توتر مبكر بين جو بايدن وموسكو

دونالد ترامب يعفو عن محكومَين بالتحقيق الروسي و«بلاك ووتر»

نشر في 24-12-2020
آخر تحديث 24-12-2020 | 00:03
جو بايدن يشرب الماء خلال كلمته في ويلمنغتون أمس الأول (أ ف ب)
جو بايدن يشرب الماء خلال كلمته في ويلمنغتون أمس الأول (أ ف ب)
في خطوة أثارت الكثير من الجدل خصوصاً وسط رفضه الإقرار بهزيمته أمام غريمه الديمقراطي جو بايدن، أصدر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أمس الأول، قرارات عفو على 15 شخصاً بينهم اثنان مرتبطان بالتحقيق في التدخّل الروسي في انتخابات 2016 وأفراد متورّطون في فضيحة شركة الأمن الخاصّة بلاك ووتر في العراق.

وأوضح البيت الأبيض أنّ ترامب منح عفواً كاملاً لجورج بابادوبولوس، مستشاره الدبلوماسي السابق خلال حملته الانتخابية عام 2016 الذي اعترف بأنّه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بشأن اتصالاته مع وسيط وعده بأن يجعله يتواصل مع مسؤولين روس، موضحاً أنّ العفو يُصحّح الضرّر الذي ألحقه المدّعي الخاص روبرت مولر.

كما أصدر ترامب عفواً عن صهر الملياردير الروسي ــ الألماني خان، المحامي الهولندي أليكس فان دير زفان المتهم في إطار التحقيقات التي استمرت عامين وتتعلّق بوجود تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق ترامب. وحُكم عليه بالسجن 30 يوماً وغرامة 20 ألف دولار بتهمة الكذب على مولر بشأن اتصالات مع مسؤول في حملة ترامب.

وفي نهاية نوفمبر، أصدر ترامب عفواً عن مايكل فلين، مستشاره السابق للأمن القومي، المتورط أيضاً في القضية نفسها.

وإضافة إلى ثلاثة نواب جمهوريين سابقين بينهم كريس كولينز من نيويورك، شملت قرارات العفو 4 حراس أمنيين من شركة "بلاك ووتر" أدينوا بقتل عراقيين في 2007، بمن فيهم نيكولاس سلاتن الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وكان هؤلاء أدينوا بفتح النار في ساحة النسور المزدحمة في بغداد في 16سبتمبر 2007 في حادثة تسببت في فضيحة دولية واستياء متزايد من الوجود الأميركي. وأسفر إطلاق النار عن مقتل 14 مدنياً عراقياً على الأقل وإصابة 17 آخرين.

وفي مؤشر إلى أنه يستعد لترك السلطة رغم استمرار رفضه الإقرار بهزيمته، عيّن ترامب العديد من مستشاريه المقرّبين في مجالس إدارة مؤسسات عامة.

وعين ترامب سفيره السابق في ألمانيا ريتشارد غرينيل، الذي يُعتبر أحد أكثر المدافعين عنه حماسة في وسائل الإعلام، في مجلس أمناء النصب التذكاري لمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية في واشنطن.

أما مستشارته المقربة هوب هيكس، التي كانت تعمل في منظمة ترامب قبل انضمامها إلى الحملة الرئاسية الأولى للملياردير الجمهوري منذ 2015 عندما كانت تبلغ من العمر 26 عاماً فقط، فستنضم إلى مجلس إدارة منحة فولبرايت، وهو برنامج مِنَح للطلاب الأجانب في الولايات المتحدة والطلاب الأميركيين في الخارج.

وستلتحق المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام بالمجلس الوطني للعلوم التربوية، وهو هيئة استشارية. ويفيد بيان يتضمن تعيين أكثر من 40 شخصية تضاف إلى تعيينات أخرى في الأسابيع الماضية، عيّن ترامب بام بوندي في مجلس إدارة مركز جون كينيدي للفنون في واشنطن.

وهذه المدعية العامة السابقة لفلوريدا كانت جزءاً من الفريق القانوني المكلف الدفاع عنه أثناء محاكمة عزله مجلس الشيوخ في محاولة لعزله قبل أن تنضم لفريقه القانوني.

في المقابل، شدد الرئيس المنتخب جو بايدن على أن الهجوم الإلكتروني الواسع، الذي نسب لروسيا واستهدف وكالات حكومية ومسؤولين كباراً، "خطر جسيم على الأمن القومي ولا يمكن أن يمر دون رد"، مطالباً باتخاذ "قرارات مهمة" بحق المسؤولين عما حصل بهدف "محاسبتهم".

وانتقد بايدن ترامب لعدم توفيره دفاعات لمواجهة الهجمات الإلكترونية، مشيراً إلى أنها "مستمرة ولا أي شيء يؤشر إلى أنها تحت السيطرة. ووزارة الدفاع لا تريد حتى أن تطلعه على عدد من المواضيع".

وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي، "هذا الرئيس لم يحدد المسؤولين حتى الآن وحدث هذا تحت سمعه وبصره، عندما كان غافلاً"، معتبراً أن ترامب بحاجة لإلقاء اللوم على روسيا وهو أمر لم يفعله حتى الآن على الرغم من توجيه وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير العدل وليام بار الاتهام لها.

في المقابل، لا يتوقع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "أي شيء جيد" من بايدن، معتبراً أن سياسته الخارجية ستكون موجهة بالخوف من روسيا.

وبعد بضع ساعات من تعهّد بايدن بالردّ على الهجوم الإلكتروني، أكد ريابكوف أن إدارة ترامب تترك "إرثاً ثقيلاً" وفرضت عقوبات كثيرة على روسيا، خصوصاً على خلفية عمليات القرصنة المعلوماتية والتدخل في انتخابات 2016، مشيراً إلى أن "كل شيء يسير من سيئ إلى أسوأ. كان ذلك من سمات السنوات الأربع الماضية وليس لدينا شعور بأن هذا التوجه سيتغيّر".

واعتبر ريابكوف أن موسكو يجب أن تجري حواراً انتقائياً مع واشنطن يستهدف الموضوعات المهمة فقط، وبالنسبة لسائر الأمور يجب أن تكون هناك سياسة "احتواء كامل لها في كل الاتجاهات، لأن سياستها معادية بشكل عميق".

واعتبر المسؤول الروسي أن الكرة في ملعب الولايات المتحدة لإحياء علاقات ثنائية وأن روسيا لم يكن لديها نية "بدء اتصالات بفريق بايدن الانتقالي".

back to top