قال مسؤولون ومصدر أمني في بانجي إن رواندا وروسيا أرسلتا جنودا وإمدادات إلى جمهورية إفريقيا الوسطى لمساعدتها في التصدي لعنف الجماعات المتمردة المتصاعد قبيل الانتخابات المقررة الأحد المقبل.

وتقاتل قوات الأمن وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمردين الذين سيطروا على بلدات وطرق خارج العاصمة، في هجوم، نهاية الاسبوع الماضي.

Ad

وتتهم السلطات الرئيس السابق فرانسوا بوزيز، الذي رفض القضاء ترشحه للرئاسة، بالتخطيط لانقلاب مع عدة جماعات مسلحة. واتهمت الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا أيضا بوزيز بالسعي لعرقلة الانتخابات. ونفى متحدث باسم حزب بوزيز (كيه.إن.كيه) الاتهامات.

وتولى الرئيس فوستين تواديرا، الذي يسعى للفوز بولاية جديدة، السلطة في عام 2016 بعد الإطاحة ببوزيز خلال تمرد قبل 3 سنوات. ويواجه تواديرا صعوبة في استعادة الاستقرار ولا تزال مساحات واسعة من البلاد خارج سيطرة الحكومة، كما أنه يحظى بعلاقات ودية مع موسكو ولديه مستشار أمني روسي.

وقالت حكومة بانجي، في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، إن رواندا وروسيا "اتخذتا خطوات لتقديم دعم فعال وصل إلى أراضي إفريقيا الوسطى".

وقال للمتحدث باسم الحكومة إن موسكو أرسلت "مئات" من الجنود الروس في اطار اتفاق تعاون ثنائي بين البلدين.

وأفاد مصدر أمني في بانجي بأن طائرات روسية محملة بقوات وإمدادات عسكرية هبطت في البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.

وأكدت وزارة الدفاع الرواندية، في بيان، أنها أرسلت قوات، لكن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف نفى ارسال قوات، وقال لوكالة انترفاكس: "لا نرسل قوات، نحن نحترم بنود قرارات الامم المتحدة".

لكن في وقت لاحق، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "بهدف مساعدة بانغي في تعزيز القدرات الدفاعية لجمهورية إفريقيا الوسطى، استجابت روسيا بسرعة طلب حكومة (إفريقيا الوسطى) وأرسلت 300 مدرب إضافي لتدريب الجيش الوطني".

وكان المتحدث الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف أشار الى إن روسيا تعتبر الوضع في إفريقيا الوسطى "مسألة تثير قلقا كبيرا".

وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عنف الجماعات المسلحة والميليشيات الأخرى، في بيان صدر أمس الأول، بعد أن أطلعه رئيس مهام حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيير لاكروا على الوضع.

وقال بيان المجلس: "تدعو الدول الأعضاء في مجلس الأمن جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية، والعمل صوب توفير الظروف الملائمة لعقد الانتخابات المقبلة".

من جهة اخرى، وبانتظار دخول الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 يناير، ومع تلميح شخصيات مقربة منه ومراقبين إلى أن الإدارة الجديدة على عكس سابقتها قد تتشدد مع روسيا وتظهر مرونة تجاه الصين، بدا أن موسكو وبكين ترسلان من خلال دورية جوية مشتركة رسالة موحدة إلى بايدن.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن ست قاذفات استراتيجية روسية وصينية أجرت مناورات مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرة إلى أن المهمة راعت القانون الدولي دون وقوع خرق لأجواء الدول الأخرى ولم تكن موجهة ضد دول أخرى.

وبينت وزارة الدفاع الروسية أن هدف تسيير الدوريات الجوية مع الصين تطوير الشراكة ورفع مستوى التنسيق بين قواتهما المسلحة وتعزيز القدرة على إجراء عمليات عسكرية، كذلك من أجل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي في العالم.

وغداة إبحار "شاندونغ"، أول حاملة طائرات محلية الصنع في مياه البحر الجنوبي لإجراء تدريبات، أكد المتحدث باسم قيادة المسرح الجنوبي للجيش الصيني الكولونيل تيان جونلي أمس، طرد السفينة الحربية الأميركية "يو آس آس جون ماك كين" عندما تجاوزت المياه المحاذية لجزر "نانشا" دون إذن.

ولفت جونلي إلى أن الجيش أعد قوات بحرية وجوية ثم "حذر" و"طرد" المدمرة الأميركية، "لانتهاكها الخطير، مشداً على أنه في "حالة تأهب قصوى دائمة" لحماية السيادة الصينية والأمن والاستقرار في المنطقة "بصرامة".

عقوبات متزايدة

جاء ذلك بينما قررت روسيا أمس، فرض عقوبات على مسؤولين أوروبيين رداً على تدابير تبناها الاتحاد الأوروبي في أكتوبر بعد التسميم المفترض للمعارض الأبرز للحكومة أليكسي نافالني.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها وسعّت قائمة الممثلين عن دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضيها، إلا أنها لم تنشر أسماءهم.

ووصفت الخارجية بـ "غير المقبولة" العقوبات الأوروبية التي تستهدف 6 شخصيات روسية من بينهم، رئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف، "بذريعة مشاركتهم المزعومة في الحادثة المرتبطة بالمواطن نافالني".

واستدعت الخارجية الروسية سفيري فرنسا والسويد ونائب السفير الألماني بسبب الموقف من قضية نافالني وعقوبات الاتحاد الأوروبي، موضحة أنها أبلغت الدبلوماسيين الكبار وكذلك بعثة التكتل بالخطوة وسلمتهم مذكرة تفيد بتوسيع "القائمة السوداء بأسماء الشخصيات المتورطة في الدعوة لفرض العقوبات على روسيا".

أوهام وجنون

واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن نافالني يعاني "أوهام الاضطهاد"، قائلاً: "أسمح لنفسي بأن أعبّر عن رأي شخصي: المريض يعاني بوضوح من أوهام الاضطهاد ومن بعض أعراض جنون العظمة".

ورغم اتهامه بتلقي الدعم من الاستخبارات الأميركية، نفى الرئيس فلاديمير بوتين الخميس أي دور لحكومته في محاولة تسميم نافالني، مؤكداً أنه إذا أرادت السلطات قتله لنجحت في ذلك.

وتتهم روسيا برلين وباريس وستوكهولم وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم تسليمها ملفات تُظهر وجود في جسم نافالني مادة نوفيتشوك التي تمّ تطويرها لأغراض عسكرية في الحقبة السوفياتية.

وكان نافالني أمس الأول تحدث عن قيامه بخداع خبير الأسلحة الكيميائية في وكالة الاستخبارات المحلية كونستانتين كودريافتسيف، ليعترف بأن الجهاز الفدرالي سعى لقتله هذا الصيف ووضع السم في ملابسه الداخلية، موضحاً أنه أخفى رقم هاتفه وقدم نفسه على أنه مساعد لرئيس مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف وأنه يحتاج إلى معلومات من أجل تقرير رسمي عن محاولة تسميمه.

وفي ادعاء رفضه مكتب الأمن الفدرالي ووصفها بأنها "استفزاز يهدف إلى تشويه سمعته"، كتب الناقد الشرس للكرملين، على تويتر، "اتصلت بقاتلي. لقد اعترف بكل شيء"، ونشر تسجيلاً صوتياً ونسخة من المكالمة الهاتفية وشريط فيديو له وهو يجري المحادثة، مؤكداً أن تحليل الصوت "سيظهر أنه بالفعل" يتحدث مع كودريافتسيف.

وفي التسجيل، بدا الصوت على الطرف الآخر من الخط متردداً وحذراً في البداية، لكنه في النهاية يروي وقائع الأمر ويشرح سبب تمكن نافالني من النجاة من الهجوم السام. وسُمع نافالني يسأل: "لماذا لم ينجح الأمر". ورد المتحدث: "حسنا لقد سألت نفسي هذا السؤال أكثر من مرة".

عداء أميركي

وعلى جبهة ثانية، اعتبر بيسكوف أن العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا تمثل عملاً عدائياً جديداً من إدارة الرئيس دونالد ترامب التي توشك على الرحيل وستضر بدرجة أكبر بالعلاقات الهشة بالفعل.

ونشرت إدارة ترامب، أمس الأول، قائمة جديدة بأسماء شركات صينية وروسية تزعم أن لها روابط عسكرية تمنعها من شراء نطاق واسع من البضائع والتكنولوجيا الأميركية.

وقال: بيسكوف: "كل ركلة مثل هذه تدفعنا بعيداً عن نقطة التطبيع وتزيد من صعوبة الخروج من الحلقة المفرغة المضرة بالعلاقات الثنائية".

وأكد سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف أن قيود التصدير التي تفرضها وزارة التجارة الأميركية تدميرية وستدفع العلاقات إلى أزمة أكبر، معتبراً أن "المزاعم الواهية بأن الشركات الصناعية والمعاهد البحثية – الإنتاجية الروسية، تعمل على تقويض الأمن القومي الأميركي، غير مقبولة وعديمة الأساس على الإطلاق".

الاختراق الكبير

إلى ذلك، انضم وزير العدل الأميركي وليام بار إلى وزير الخارجية مايك بومبيو في تحميل روسيا مسؤولية عملية القرصنة الواسعة والمعقدة التي طالت الولايات المتحدة أخيراً، في حين تحدّث سيناتور ديمقراطي عن تعرض وزارة الخزانة إلى اختراق خطير لا يعرف مداه.

وقبل مغادرته منصبه، خالف بار ترامب ورأى أن موسكو وراء الهجوم الكبير، وقال: "بناء على المعلومات الموجودة لدي، فإنني متفق مع تقييمات وزير الخارجية أن الروس هم من قاموا بذلك، ولكنني لن أقول أكثر من ذلك".

ورداً على اتهامات ترامب، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين أن الولايات المتحدة تقوم بتسييس قضية الأمن الإلكتروني لتشويه صورة بكين في المجتمع الدولي ونشر معلومات مضللة دون أدلة قاطعة، معتبراً أن هذه الأقوال والأفعال تتعارض مع مكانة الولايات المتحدة في المجتمع الدولي.