دول تغلق حدودها لمنع انتشار «السلالة الجديدة»

• عمليات بحث عن المصابين بـ «كورونا المتحور» ورصد حالات في أستراليا وإيطاليا وبلجيكا
• دائرة حظر الطيران إلى بريطانيا تتسع... واشنطن و«منظمة الصحة»: اللقاح يبقى فعالاً

نشر في 22-12-2020
آخر تحديث 22-12-2020 | 00:05
مجمع بيرلينغتون التجاري المزين بأشجار الميلاد فارغ من رواده في لندن أمس (اي بي اي)
مجمع بيرلينغتون التجاري المزين بأشجار الميلاد فارغ من رواده في لندن أمس (اي بي اي)
اتسع حظر الطيران إلى بريطانيا، وجزئياً إلى جنوب إفريقيا، ليشمل عشرات الدول حول العالم، بينما بادرت 3 خليجية بينها الكويت، إلى إغلاق حدودها بالكامل لمنع تفشي السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا المستجد. وفي حين بدأت السلطات الصحية رحلة بحث شاقة عن المصابين بالسلالة الجديدة، انضمت واشنطن ومنظمة الصحة العالمية إلى برلين بترجيح فعالية اللقاحات التي تم التوصل إليها في الحماية من هذا النوع الجديد الأكثر قدرة على الانتشار.
في سيناريو يذكّر بالإجراءات الدولية التي بدأت قبل حوالي عام، بعدما أعلنت الصين تفشي فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 في ووهان، أعلنت ثلاث دول حتى الآن، هي الكويت والسعودية وعمان، إغلاق حدودها لمنع تفشي "السلالة الجديدة" من "كورونا"، بينما انضمت دول جديدة الى حظر السفر إلى بريطانيا التي كانت أول دولة تعلن عن خروج هذه السلالة التي يعتقد أنها أكثر قابلية على الانتشار، وأطلق عليها "إن 501 واي"، عن السيطرة.

إغلاق الحدود

وكانت السعودية أول دولة على مستوى العالم تعلن أمس الأول، تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود البرية والبحرية مدة أسبوع قابلة للتجديد، وذلك بعد 3 أشهر على فتح أبوابها للمسافرين إثر فترة إغلاق استمرت نحو 6 أشهر.

كما طالبت وزارة الصحة السعودية كل من عاد من دولة أوروبية ظهرت فيها السلالة الجديدة بالعزل المنزلي مدة اسبوعين وإجراء فحص للفيروس كل 5 أيام.

وأمس، أعلنت سلطنة عمان تعليق الرحلات الجوية وإغلاق حدودها البرية والبحرية لمدة أسبوع واحد "بناء على ما أعلنت عنه السلطات في عدد من الدول من ظهور سلالة جديدة من الفيروس ووقاية لأفراد المجتمع من شدّة عدواها وسرعة انتشارها". وأضافت أنه سيتم استثناء "طائرات وسفن الشحن والشاحنات".

حظر السفر

وأصدرت عشرات الدول، في الساعات الأخيرة، قرارات لمنع السفر الى بريطانيا وبعضها الى جنوب إفريقيا، حيث رصدت السلالة الجديدة.

وفي أوروبا، أعلنت ألمانيا وإيطاليا وهولندا وسيوسرا والنمسا وأيرلندا وبلجيكا وفنلندا والدنمارك وبولندا والنرويج ودبلن والسويد وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا، ودول البلطيق الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، أوامر بإغلاق حدودها أمام القطارات والطائرات القادمة من بريطانيا.

كما فرضت سويسرا على كل الأشخاص الذين عادوا من بريطانيا أو جنوب إفريقيا منذ 14 ديسمبر، الدخول في حجر صحي لـ 10 أيام، في حين أعلنت وزارة الصحة في مالطا أنها ستطلب من الركاب القادمين من بريطانيا الخضوع لحجر صحي لـ 14 يوما.

وقالت كندا وروسيا إنهما ستعلقان الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا لمدة أسبوع، بينما وسعت تركيا الحظر ليشمل جميع الطيران الى بريطانيا وهولندا والدنمارك وجنوب إفريقيا.

وأعلنت إيران والهند والسلطات المحلية في هونغ كونغ وقف الرحلات الجوية إلى بريطانيا، كما قررت تونس والمغرب والجزائر ولبنان والأردن تعليق الطيران مع كل من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.

وفي حين رأى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن فرض حجر لـ 14 يوماً على الوافدين من بريطانيا يكفي لمواجهة التهديد الوبائي الصاعد، قررت الأرجنتين وتشيلي وبيرو الانضمام للعديد من دول العالم بتعليق رحلات الطيران مع بريطانيا، في وقت أصدر الرئيس الكولومبي إيفان دوكي أوامر بفرض حظر تجوال في بعض المدن للحد من التجمعات أثناء عيد الميلاد، التي يمكن أن تتسبب في انتشار الفيروس.

فرنسا والإمدادات

وفي فرنسا التي تعتبر شرياناً أساسياً للإمدادات المتوجهة الى بريطانيا، والتي أعلنت أنها ستوقف جميع الرحلات من بريطانيا لـ 48 ساعة، بما في ذلك الرحلات "المتعلقة بنقل البضائع عن طريق البر والجو والبحر والسكك الحديد"، قال وزير النقل الفرنسي جان بابتيست دجباري إنه سيتم وضع "بروتوكول صحي قوي" في الساعات المقبلة، حتى يمكن استئناف حركة المرور من بريطانيا قريبا.

ولضمان وضع خطط متينة، ترأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، اجتماع أزمة لمناقشة الوضع المتعلق بالتنقلات الدولية والشحن بعد قرار العديد من الدول، تعليق الرحلات بسبب السلالة الجديدة التي قالت لندن إنها "خارجة عن السيطرة"، ودفعت الحكومة لإعادة فرض قيود على 18 مليون نسمة في لندن وجنوب شرق إنكلترا.

الإصابات الجديدة

وبدا أن الدول قد بدأت رحلة شاقة وغير مضمونة النتائح للبحث عن المصابين بالسلالة الجديدة.

من ناحية أخرى، أعلن وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا، اكتشاف حالة إصابة بالسلالة الجديدة، مشيرا إلى أن المريض كان قد عاد أخيرا من بريطانيا بالطائرة، وهو يخضع حاليًا مع أقاربه للحجر.

وقال سبيرانزا إن "سلالة كورونا التي اكتُشفت أخيرا في لندن مثيرة للقلق، وسيتعيّن التحقق منها بعمق من قبل علمائنا، وإلى أن يتمّ ذلك نختار المسار الأكثر حذرا".

وفي أول تأكيد لإصابات بالسلالة سريعة الانتشار في منطقة آسيا والمحيط الهادي، أكدت أستراليا، أمس، تسجيل حالتي إصابة بسلالة جديدة من فيروس كورونا،

وذكرت ولاية نيو ساوث ويلز، أكبر ولاية في أستراليا من حيث عدد السكان، أنها رصدت 6 حالات إصابة جديدة وسط أشخاص عائدين من الخارج وفي الحجر الصحي. وقالت السلطات إن من بينهم حالتا إصابة بالسلالة الجديدة.

وبعد إقامة إجبارية في مطار هانوفر الألماني لـ 62 راكبا قادمين من بريطانيا، تبين أن أحد الركاب مصاب بفيروس كورونا.

وأعلنت السلطات في مدينة هانوفر، أمس، أن المزيد من الاختبارات المعملية يجب أن توضح الآن ما إذا كان الراكب مصابا بالنوع الجديد، المعدي بشكل خاص، مضيفة أنه سجرى نقل الراكب المصاب ومرافقيه عبر سيارة مخصصة للحجر إلى وجهتهم، حيث سيُجرى فصلهم عن بعضهم البعض عقب الوصول.

كما أكد عالم الفيروسات البلجيكي، مارك فان رانست، أمس، أنه "تم العثور داخل بلجيكا، على السلالة الجديدة".

الولايات المتحدة

وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، تُراقب السلطات الأميركية "بعناية شديدة" السلالة الجديدة التي تنتشر في المملكة المتحدة، لكنها لا تخطط لفرض حظر على السفر إلى هذا البلد في الوقت الحالي، حسب ما أعلن أمس الأول، كبير مستشاري برنامج التطعيم الحكومي منصف السلاوي لشبكة CNN.

وقال السلاوي إن المسؤولين الأميركيين لا يعرفون بعد ما إذا كانت هذه السلالة الجديدة موجودة في الولايات المتحدة. وأضاف: "نحن بالطبع ندرس هذا الأمر بعناية شديدة".

بدوره، قال الأدميرال بريت غيروير، المسؤول عن الإشراف على حملة اختبارات فيروس كورونا: "لا أعتقد أنّ هناك أيّ سبب يدعو إلى القلق في الوقت الحالي".

وردا على سؤال قناة "إي بي سي" حول إمكانية أن تحذو الولايات المتحدة حذو الدول الأوروبية التي علّقت الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة، أوضح غيروير: "لا أعتقد حقا أننا بحاجة إلى فعل هذا في الوقت الحالي".

اللقاح فعال

وعن فعالية اللقاح ضد السلالة الجديدة، أكد السلاوي أنه "في الوقت الحالي لا يبدو أن هناك أي سلالة من الفيروس تقاوم اللقاحات المتاحة، وأعتقد أن هذه السلالة المحدّدة في المملكة المتحدة من غير المرجّح أن تُفلِت من الاستجابة المناعية التي يوفرها اللقاح".

بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أنها تتوقّع وترجح أن يكون اللقاح فعالا مع الفيروس المتحور. وكان وزير الصحة الألماني ينس سبان، قال أمس الأول إن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة".

وكان يشير خصوصا إلى لقاح تحالف "فايزر ـــ بايونتيك" الذي استخدمته دول عدة في العالم، ويتوقع أن يحظى قريبا بموافقة الوكالة الأوروبية للأدوية.

وفي باريس، أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، أمس، أن اللقاحات الموجودة حاليا من المفترض أن تقي أيضا من التحور الجديد للفيروس. وأضاف "نظريا، ما من سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن اللقاح لن يكون فعالا"، مشيرا من ناحية أخرى، الى احتمال أن تكون السلالة الجديدة منتشرة في البلاد في وقت سابق، رغم أن الاختبارات الأخيرة لم لم تظهر ذلك.

وفي موسكو، أعلن رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف أن لقاح "سبوتنيك في" الروسي، فعال ضد السلالة الجديدة.

جاء ذلك خلال حفل التوقيع على مذكرة تفاهم بين مركز "غاماليا" الروسي للبحوث وشركة "أسترازينيكا" للأدوية البيولوجية وصندوق الاستثمار المباشر الروسي وشركة "آر فارما".

بدوره، أكد ألكسندر غينسبورغ، مدير "غاماليا"، أن الاختبارات السريرية المشتركة للقاحين البريطاني ــــ السويدي "أسترازينيكا" والروسي "سبوتنيك في" لن تتطلب وقتا طويلا.

ومع ترجيح فعالية اللقاح مع هذه السلالة الجديدة، تنحصر المخاوف الدولية حالياً في أن موجة إصابات واسعة ستعرقل توزيع اللقاح، وربما تتسبب بتحور أكبر وأخطر يصبح معه اللقاح غير فعال، ونكون قد عدنا الى المربع الأول قبل عام مدمر تسبب بخسائر بشرية واقتصادية واجتماعية تحتاج الى سنوات للتعافي منها.

السلالة الجديدة هل تصبح المهيمنة؟

قال عضو باللجنة الاستشارية العلمية التابعة للحكومة البريطانية إن السلالة الجديدة لفيروس كورونا يمكن أن تصبح السلالة المهيمنة في العالم.

وذكر أستاذ العلاجات بجامعة ليفربول كالوم سيمبل عضو الهيئة الاستشارية العلمية للطوارئ أن الفيروس "يتسم بالميزة التطورية في الانتقال بصورة أكثر سرعة"، وهذا يعني "أنه سوف يتغلب على جميع السلالات الأخرى".

وأضاف في حديث مع شبكة سكاي نيوز أنه "مع التوسع في سبل المناعة في المجتمع على نطاق أوسع، سوف نبدأ رؤية مزيد من الضغط على الفيروس، ومن المرجح بصورة أكبر أن نرى هروباً لسلالات أخرى"، موضحاً أن "هذا ليس أمراً مفاجئاً، نحن نتعامل مع الإنفلونزا سنوياً".

back to top