● حدثينا عن مشاركتكِ في ملتقى عليسة وحصدك الجائزة الأولى للشعر؟
- ملتقى عليسة الدولي للمبدعات هو مهرجان أسسه الشاعر التونسي عادل الجريدي، وقد انعقد في ثلاث دورات متتالية وراهن راعيه على انتصار صوت المرأة الشاعرة من دون تحديد لانتمائها الجغرافي، وهو يلتئم كل سنة ليضمّ عدداً من المشاركات من العديد من الدول.. وأعتبره جسراً يعبر عليه الشعر بين عالم الحلم في الشعر وعالم الواقع لتعلو تاء التأنيث في عالم الكلمات، وتمد خلف الأفق ما تزهر به محبرتها، وفي هذه الدورة كانت لي فرصة للتتويج وذلك بحصد الجائزة الشعرية الأولى عن كتابي الذي شاركت به مخطوطاً ليتهندم اسمي ضمن جملة من الأسماء معلناً أني الفائزة الأولى، ولي طعم الإبحار وما يَعرفُ الإبحار إلا من يُشَهد له بأنه ربان ماهر.● ما أهمية الملتقى كفعالية مخصصة لنون النسوة من المبدعات العربيات؟
- بعيداً عن فكرة المفهوم الاجتماعي لكلمة الجندرة المفهوم الذي يعدّ غربي الجنسية وشرقي الملام.. في الحقيقة الحضور النسوي بالمشاركات هو تأكيد على أن المرأة مبدعة في هذا الحقل، فالشعر أقربُ إليها من بين كل الفنون، إذ إن فيه اعتراف بلحظاتها العصية على التفسير التاريخي وتجاوز الجندرة، بوصفةٍ أنثوية تكون بمذاقٍ شعري تعلن غنيمتها فتخف بالمعاني إلى براري الكلمة بجمال الصوت، وتضرب وترها وتصدح عالياً بكيمياء لغتها المتحدث بها، فيكون الشعر واهباً وموهوباً، والتواصل بين الشاعرات محققاً، فما اللغة إلا من أجل تحقيق تبادل ثقافي أوسع بين الشعوب والحضارات، وهو ما كرّسه راعي المهرجان السيد عادل الجريدي في الدورتين الأولى والثانية بمشاركات غربية كإسبانيا، وتركيا، وروسيا، وكندا والبرتغال وغيرها من الدول.● البُعد الفلسفي في "إشارات آرتميس"، هل تعتقدين أنه سبب فوزك بالجائزة؟
- أحب الكتابات الشعرية التي أوظِّف فيها مرجعيتى القرائية وكأني أريد للشعر أن يكون له مستودعه غير المتصدع بلغة المنطق والحكمة وما توحي به الملاحم الإغريقية وأن أفجر الأهواء الخالقة التي أراها مخبوءة في كل غيهب من غياهب العقل، وأظنُ كما في كتابي الأسبق "تجليات على حافة التجريد"، الذي اتخذتُ فيه الفكر الصوفي وفلسفته الوصول إلى المعرفة الحق بفناء ذاتية النفس مع الله ولأكون في "إشارات آرتميس" مغامرة بالشعر إلى الولوج أو اقتحام الفلسفة الإغريقية باستحضار بعض من رموزها الربوبية، فالشعر أراه انزياحاً وغموضاً ودهشة تحاك، ليكون الاحتفاء تكوكباً بهذا العالم المدهش للإنسان منذ القدم، لاستحضر قولاً على لسان الناقد محمد بن رجب في قراءة نقدية للكتاب: "في هذه المجموعة الشعرية تتشكل قصائد جميلة حتى إذا فككت أسرارها عشقتها.. وإذا ما استعصى عليك أمرها أحببتها، لأنك تحب الغموض، ولأني معك لا أخاف عتمة المعاني ولا الأمكنة، فالشاعرة تحقق لك، بشعرها القادم من وحي الأسطورة والدين والحياة، لذة، وتهديك صوراً راقية من الجمال القادر على الكلام.. القادر على أن يحدثنا عن الحب والعشق والوجد والعذرية والنقاوة والشوق، فنرقص فرحاً، ونرتل مع الشاعرة آيات الجمال فنذوب في عذرية الآتي.. تلك هي إشارات آرتيمس الثائر في هدوء". وهذا ما اتصوره سببا في حصدي الجائزة.● ما الأجواء التي تدور فيها قصائد الديوان، والقضايا التي يناقشها عموماً؟
- "إشارات آرتميس" مجموعة شعرية تحيل في مضمونها إلى كل ما يمنح الإحساس معنى الحضور بالتفتيش في الجيب القديم من الملاحم الإغريقية، طارحة السؤال الفاجع عن مصير الإنسان ومعنى الموت والفقد.. وعن معنى الانتماء وجدوى الحياة، متناولة ما يجوس في أرجاء هذه الروح بعلاقتها مع الله وما يربط هذا البشري بالوَرد، بالسّلام... بالكائن الغارق في ثَرى النقاء وبالصامتين عن عبثية الأشياء حولهم تعففاً عن قبحٍ ترتكبه الإنسانية في زمن الديستوبيا.. تحدثت عن قضايا الظلم بحياد الصوفي وتطرف العاقل وعنف الصادقين وبراءة الأطفال وتمرد العلماني على العنصري وغيرها من الموضوعات التي تلمس الذات الإنسانية بلغة إشارية عن الحب المشحون في رسالة تؤطر للمحبة على بساطتها لفظاً وقدسيتها معنىً.● ماذا بعد الفوز؟ هل سيجري طباعة الديوان وإتاحته للقراء؟
- تكفلت دار عليسة للنشر والتوزيع بطباعة الكتاب في طبعة جميلة وبتصميم لافت ضمن اتفاقية بينها وبين الملتقى الدولي، وقد نلت عدداً من النسخ في اللقاء الافتتاحي للدورة وأنوه بشكري الوامق للسيدين عادل الجريدي والسيد رياض عبدالرزاق على كل الجهود المبذولة.● برأيكِ، ما أهمية استمرار الفعاليات الأدبية والثقافية في ظل ظروف كورونا؟
- أرى ضرورة استمرار هذه النشاطات كتحدٍّ كبير من الأدباء، وعلى وجه الخصوص حتى لا تتسخ الكتابة بالشيخوخة المبكرة ولتجاوز الإكراهات الخانقة التي فرضتها العزلة وتجاوز السُبات الذي طال أصوات الشعراء.. إنها فرصٌ لرتق شروخ الحياة لنكون بعافية نفسية عالية.● ماذا في جعبتك الأدبية خلال الفترة المقبلة؟
- كتاب "جلال الدين الرومي إيقاع المتصوفين".