يُعتقَد أن سلالة فيروس "كورونا" الجديدة تخلّقت في رئة مصاب في المملكة المتحدة أو في بلد آخر ذي قدرة أقل على رصد الطفرات الجينية التي يطورها الفيروس.

ويمكن رصد هذه السلالة الجديدة في عمومٍ متفرقة من المملكة المتحدة، ما عدا أيرلندا الشمالية. لكنها موجودة بكثافة في لندن، وشرقيّ، وجنوب شرقي إنكلترا.

Ad

وتُظهر البيانات الواردة من حول العالم، أن حالات الإصابة المسجلة بالسلالة الجدية في كل من الدنمارك، وأستراليا، وهولندا وسلطنة عُمان، هي لأشخاص قادمين من المملكة المتحدة.

وظهرت سلالةٌ أخرى شبيهة من الفيروس في جنوب إفريقيا. وهي تشترك في بعض صفاتها الجينية مع السلالة التي ظهرت في بريطانيا، لكنهما مختلفتين فيما يبدو.

● هل عرف العالم مشهداً مشابهاً من قبل؟

- الإجابة: نعم. إن الفيروس الذي اكتُشف للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية، ليس هو ذات الفيروس المستشري الآن في أنحاء المعمورة.

ففي فبراير الماضي طرأت طفرات جينية D614G على الفيروس الأول في أوروبا ومنها تمددت النسخة الجديدة في العالم. في غضون ذلك، ظهرت نسخة أخرى تُدعى A222V في أوروبا أيضا، ونُسبت تحديداً إلى المصطافين الإسبان.

● ماذا نعرف عن الطفرات الجينية الجديدة للفيروس؟

- رصدت دراسة مبدئية عدد 17 تحوّراً مهماً للـفيروس حتى الآن. ورُصدت تغيرات في البروتين الشوكي أو مستقبلات الفيروس التي يستخدمها كسلاح أساسي في الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية قبل أن يخترقها ليجندها لإنتاج حمضه النووي. أحد هذه التغيرات في البروتين الشوكي يُدعى N501Y، وآخر يُدعى H69/V70.

ويستميت الفيروس في البحث عن وسيلة تُيسّر عليه مهمة اختراق خلايا الجسم البشري. ويُضعف هذا التغير الأخير H69/V70 من قدرة الأجسام المضادة التي تكونت لدى الناجين من إصابة بفيروس كورونا؛ بحيث تضعف جبهتها في مقاومة أي هجوم جديد يشنه الفيروس على الجسم، بحسب رافيندرا غوبتا، الباحث في جامعة كامبريدج.

● من أين أتت السلالة الجديدة؟

- يشهد الفيروس طفرات جينية بوتيرة متسارعة بشكل غير طبيعي.

وأكثر التفسيرات احتمالاً يقول، إن السلالة الجديدة تخلّقت في رئة مريض يعاني ضعفاً في جهاز المناعة تركَه عاجزاً أمام "كورونا" الذي وجد بدوره في رئة هذا المريض مستعمرة مواتية للتحوّر.