شوشرة: تلقيح
موجة جديدة لكورونا تختتم أعمال عام من المعاناة والصراع في مواجهة هذا الوباء، وما إن استجمع العالم أنفاسه بعد الوصول إلى لقاح لكبح جماح هذا الفيروس حتى فوجئ بموجة جديدة "كورونا 20" الذي تم اكتشافه في بريطانيا وعدد من الدول لتعود الى المربع الأول، وتبدأ الإجراءات الاحترازية لمواجهته بدءا بإغلاق المطارات في العديد من الدول تفاديا للوقوع في المحظور. ورغم أننا عانينا طوال عام مع هذا الفيروس فإن معاناتنا الكبرى فاقت كل الفيروسات، وهي عدم تحور بعض البشر وتحولهم من داء الى دواء، بل أصبحوا أشد فتكا من كورونا بسبب بلاويهم ومخلفاتهم التي مهما أزيلت فإنها باقية على أنغام الفساد والتجاوز والتلاعب وعدم إدراك جريمتهم بحق الناس الذين وثقوا بهم، ولكن الفرق بين كورونا وهؤلاء هو سرعة الكشف عنهم رغم تلاعبهم المستمر ودغدغة المشاعر وتلونهم والكسب غير المشروع بعد أن باعوا ضمائرهم. ورغم أن الآمال معقودة على تغيير الفكر الرجعي وتطوير الذات لبعض المطبلين، فإن تزييف الحقائق لا يزال مستمرا وسياسة المراوغة حاضرة بسبب مخرجات بعض الذين أصبحوا يرقصون على جراح الآخرين من أصحاب القضية الحقيقية، ولا تزال أيضا التحديات قائمة والمواجهة قد تكون في بدايتها.
ولكن نخشى الاصطدام بواقع أمر إذا تساءلنا: هل سنكتشف فيروسات أخرى قد يصعب إيجاد لقاح لها؟ وهل "تلقيح" بعض زمر الفساد سيكون إحدى وسائل العلاج للتصدي لمخططاتهم التي قد تستهدف عمليات اختلاس أخرى، خصوصا أن المزاد بدأ وعمليات الالتفاف على حقوق الآخرين أصبحت علناً، والتعهدات الإصلاحية أصبحت من الماضي، ما عدا بعض التصريحات المكررة واستهجان واستنكار واستياء مللنا منه؟ إن الأيام القادمة ستكون أكثر وضوحا لا سيما أن هناك من لم ولن يتعلموا من دروس الماضي، وأصبحوا مطية بعض الأفكار المتخلفة التي لا تزال تغني على الأطلال ولا تستمتع بالفنون الأصيلة ذات المقام الرفيع والراقي.إن المجاميع الإصلاحية التي سعت إلى مبادرات علاجية لتعديل الأوضاع المقلوبة كان عليها أيضا الإيفاء بوعودها في حسم المواجهة في اتخاذ قرارات أشد جرأة، دون أن تتعذر بأمور واهية، أو تراهن على قضايا تعلم جيدا أنها ستكون في مواجهة أشد صعوبة.ولمن أصبحوا يتسابقون في طرح بعض الأمور للتكسب الشعبي وفي عرض بعض القضايا تحسبا لأي طارئ، أقول: لن تفلحوا في ذلك ما لم يتم إقرارها لأن الاقتراحات سهلة أما إقرارها فإنه صعب عليكم، هذا إن لم تكونوا من المتلاعبين.