منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدداً من كبار مستشاريه أوسمة الأمن القومي مكافأة لهم على دورهم في المساعدة في إبرام اتفاقات تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما أصدر مزيداً من قرارات العفو المثيرة للجدل شملت شخصيات طالها التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات وكذلك والد صهره ومستشاره جاريد كوشنر.

وأعلن البيت الأبيض مساء أمس الأول لائحة تضم قرارات عفو عن نحو 30 شخصية وإجراءات أخرى لتخفيف عقوبات، استفاد منها بول مانافورت المدير الأسبق لحملته الانتخابية ومستشاره السابق روجر ستون، وهما شخصيتان متورطتان بالتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات 2016.

Ad

وكتب مانافورت، في تغريدة "الكلمات لا تكفي للتعبير عن امتناننا". وكان يمضي عقوبة بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بسبب عمليات احتيال تم الكشف عنها في إطار تحقيق المدعي العام روبرت مولر الذي استمر سنتين حول تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق ترامب.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف، في تغريدة، "خلال تحقيق مولر، طرح محامي ترامب العفو على مانافورت. فسحب تعاونه مع المدعين، كذب، وأدين ثم امتدحه ترامب"، معتبراً أن "العفو عنه يكمل الآن مخطط الفساد".

واتُهم دونالد ترامب على الفور بإساءة استخدام حقه في إصدار العفو، مرة أخرى. ففي نهاية نوفمبر أصدر بالفعل عفواً عن مايكل فلين مستشاره السابق للأمن القومي المتورط في القضية نفسها.

وكتب السناتور الجمهوري بن ساسي: "فاسد حتى النخاع"، بينما كتب النائب الديمقراطي لويد دويت: "ترامب أصدر للتو عفوا عن عصابة أخرى من المجرمين من زمرته".

وتضم اللائحة والد صهر ترامب ومستشاره تشارلز كوشنر، الذي حُكم عليه في 2004 بالسجن لمدة عامين بتهمة التهرب الضريبي. وانتقد ديفيد أكسلرود المستشار السابق لباراك أوباما "هذا الاستعراض المثير للاشمئزاز دائما. ولم ينته بعد!".

كان ترامب خفّف عقوبة السجن الصادرة بحقّ صديقه ستون الذي كان حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهراً في إطار التحقيق حول تدخّل روسيا في الانتخابات. وستون مدان بسبع تهم بينها عرقلة سير العدالة والإدلاء بشهادات زور والتلاعب بشهود.

وكان الرئيس الأميركي أعلن مساء الثلاثاء عفوا عن 15 شخصا وتخفيفا في عقوبات خمسة آخرين.

واستفاد من هذه القرارات خصوصا أربعة عملاء سابقين لشركة الأمن الخاصة بلاكووتر أدينوا بقتل 14 مدنيا عراقيا في 2007 في بغداد.

وقالت السناتورة الديمقراطية السابقة كلير مكاسكيل التي كانت عضوة في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "كل هذا يثير الاشمئزاز، هذا العفو إهانة لا يمكن وصفها لجيشنا".

وشركة بلاكووتر التي لم تعد موجودة، أسسها إيريك برانس أحد أشد المؤيدين لترامب وشقيق وزيرة التربية بيتسي ديفوس.

ورأت مجموعة مكافحة الفساد "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" في واشنطن أن "رسالة ترامب واضحة: العدالة لا تنطبق عليك إذا كنت مواليا له".

وذكرت الصحف أن ترامب يفكر أيضاً في منح عفو وقائي لأبنائه ولجاريد كوشنر ومحاميه الشخصي رودي جولياني، قبل أن يغادر البيت الأبيض في يناير.

وأضافت المصادر نفسها أن ترامب يدرك إمكانية إصدار عفو عن نفسه عن الجرائم التي قد يُحاكم عليها بسبب ولايته. وأعطى ترامب وسام الأمن القومي لوزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين وصهره كوشنر ومبعوث للشرق الأوسط آفي بيركويتز وسفيريه لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والإمارات جون راكولتا.

وقال البيت الأبيض، في بيان، "بفضل جهود هؤلاء الأفراد لن تكون المنطقة كما كانت إذ أنها تتجاوز أخيرا صراعات الماضي".

وعطّل ترامب موازنة الدفاع التي أقرها الكونغرس بغالبية ساحقة، مؤكداً بذلك عزمه على ضرب حتى نهاية ولايته كل المعايير السياسية وحتى معسكره الجمهوري.

واتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ترامب باستخدام "ساعاته الأخيرة في السلطة لإحداث الفوضى" بهذا "العمل غير المسؤول"، وأعلنت أن النواب سيعودون من إجازة يوم الإثنين "لتجاوز الفيتو".

وقال ترامب، في رسالة رسمية للكونغرس، "من المؤسف أنّ نص القانون هذا لا يتضمّن إجراءات أساسية للأمن القومي" و"لا يتوافق مع جهود حكومتي لجعل أميركا في الصدارة على صعيد الأمن القومي والسياسة الخارجية"، معتبرا أنه يشكل "هدية للصين وروسيا".