة للرئيس حسن روحاني وشخصيات أخرى دعت بشكل متزايد إلى إجراء محادثات سريعة مع القيادة الأميركية الجديدة. وكجزء من هذا التحذير، حث خامنئي المسؤولين الإيرانيين على عدم تعليق آمالهم على أي تغيير مهم في واشنطن وعدم الثقة بأي من "أعداء" إيران، وتم تطبيق التسمية الأخيرة على كل من أميركا و"الدول الأوروبية الثلاث تعاملت مع إيران بمنتهى اللؤم والنفاق ... تجاه الأمة الإيرانية"، أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وكانت هذه التصريحات معبِّرة بشكلٍ خاصٍّ، لأنّها صدرت في اليوم نفسه الذي أعرب فيه روحاني عن يقينه من عودة إدارة بايدن إلى الاتفاق النووي وإنهاء العقوبات.وعلى الرغم من أن خامنئي أوصى بشدة بعدم إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة في هذه المرحلة، فإنه حدّد بعض القواعد الأساسية الضمنية للمحادثات المستقبلية المحتملة، ومن خلال انتقاد الانشقاقات الداخلية في إيران والدعوة إلى تكوين صوت موحد بين الفصائل المختلفة، كان يقول بشكلٍ خاصٍّ إنه حالما يتّخذ النظام قراراً بشأن المسار المتّبَع في المسألة النووية، فسيتعيّن على الجميع اتّباع مساره ودعمه. ومع ذلك، فمن المرجح أن تشهد المرحلة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الإيرانية في مايو قدراً كبيراً من الرسائل المتباينة والمربكة في كثير من الأحيان حول موضوع المفاوضات والعقوبات.*فرزين نديمي* محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج