دول تلتحق بحملة التطعيم ضد «كورونا»
فرنسا ترفع الحظر جزئياً عن بريطانيا ودول أخرى تمدده
وسط حالة الشك الكبيرة، التي تسببت بها «السلالة الجديدة» من فيروس كورونا، انضمت عدة دول إلى حملة التطعيم العالمية الأكبر في التاريخ، في محاولة للقضاء على التهديد الصحي، الذي شل العالم خلال 2020. وبدأت إمارة دبي، أمس، حملة تطعيم واسعة بلقاح «فايزر- بايونتيك» لمن بلغوا 60 عاماً أو أكثر، وكذلك المصابون بأمراض مزمنة وتزيد أعمارهم على 18 عاما، لتنضم بذلك إلى السعودية التي أصبحت الأسبوع الماضي أول دولة عربية تبدأ في استخدام هذا اللقاح.وتلقى مواطن إماراتي كبير بالسن إضافة إلى ممرضة ومسعفة وشرطي وسائق، أول جرعات اللقاح في دبي، التي أعلنت أنه سيكون «مجانياً» لكل المواطنين والمقيمين.
وفي حين تلقّت سلطنة عُمان أول شحنة من «فايزر»، بدأت قطر أيضاً حملة التطعيم المجاني امس، باللقاح نفسه، للعاملين بالقطاع الصحي وكبار السن عبر 7 مراكز صحية تابعة لوزارة الصحة العامة.وأعلنت وزارة الصحة العامة القطرية أنه تقرر عدم سريان أي استثناءات من قرار الحجر الفندقي الإلزامي للمسافرين القادمين من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا وهولندا والدنمارك.في سياق متصل، يُفترض أن تبدأ حملة التلقيح بـ «فايزر» الأحد المقبل في الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى في فرنسا في «اثنتين أو ثلاث» دور للمسنين، على أن تشمل «بضع عشرات من النزلاء»، وفق ما أعلن وزير الصحة اوليفييه فيران.ووافقت «الوكالة الايطالية للدواء» على استخدام «فايزر»، ما يسمح ببدء حملة التطعيم الشاملة الأحد أيضاً. وفي سويسرا غير العضوة بالاتحاد الأوروبي، بدأت عدة مناطق أمس، حملة التطعيم.يأتي ذلك، بينما تلقّى وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار، ومدير المعهد الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فوتشي، الجرعة الأولى من لقاح شركة «موديرنا» الأميركي، أمس الأول.كما تلقى اللقاح أيضا كبارُ مسؤولي الصحة الآخرين والعاملين في القطاع. وأعرب عازار عن ثقته الكاملة في اللقاح الذي تم تطويره بالاشتراك مع المعاهد الوطنية للصحة.وحضّ فوتشي الأميركيين على تلقي اللقاح من أجل القضاء على الوباء.وأعلنت «فايزر» أنها ستزود أميركا بـ 100 مليون جرعة إضافية قبل منتصف العام المقبل.
استئناف التنقّل
وفي خطوة خجولة ستُخفّف قليلاً من الطوق الصحي المفروض على المملكة المتحدة، منذ اكتشاف السلالة الجديدة من فيروس «كورونا» المستجد، وبعد توقف دام يومين، تم استئناف حركة الطيران بين لندن وباريس، أمس، كما استؤنفت وبشكل محدود حركة النقل البري والبحري بين الدولتين.يأتي ذلك غداة توصّل باريس ولندن لاتفاق للخروج من أزمة الشاحنات العالقة في بريطانيا. ويقضي الاتفاق أيضاً بخضوع المسافرين لفحص سريع تثبت نتيجته عدم إصابتهم بـ»كوفيد 19» أو السلالة الجديدة منه قبل أقل من 72 ساعة من المغادرة.وبفضل هذا الاتفاق، انتهز فرنسيون في لندن الفرصة، أمس، لاستئناف رحلات قطارات «يوروستار» ليعودوا إلى بلدهم لمناسبة عيد الميلاد.وبعيد الإعلان عن الاتفاق استأنف مرفأ دوفر نشاطه، مقلصاً بذلك خطر نقص الإمدادات بسبب توقف آلاف الشاحنات.وقالت السلطات المحلية في منطقة كنت حيث يقع المرفأ، إنّ أكثر من 2800 شاحنة كانت عالقة على الطريق السريع من لندن إلى دوفر، بينما توقفت أخرى في مطار سابق قريب. وأشار ميناء دوفر إلى أنه يتم فحص السائقين.وللمرة الأولى منذ الأحد، وصلت سيارات تقل مسافرين إلى مرفأ كاليه الفرنسي من دوفر. كما بدأ استئناف حركة القطارات التي تربط وسط لندن بفرنسا عبر نفق القنال الانكليزي.وأفادت شركة «يوروستار» بأنه لن يسمح بسفر الأشخاص إلى باريس من دون تقديم شهادة تفيد بخلوهم من «كورونا»، خلال الـ 72 ساعة السابقة على السفر.وأعلن الناطق باسم وزارة النقل البريطانية إن السفر مازال مقصورا على الاحتياجات الأساسية، مشيرا إلى أن معظم المسافرين فرنسيون عائدون إلى بلادهم للاحتفال بالميلاد.من ناحيته، قال وزير الإسكان البريطاني روبرت جينريك، إن حكومته ستراجع قيودها لتقرّر ما إذا كانت بحاجة إلى فرض إجراءات أكثر صرامة على أجزاء أخرى من إنكلترا.وأوضح جينريك أن القواعد من غير المرجح أن تتغير قبل عيد الميلاد، لكنه قال إن اللجنة الحكومية اجتمعت، امس، لتقرير الإجراءات الإضافية التي يتعين اتخاذها.في المقابل، مدّدت الدنمارك والنرويج الحظر المفروض على الرحلات الجوية مع بريطانيا، وتبنت بلجيكا وهولندا تدابير مماثلة.ولم تعلن ألمانيا التي علّقت، على غرار عشرات الدول الأخرى، الرحلات مع المملكة المتحدة، تخفيف القيود السارية حتى 6 يناير، وكذلك بالنسبة لإسبانيا.وأعلنت بوليفيا من جهتها، أنها ستمنع اعتباراً من الجمعة المقبل، ولمدة أسبوعين دخول المسافرين الوافدين من أوروبا بسبب السلالة الجديدة للفيروس.