شكراً كورونا
سنة 2020 كسائر نظيراتها من الأعوام والأزمان، مهما اشتدت في أعين البعض فقد أعطت الكثير والكثير لأناس كثر عرفوا كيف يستثمرون وقتهم على خير منوال، كما أعطتنا سنة 2020 درساً قاسياً على مستوى الكوكب الأزرق بشكل عام، وقد بينت لنا أن الإنسان مخلوق ضعيف جداً، ففيروس بحجم الستين جزيئا نانويا قد أوقف العالم بأسره، وجعل عاليه أسفله دون سابق إنذار ودون حول أو قوة منا نحن كبشر في أقصى حالات التطور التقني، كما بينت لنا تلك الجائحة الملعونة أن الهجرة من بلد إلى آخر لأي سبب كان أمر يفتح آفاقا جديدة وينقذ الملايين من البشر أحياناً، فمن دون أي عنصرية (أو تعنصر) استطاع الزوجان المهاجران تركيا الأصل ومؤسسا شركة بيونتك الألمانية تسجيل أول لقاح لكوفيد19 بعد معركة دامت عاماً ونيفاً مع ذاك الفيروس اللعين، أولئك المهاجرون والعمالة الوافدة تفاخر بها الأمم ولا يوجد لها منظومة فساد لحماية تجار إقاماتها وسمات دخولها كبعض البلدان في العالم المتخلف الثالث.كما أود أن أشكر فيروس كورورنا لأنه بين لنا أننا قادرون ومنذ سنين طويلة أن نستخدم التكنولوجيا ونمارس أعمالنا عن بعد وبكفاءة عالية ككثير من البلدان في العالم الأول، فببساطة أقترح الآن على السلطة التنفيذية إن كانت تواجه مشكلة في إيجاد مرافق ومكاتب للموظفين، أن تطلب منهم مزاولة أعمالهم من المنزل معتمدةً على نهج جديد في تقييم الأداء لا تقييم (الحضور والانصراف) أو الطلب من الموظف أن يأتي وقت الحاجة فقط وبأقصى الحالات، فهو في النهاية قادر على مزاولة أعماله من أي مكان على وجه المعمورة. كما أشكر سنة 2020 وفيروس كورونا المستجد (اللعين) الذي جعل المواطن الكويتي يسطر أروع وأجمل مثال للعالم بأسره ليدحض ما وصم به من سنين من اتكالية وسمعة ظالمة بأن (الكويتي ما يشتغل) في أذهان العديد من الناس، فقد اصطف المواطنون بكل أطيافهم ليخدموا المواطن والوافد على حد سواء في صفوف أمامية تواجه الجائحة العالمية، ناهيك عن أن المواطن واجه الأخطار في الخامس من شهر ديسمبر الجاري ليبدل أعضاء برلمانه.
شكر كورونا ممتد ولا ينتهي، وآخر تلك التحايا للفيروس تتمثل على شاكلة كشف المستور وكشف خبايا وخلجات أنفس ممثلي الأمة الذين (وأكررها) خاطر الشعب الكويتي بحياته وواجه تحديات الجائحة والفيروس ليختار الأصلح منهم لتمثيله يوم الانتخاب، فقط لتكون جلسة الافتتاح عبارة عن فيلم من إنتاج استوديوهات هوليوود ما بين نواب لم يثقوا ببعضهم، فاحتاجوا لـ"باركود" ليثبت تصويتهم للرئاسة، وموقف حكومي منحاز وواضح ضد الإرادة الشعبية، فتم اختطاف البرلمان ووأده لحظة ولادته و"لا طبنا ولا غدا الشر!!". على الهامش: الحكومة في بيانها الأول بعد جلسة الافتتاح لمجلس الأمة (تستحسن) الأحداث وتعرب عن ارتياحها إزاء ما حصل. لا تعليق!!!هامش أخير:خالص العزاء لأسرة آل الصباح الكرام، ونعزي أنفسنا والشعب الكويتي قاطبة في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، فقد ترجل الفارس، وداعاً يا أبا عبدالله وإلى جنات الخلد ونعيمها يا محارب الفساد وحبيب الشعب.