قالت الفنانة التشكيلية طليعة الخرس إن الفن التشكيلي بالنسبة لها رسالة سامية، وإنها صبَّت خبرتها في هذا المجال في تدريب الأطفال، خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة.

وذكرت في تصريح «الجريدة»، أنها ركَّزت على «فن الخزف والاحتياجات الخاصة»، وأنها قدمت ورشاً متعددة في هذا المجال، لأنها لاحظت لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، على اختلاف قدراتهم، الطاقات التي تمكنهم من الإبداع في مجالات عدة.

Ad

وأكدت الخرس أن فن الخزف رغم صعوبته، لكنه فن معروف عند الجميع، فيعود تاريخه إلى العصور القديمة، حيث بدأ كحرفة، ثم هواية، وأخيرا أصبح فنا قائما بذاته.

وبينت أن تشكيل الخزف بواسطة الصلصال ينمي الحس الإبداعي لدى الطفل، لذلك يؤكد الخبراء أن التشكيل بالصلصال من أحسن الأنشطة، لأنه يجعل الطفل يستخدم مخيلته لصناعة أشكال مختلفة.

وتابعت: «نحن حريصون على إدخال فن الخزف بحياة الطفل، لأنه يعود عليه بالفائدة الجسدية والعقلية»، لافتة إلى أن الطفل يستمتع من خلال تشكيل نماذج متنوعة.

وأكدت الخرس أن الفنون عموما، وفن الخزف خاصة، تُعد أعمالا بديلة عن اللغة، وشكلا من أشكال التواصل غير اللفظي، وتساهم كثيرا في تقليل التنفيس الانفعالي للأطفال المعاقين، وتنمي الحس والذوق الفني لديهم.

وأضافت: «الطفل المعاق له نصيب من هذا الفن الجميل، إذا قمنا بتوفير البيئة المناسبة له، التي تتماشى مع إعاقته، حيث تتنوع الإعاقات، فمنها الذهنية، والبصرية، والجسدية».

وأكدت أن فن الخزف يناسب جميع ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن هناك استثناء لبعض الإعاقات التي فيها حركات لاإرادية في الوجه أو الذراع، التي من الأفضل أن تكون تحت إشراف مدرِّب خاص يقوم بورش فردية، فبعض الأدوات المستخدمة من الممكن أن تشكل خطرا على الطفل.

واستعرضت الخرس أبرز النماذج التي قام بأدائها مجموعة من الأطفال المعاقين، وهي عبارة عن لوحة جدارية قياسها مترينX مرتين تحتوي على 25 جدارية صغيرة قدمت إلى الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، والتي نالت إعجابه واستحسانه آنذاك.

وفي ختام حديثها، تمنت الخرس تكريس الاهتمام بإقامة الورش والمعارض، وجلسات الفن التشكيلي، بشرط أن يشرف عليها متخصصون يستطيعون وضع برنامج لتلك الفئة، لأنها «تمكنا من اكتشاف عدة مواهب لديهم، ومعالجة بعض مشاكلهم عن طريق الفن التشكيلي، كما أن الفنون تُعد وسيلة للتعبير عن عالمهم الخاص».

فضة المعيلي