هذا العام، لا يشبه عيد الميلاد، الذي انطلق التحضير له أمس، أعياد الأعوام السابقة. فالاحتفالات تبدو مقتضبة في كل مكان، بل مثقلة بقيود مفروضة لاحتواء تفشي فيروس «كورونا» المستجد.

وفي قارات العالم الخمس، سجلت أكثر من 1.7 مليون وفاة ناجمة عن الفيروس، فيما تواصل بؤر وبائية جديدة بالظهور، مذكّرةً بأنه ورغم وصول أولى اللقاحات، لن تعود الحياة سريعاً إلى طبيعتها.

Ad

وتواجه أستراليا، التي اعتبرت في وقت من الأوقات نموذجاً لإدارة صحية جيدة لـ «كوفيد19»، ارتفاعاً جديداً بعدد الإصابات في شمال سيدني، المدينة التي لم يسمح لسكانها باستقبال أكثر من عشرة أشخاص في بيوتهم، وخمسة فقط في حال كانوا يقطنون في أحد «بؤر» تفشي الوباء.

وتعيش معظم أجزاء أوروبا بدورها أكثر مواسم الشتاء حزناً، وسط عودة تفشي الوباء في العديد من دولها.

وأرغمت ألمانيا على التخلي عن فتح أسواقها الشهيرة الخاصة بعيد الميلاد، بينما قام البابا فرنسيس بإحياء قداس منتصف الليل، ساعتين قبل موعده، تماشياً مع تدابير السلطات الإيطالية.

وفي بيت لحم المدينة التي ولد فيها السيد المسيح (عليه السلام) وفق المعتقد المسيحي، غاب القداس الجماعي الذي لم يضمّ هذا العام المسؤولين الفلسطينيين وأبرزهم رئيس السلطة محمود عباس، بل اقتصر فقط على رجال الدين وبثّ عبر التلفزيون في كافة أنحاء العالم.

وبالنسبة للعديد، فان عيد هذا العام سيمضي في العزل، تماماً كما غالبية أيام هذه السنة.

في الفلبين، اختار البعض قضاء العيد وحيدين خشية من التقاط العدوى في وسائل النقل العام.

في هذه الأثناء قضى آلاف من سائقي الشاحنات الأوروبيين ليلة العيد هذه بظروف تعيسة، عالقين قرب ميناء دوفر في المملكة المتحدة التي تخرج على مضض من عزلة تسبب بها ظهور سلالة جديدة من الفيروس على أراضيها.

وبمواجهة ارتفاع بعدد الإصابات في البرازيل، منعت بلدية ريو دي جانيرو الدخول ليلة 31 ديسمبر، إلى حي كوباكابانا الشهير لتفادي حصول تجمعات. وعادةً، يترقب ملايين الناس مشاهدة الألعاب النارية التي ترافق الاحتفال بعيد رأس السنة، لكن إلغاءها أعلن منذ يوليو. وحتى الساعة، تعتزم سيدني الشروع باستقبال العام الجديد بألعابها النارية المبهرة.

في غضون ذلك، ورغم تلقّي أكثر من مليون أميركي الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للفيروس، منذ بداية حملة التلقيح الواسعة قبل 10 أيّام»، فإن مستشار البرنامج الذي أطلقته الحكومة الأميركيّة لتطوير لقاحات ضدّ «كورونا» منصف السلاوي، قال إنّ هدف تلقيح 20 مليون شخص في البلاد بحلول نهاية العام «لن يتحقّق على الأرجح».

كما أن رئيس مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، شدّد في الوقت نفسه على أنّ «طريقاً صعباً» ينتظر الولايات المتحدة في حملة التلقيح التاريخيّة هذه.

وتسعى الولايات المتّحدة إلى تلقيح 100 مليون شخص قبل نهاية الرّبع الأوّل من 2021، و100 مليون آخرين قبل نهاية الرّبع الثاني، حسب السلاوي.

وفي السعودية، بلغ عدد المسجلين للتطعيم بلقاح «فايزر» في يومه السابع أمس الأول، أكثر من نصف مليون شخص، في أكبر حملة تحصين ضد الفيروس تقوم بها المملكة.

وأعلنت وزارة الصحة على «تويتر»، أن عدد الذين تلقوا اللقاح حتى الآن تخطى في أرقام أولية 10 آلاف شخص في مركز اللقاحات بالرياض، الذي بدأت الطاقة الاستيعابية فيه بالتوسع لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الراغبين في أخذ اللقاح.

وبعد أيام فقط من بدء التلقيح المستجد، أعلنت إسرائيل أمس، أنها ستفرض اعتباراً من الأحد المقبل إغلاقاً في كافة أنحاء البلاد، سيكون الثالث منذ انتشار الوباء على أن يكون ساري المفعول لمدة أسبوعين. من جهة أخرى، أكدت وزارة الصحة الإسرائيلية وجود 4 حالات إصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس.

وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي ثبتت إصابته بـ«كوفيد 19» في 17 ديسمبر، «لم يعد يُعاني من عوارض» ويمكنه بالتالي إنهاء العزل الذي بدأه منذ 7 أيام.