قبيل حلول الذكرى الأولى، مطلع يناير المقبل، لاغتيال الولايات المتحدة القائد الإيراني البارز قاسم سليماني، قرب مطار بغداد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عبور غواصة نووية مضيق هرمز باتجاه الخليج لحماية الملاحة بالمنطقة، بينما أكد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي، أثناء جولة في المنطقة أُحيطت بالسرية، أن بلاده متأهبة ومستعدة للرد في حال هاجمتها طهران أو الفصائل الموالية لها انتقاماً لمقتل سليماني.

وصرح ماكينزي لعدد محدود من الصحافيين، مساء أمس الأول: «نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، ونحن مستعدون للرد إن اقتضى الأمر».

Ad

وأضاف قائد القيادة المركزية الأميركية «سانتكوم»، في اتصال هاتفي من مكان غير محدد في المنطقة: «أرى أننا في وضع جيد جداً، وأننا سنكون مستعدين، مهما قرر الإيرانيون وحلفاؤهم أن يفعلوا»، مؤكداً أنه زار بغداد، حيث التقى قائد قوات التحالف الدولي الجنرال الأميركي بول كالفيرت، ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عبدالأمير يارالله.

وأفاد كذلك بأنه زار سورية للقاء القوات الأميركية في قاعدة التنف الواقعة في المثلث الحدودي مع الأردن والعراق.

ولم يُعلَن مسبقاً عن جولة ماكينزي، ما يعد إشارة على وجود خشية لدى المسؤولين الأميركيين من أن تقوم الجمهورية الإسلامية بالانتقام للجنرال البارز، الذي اغتيل في غارة شنتها طائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد في 3 يناير 2020.

وبالمثل جرى التكتم على جولة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إلى قطر والسعودية والإمارات وإسرائيل وأفغانستان، الأسبوع الماضي حتى مغادرته المنطقة.

وتزامن ذلك مع وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد زاده، الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها السفارة الأميركية في بغداد، مساء أمس الأول، بأنها «أمر مشكوك فيه للغاية».

واتهم زاده إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بتدبير الهجمات، قائلاً إن «البيان الذي أصدره وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن الرشقات الصاروخية، التي تسببت في أضرار مادية طفيفة، قد أُعد قبل تنفيذها ونُشر بعدها».

وأكد أن «الهجمات على المقرات الدبلوماسية والسكنية أمر مرفوض»، لكنه وصف توقيت الاعتداء الذي يأتي قبيل الذكرى الأولى لوفاة سليماني بـ«المشبوه».

وحمّل بومبيو، الميليشيات المدعومة من إيران مسؤولية الهجمات التي استهدفت المنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية، لكن أغلب الفصائل العراقية المسلحة، بما في ذلك «حزب الله» المقرب من طهران، نفت التورط في الهجوم.

كما نفى قيس الخزعلي زعيم «عصائب أهل الحق»، التي تُتهم بتدبير مثل تلك الاعتداءات، شن الهجوم على المقر الدبلوماسي، رغم تأكيده الاحتفاظ بحق مهاجمة القواعد العسكرية الأميركية، بوصفها «أماكن محتلة».

(طهران- وكالات)