محاولة جمهورية أخيرة لـ «إعدام» الاتفاق النووي

• روحاني يشبّه ترامب بصدام... والدوحة تدعو للتهدئة وإطلاق حوار خليجي ـ إيراني
• قآني يبرد التوتر في بغداد... و«الحشد» يتحدث عن مؤامرة وراء قصف سفارة واشنطن

نشر في 24-12-2020
آخر تحديث 24-12-2020 | 00:05
الرئيس العراقي برهم صالح مستقبلاً رئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض في بغداد أمس (واع)
الرئيس العراقي برهم صالح مستقبلاً رئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض في بغداد أمس (واع)
شبّه الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالدكتاتور العراقي صدام حسين بالتزامن مع تبرؤ قائد "فيلق القدس" إسماعيل قآني من استهداف السفارة الأميركية ببغداد أخيراً، فيما دعت قطر إلى التهدئة في المنطقة وإطلاق حوار خليجي ــ إيراني لحل الخلافات.
تشهد العاصمة الأميركية واشنطن تحركاً جمهورياً قد يكون الأخير لإعدام الاتفاق النووي ومنع الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن من العودة إليه. فقد دعا اثنان من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وهما تيد كروز، وليندسي غراهام، الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى منع جهود الإدارة الأميركية المقبلة لإعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران من خلال إرسال هذا الاتفاق إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه.

وطلب كروز وغراهام من ترامب إرسال الاتفاق النووي مع اتفاقية باريس للمناخ إلى مجلس الشيوخ للتصديق، من أجل منع الديمقراطيين من محاولة العودة إليهما.

وبحسب رسالة تم تسريبها على نطاق ضيق أخبر كروز ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو، بأنه إذا تم إرسال هذين الاتفاقين إلى مجلس الشيوخ، فسيكون الطريق مفتوحاً للتصويت عليهما، ولأنهم سيفشلون في الحصول على ثلثي الأصوات اللازمة لتمريرهما، فلن تستطيع إدارة بايدن العودة إليهما.

ويهدف التحرك إلى التصديق على الاتفاقيات ليس على أنها اتفاقيات ناجحة، بل اتفاقيات فاشلة سوف يصوت مجلس الشيوخ بأغلبيته الجمهورية ضده، بالتالي فشل الصفقة وعرقلة أي جهود لإعادة إحيائها. وبمعنى آخر التصويت ضدها من شأنه أن يشير إلى معارضة الحزب الجمهوري للعالم، وهم يأملون أن يقوض أي إجراء أحادي من جانب الرئيس المنتخب.

وقال أحد كبار مساعدي الحزب الجمهوري في الكونغرس إن إرسال الصفقات للموت في مجلس الشيوخ "سيكون المسمار الأخير في النعش".

ومحور حجة كروز هو الادعاء بأن اتفاقيات باريس والصفقة الإيرانية هي في الواقع معاهدات. على هذا النحو، فهي تخضع لدور "المشورة والموافقة" بموجب المادة 2 لمجلس الشيوخ، وتتطلب ثلثي أعضاء الغرفة للتصديق عليها والموافقة عليها، وهو أمر مستحيل في مجلس منقسم بشدة، بالتالي فشل المصادقة يعني فشل إقرارها.

وأمس الأول، طالبت الدول الأوروبية خلال اجتماع عقد بمجلس الأمن الدولي، لمناقشة برنامج إيران النووي، الجمهورية الإسلامية بالالتزام الكامل بالاتفاق النووي وحذرت من خطواتها الأخيرة لتعزيز تخصيب اليورانيوم. كما أكدت واشنطن على إجراء مفاوضات جديدة مع طهران تشمل الملف الصاروخي.

روحاني

إلى ذلك، وقبل أسبوع من حلول الذكرى الأولى لقيام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بقتل قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" قاسم سليماني بضربة جوية قرب مطار بغداد، شبّه الرئيس الإيراني حسن روحاني الأول بالدكتاتور العراقي صدام حسين.

وقال روحاني في تصريحات أمس: "هذان المجنونان فرضا حربين على الجمهورية الإسلامية، إحداهما عسكرية، من عام 1980 إلى 1988، والأخرى اقتصادية، وقد تكاتفنا وهزمنا صدام، ورأيناه في النهاية معلقاً على المشنقة، ولن يكون مصير ترامب أفضل منه". وأضاف: "لقد شهدنا أن الشعب الإيراني بصموده وثباته هزم من كانوا ينتظرون هزيمته، وعلينا أن نمنع الحرب الاقتصادية من تحقيق أهدافها".

وجاء هجوم روحاني على ترامب قبل نحو شهر من تولي الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة ووسط توتر حذر بين واشنطن وطهران، وفي وقت يراهن روحاني على إمكانية أن يعود بايدن إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018 قبل أن يكبل الاقتصاد الإيراني بسلسلة عقوبات خانقة،

قآني والكاظمي

وتزامنت تصريحات الرئيس الإيراني مع كشفت مصادر سياسية، أن قائد "فيلق القدس" الجنرال إسماعيل قآني، أكد لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن إيران لا ترتبط بالهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد الأحد الماضي.

ووصول قآني إلى بغداد في زيارة استغرقت ساعات وتعد الثانية من نوعها خلال شهر تقريباً، إذ أعلن في أواخر نوفمبر الماضي زيارة مماثلة، بحث فيها مع الكاظمي وزعامات سياسية عراقية، وأخرى مسلحة بـ"الحشد الشعبي"، ملف التهدئة على الجانب المتعلق باستهداف المصالح الأميركية في العراق.

في موازاة ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن نائب رئيس هيئة الأركان في "الحشد الشعبي" العراقي، أبوعلي البصري، تبرير اعتقال السلطات العراقية لعدد من مسؤولي جماعة "سرايا الخراساني" التابعة للفصائل الموالية لطهران في "الحشد" على خلفية الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية. وقال البصري إن "الهجوم الأخير على السفارة في المنطقة الخضراء، كان على الأرجح مؤامرة من نوع أكبر".

ورجح البصري أن "تكون بعض الجماعات المتمردة التي لا تخضع لقيادة مركزية وتعمل كمجاميع منفردة هي المتورطة في الهجوم أو بعض الأطراف التي تسعى لمصالح خاصة".

اصطياد الغواصة

في هذه الأثناء، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الإيراني أمير حسين هاشمي، أن إيران ليست قلقة من عبور الغواصة النووية الأميركية "يو إس إس جورجيا" مضيق هرمز ودخولها مياه الخليج، مؤكدا أن "القوات الإيرانية قادرة على اصطياد الغواصة التي تعمل بمحركات نووية بشبكة صيد". وقال هاشمي: "عندما يقترب منا العدو تزداد ثقتنا، لأنه يصبح في مرمانا ويمكن أن نحصل عليه بسهولة ونمتلكه، لكن عندما يكون العدو بعيداً عنا يزداد قلقنا".

وقامت واشنطن باستعراض قوتها عبر إرسال غواصة نووية وسفن حربية إلى المنطقة، حيث شوهدت الغواصة التي تحمل صواريخ موجهة طافية بمياه الخليج للمرة الأولى منذ 8 سنوات أمس الأول، في خطوة حملت رسالة تحذير استباقية لمنع طهران والفصائل المتحالفة معها من شن أي هجوم انتقامي بذكرى اغتيال سليماني بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في بغداد 3 يناير 2019.

الدوحة وموسكو

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إلى تهدئة التوتر في منطقة الخليج وإلى حوار بين الدول العربية وإيران من أجل حل الخلافات.

وأكد عبدالرحمن أن الدوحة ترحب بأي مبادرة من شأنها جعل المنطقة مستقرة بشكل أفضل وأن یكون هناك تفاهم مبنی علی أسس التعاون بین الدول علی ضفتي الخلیج.

وشدد علی أن "موقف قطر يستند علی أهمیة الالتزام بقرارات مجلس الأمن".

من جهته، شدد الوزير الروسي على أهمية نظام الأمن الجماعي في الخليج، مشيراً إلى أنه سيصب في مصلحة جميع الأطراف في المنطقة.

إحجام ظريف

على صعيد إيراني داخلي، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه لا يرى في نفسه القدرة على تولي منصب رئيس الجمهورية، ولهذا السبب لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو المقبل.

وكانت "الجريدة" نشرت تقريراً قبل أيام، أشارت فيه إلى أنه رغم نفي ظريف المتكرر للترشح إلى الانتخابات لا تزال هناك إمكانية لترشحه إذا قدم بايدن تنازلات كبيرة لحكومة روحاني عززت آمال الوسطيين حيث تميل التوقعات الآن إلى أن حظوظهم منخفضة جداً.

قادرون على اصطياد الغواصة النووية الأميركية بالخليج .... نائب رئيس البرلمان الإيراني
back to top