دونالد ترامب يزج بمصر في انتقاداته لـ «حزمة الديمقراطيين»
في وقت تمر العلاقات المصرية-الأوروبية بتوتر غير مسبوق، وتتحسب القاهرة من بدء رئاسية جو بايدن، خرج الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ليتحدث عن أحد أكثر الملفات حساسية للحكومة المصرية، بقوله إن "القاهرة تشتري بأموال المساعدات الأميركية معدات عسكرية روسية".ترامب لم يتحدث عن مصر إلا بشكل عارض أثناء مقطع مصور عبر "تويتر" مساء الثلاثاء، خلال رفضه حزمة التحفيز الاقتصادي البالغة 900 مليار دولار، التي اعتمدها الكونغرس بأغلبيته الديمقراطية، لكن ترامب وصف الخطة بـ"المخزية"، منوها بأن جزءاً كبيراً من الميزانية مخصص لدول أخرى من ضمنها مصر.وأشار ترامب إلى أن الخطة لا تمت بصلة لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد -19)، مؤكدا وجود مساعدات لعدد من الدول ضمن خطة الدعم المخصصة لتخفيف الآثار التي تركها الفيروس على الاقتصاد الأميركي.
وقال ترامب، الذي تنتهي رئاسته في 20 يناير المقبل: "هذه الحزمة تضم 85.5 مليون دولار مساعدات لكمبوديا، و134 مليون دولار لبورما، و1.3 مليار دولار لمصر، حيث سيخرج الجيش المصري، بشكل شبه حصري، لشراء المعدات العسكرية الروسية".اختصاص الرئيس الأميركي مصر بالذكر، أعاد إلى الواجهة التوتر السابق في العلاقات بين واشنطن والقاهرة، بسبب استياء الولايات المتحدة المعلن من مضي مصر قدما في صفقة شراء مقاتلات سوخوي -35، والتي وصلت لحد التلويح بفرض عقوبات أميركية على مصر حال إتمام الصفقة.وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو مجلس "النواب" المصري، محمد العرابي، قلل في تصريحات لـ"الجريدة"، من قيمة تصريح ترامب الذي وصفه بـ"العابر"، وتابع: "واضح من سياق الحديث أنه في إطار الرد على الديمقراطيين والتهكم من عدم دقتهم في إعداد حزمة التحفيز". وتعجب العرابي من عدم إدراك ترامب أن مصر لا تحصل على أموال من المساعدات الأميركية المقررة لمصر منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل 1979م، وأن أموال المساعدات العسكرية المقدرة بـ 1.3 مليار دولار تستخدم بشكل إلزامي لشراء معدات عسكرية أميركية أو قطع غيار أميركية للأسلحة المصرية.لكن وزير الخارجية الأسبق توقع أن يعاد فتح ملف العلاقات العسكرية المصرية- الروسية من قبل الإدارة الأميركية الجديدة مع تولي جو بايدن الرئاسة الشهر المقبل. وأضاف: "من المتوقع ألا تمضي العلاقات بشكل سلس، خصوصاً في إطار حرص واشنطن على إبقاء التوازن العسكري في المنطقة كما هو".من جهتها، قالت مديرة المركز المصري لدراسات الديمقراطية، داليا زيادة، إن حديث ترامب جاء في إطار "خناقة" مع الحزب الديمقراطي، لكن الخبيرة في العلاقات المصرية- الأميركية، أضافت لـ"الجريدة": "مجرد الإشارة إلى هذا الملف يعني وجود مشاكل، خصوصا أن هناك تحذيرات أميركية لمصر في هذا الصدد".وسبق أن علقت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، المساعدات الأميركية، وإلغاء مناورات النجم الساطع التي كانت تستضيفها مصر سنويا بمشاركة الولايات المتحدة ودول عدة، وتعد أكبر تدريبات خارج حلف شمال الأطلسي، بعد ثورة 30 يونيو 2013، التي أنهت حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي.لكن الأمور تحسنت مع وصول ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن، إذ تحدث صراحة عن وجود كيمياء تجمعه بنظيره المصري، ولم يعبأ كثيراً بملف حقوق الإنسان، ما أدى إلى الإفراج عن المساعدات العسكرية في 2018، وعودة مناورات النجم الساطع قبلها بعام واحد.