دونالد ترامب بحث كل الخيارات لقلب نتائج «الرئاسية»
فريق جو بايدن يتوعد بما هو أكثر من العقوبات للرد على «الاختراق الكبير»
رغم تأكد فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واصل غريمه الجمهوري دونالد ترامب البحث عن سبيل لإلغاء نتائج الاقتراع قبل شهر من نهاية ولايته في البيت الأبيض.وفي أحدث تحرك لإبطال العملية الانتخابية والتشكيك في شرعية فوز بايدن، طلب ترامب وفريقه القانوني بقيادة محاميه رودي جولياني مجدداً من المحكمة العليا، إلغاء ثلاثة أحكام أصدرتها محكمة ولاية بنسلفانيا بشأن قواعد الاقتراع عبر البريد.واتهم جولياني سلطات بنسلفانيا بأنها «غيرت بشكل غير قانوني قانون التصويت بالبريد قبل الانتخابات»، موضحاً أنه يسعى لإلغاء قرارات جردت برلمانها من وسائل حماية تتعلق بالتزوير في التصويت بالبريد.
ومع تزايد الضغط عليهم، لم يعد ترامب والمقربون منه يترددون في طرح أفكار جريئة على غرار فرض القانون العرفي، الذي نوقش خلال اجتماع عاصف في البيت الأبيض يوم الجمعة، وأثار انتقادات واسعة في صفوف النخبة السياسية، رغم نفي ترامب للخبر، الذي تناقلته وسائل الإعلام على نطاق واسع.وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، يجري تداول فكرة منح الجيش السلطة التنفيذية والقضائية منذ مطلع ديسمبر في دوائر مؤيدي ترامب الأكثر حماسةً له، مما سيسمح لهم بتكليفه بتنظيم اقتراع رئاسي جديد بموافقة من الكونغرس.ورفض أغلب مستشاري ترامب فوراً فكرة فرض القانون العرفي وأيضاً مقترحه تسمية المحامية المثيرة للجدل سيدني باول مدعية خاصة مكلفة بالتحقيق في وجود إخلالات انتخابية مستقبلاً. وجرت الجمعة مناقشة سنّ مرسوم رئاسي لمصادرة جميع أجهزة التصويت لفحصها، وهي تمثل أدوات تزوير واسع النطاق وفق فريق ترامب.ومع تراجع هامش تحركه، يعول ترامب إعلامياً على عدد متقلص من الموالين له ووسائل إعلام شديدة المحافظة.وصار ترامب يلجأ إلى نظريات مؤامرة تنشرها مواقع على غرار «ذي غاتواي بانديت» الذي أعاد نشر إحدى تغريداته أمس الأول، ويواصل تعبئة قاعدة مسانديه الذين ما زال كثير منهم يعتقدون في إمكانية قلب الطاولة، وفق ما تظهر أنشطتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.وقال السيناتور الجمهوري ميت رومني، أمس الأول: «هذا محزن حقاً ومحرِج ولن يحصل، وبالتالي لن يحقق كل ذلك أي نتيجة»، معتبراً أن «الرئيس يمكن أن يحول آخر فصول ولايته إلى نصر مع وصول لقاح فيروس كورونا بدلا من الطعن في نتائج الاقتراع». واعتبر النائب الجمهوري في مجلس نواب مينيسوتا بات غارافولو أن «كل نائب أو مرشح جمهوري يلتزم الصمت حول الموضوع لا يستحق أن يكون مسؤولاً».من جهته، يرفض معسكر بايدن الخوض في ما يعتبره جدلاً عقيماً. وقالت مسؤولة الإعلام المستقبلية له جين بساكي: «تجري كثير من الأمور تشغلنا عن القلق لما يحدث في المكتب البيضاوي».وعلق مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جون بولتون أن البعض يقولون إن «سلوك ترامب يسوء مع اقتراب 20 يناير»، لكن «ذلك خاطئ، سلوكه هو نفسه ويتكرر بلا نهاية».إلى ذلك، صوّت أكثر من 1.3 مليون مبكراً في انتخابات الإعادة على مقعدي مجلس الشيوخ لولاية جورجيا بعد 6 أيام من انطلاقها. ويحتاج الجمهوريون لمقعد واحد للحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ ومنع هيمنة الديمقراطيين على واشنطن.من جهة أخرى، أعلنت شركة «فاير آي» للأمن السيبراني التي استطاعت تحديد الاختراق الواسع لوكالات حكومية أميركية، تضرّر خمسين مؤسسة «بشكل بالغ».وقال الرئيس التنفيذي للشركة إنه في حين ظهرت علامات ضارة في شبكات 1800 منظمة، عانت 50 منها أضراراً جسيمة.ودعا نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى الرد «بقوة» على الهجوم الإلكتروني الواسع الذي طاول الولايات المتحدة، متنصلين من ترامب الذي قلل من شأنها. واعتبر رومني أن الهجوم الإلكتروني «أحدث ضرراً بالغاً وإهانة فاضحة ويجب الرد عليها بطريقة قوية جداً، ليس فقط بالكلام، ولكن من خلال الرد السيبراني بالحجم نفسه أو أكبر»، متهماً ترامب بأنه «يفقد كل موضوعية عندما يتعلق الأمر بروسيا تتصرف بحصانة في ما يتعلق بهذه الهجمات الإلكترونية لأنها لا تعتقد أن لدينا القدرة على الرد بطريقة ملائمة».وقال نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الديمقراطي مارك وارنر، إن الهجوم السيبراني «خطير للغاية ومستمر، والمسؤولون لم يحددوا بعد حجمه بشكل كامل. وكل شيء يشير إلى روسيا، وعندما يحاول الرئيس التقليل من الأمر أو يزدري المسؤولين، فإنه لا يجعل بلادنا أكثر أمنا».وشدد كبير موظفي البيت الأبيض القادم رون كلاين على أن بايدن يفكر فيما هو أكثر من العقوبات، قائلاً: «الأمر لا يقتصر على العقوبات، وإنما يمتد لتحركات وأشياء يمكننا القيام بها لتحجيم قدرة الأطراف الأجنبية على شن مثل هذه الهجمات».وجدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التأكيد «بحزم على عدم التورط في مثل هذه الهجمات وخاصة هذا»، مبيناً أن «أي اتهامات أميركية لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وتعد على الأغلب استمرارا لرهاب أعمى، يتم اللجوء إليه في أي حادث».