أقامت مكتبة مركز "طروس" ندوة بعنوان "الرواية الشبابية بين الدعم والتأييد"، تحدث فيها الكاتب عبدالوهاب الرفاعي، والشاعرة د. نورة المليفي، وأدارها الكاتب علي أبوالملح.

في البداية، قالت د. المليفي "الرواية الشبابية اليوم بدأت تنتشر انتشارا كبيرا، وقد هجر أبناؤنا كتابة الشعر، ومالوا إلى الرواية، ولا نجد اليوم اهتماما بكتابة الشعر وتأليف الدواوين بقدر ما نجده من اهتمام كبير في تأليف الروايات. الكل بدأ يكتب وينشر، ولعلها باتت ظاهرة أدبية في الساحة الثقافية، ونفرح كثيرا بوجود هؤلاء الشباب، وهذه الطاقات الإبداعية، خصوصا عندما بدأ بعض هؤلاء الشباب يشاركون في مسابقات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقد حصلوا على الجوائز التشجيعية، ولكن هناك شبابا أخذوا هذا الجانب ظناً منه أن كتابة الرواية أسهل من كتابة الشعر، ولكن في الحقيقة، الرواية ليست فنا سهلا، إنما فن عميق يحتاج إلى القراءة".

Ad

فن قائم بذاته

وتابعت: "أقول إن هناك ملاحظات عامة وجدتها على بعض كتابات الشباب، ولا نعمم، حتى لا نظلم الآخرين، لأنه قد لا تنطبق عليهم هذه الملاحظات، حقيقة لاحظت أن بعض الشباب يكتب الروايات دون أن يقرأ رواية واحدة، وعندما أسال أحدهم ماذا قرأت من الروايات تكون إجابته لم أقرأ شيئا".

وتساءلت د. المليفي قائلة: "كيف تستطيع أن تصل إلى فن كتابة وأنت لم تقرأ رواية واحدة؟، فإذا أردت الإبداع وأردت أن تتميز يجب أن تكثر من القراءات".

وأكدت أن الرواية فن قائم بذاته، له شروط وقواعد وأساسيات، ومن هنا يجب أن تأخذ الرواية سيرها ومسلكها حسب الأسس الفنية الصحيحة. أما عن كيفية دعم الرواية الشبابية فتقول د. المليفي انه يكون من خلال الأسرة، وخلال فترة الطفولة، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن ننمي هذه المواهب عندما يصل الشاب على سبيل المثال إلى عشرين عاما، بل يجب أن نبدأ بتشجيع الطفل منذ نعومة أظفاره.

وأشادت بدور رابطة الأدباء الكويتيين للاهتمام بالمبدعين الشباب، موضحة أنه يتوجب على كل الجهات أن تتضافر من أجلهم.

الكتابة الشبابية

بدوره، عرف الرفاعي الرواية الشبابية في عالم الأدب قائلا: "أعتقد لا يوجد تعريف واضح لكتابة الرواية الشبابية، وأنا تعريفي الشخصي أنها الروايات التي تركز على الفكرة والحدث، أكثر من تركيزها على عمق اللغة، ونرى هذا الجانب في روايات الخيال العلمي والبوليسي في العالم العربي، وحتى في العالم الغربي، فقصص الخيال العلمي والرعب نرى مفرداتها سهلة وبسيطة، وأي شخص يمكن أن يستوعبها ويقرأها، وتركز على الفكرة بالدرجة الأولى، وهذا برأيي أقرب تعريف للأدب الشبابي، وليس بالضرورة فيمن يتجه إلى هذا الأسلوب أن يكون شابا".

وتطرق الرفاعي إلى الفترة المناسبة للكتابة، وقال: "الدافع يختلف من شخص إلى آخر، ففي البداية يتوجب أن نحدد الدافع مثلا، هل أريد أن أكون مشهورا، وأنظم حفل توقيع في الكتاب، أو هدفي أنني أحب الكتابة وأريد أن أكتب، وهذا أول سؤال يجب على الكاتب أن يجاوب عنه مهما كان سنه، ولا مانع في أن يريد الكاتب الاثنين"، مؤكدا في حديثه أهمية القراءة، لأنها تدعم قلم الكاتب، وتطور أدواته.

من جانب آخر، تحدث الرفاعي عن تجربته في كتابة أدبي الغموض والرعب وأسباب اتجاهه لهذا النوع من الكتابات، ليقول إن هذا الأدب هو المفضل لديه بسبب قراءاته جميعها في أدب الخيال العلمي، والرعب، والبوليسي، وأيضا بسبب أنه عانى طفولة قاسية ومراهقة أصعب. وأوضح أن أدبي الرعب والغموض فيهما عنصر التشويق، لافتاً إلى أن ذلك العنصر من الصعب وجوده في الروايات الاجتماعية، لكن نجده غالبا في روايات الخيال العلمي، ويحظى بشريحة قبول كبيرة من الجمهور منها المراهقون.

فضة المعيلي