بالعربي المشرمح: «لا طبنا ولا غدا الشر!»
سبق أن ذكرت أنني لست متفائلاً بنتائج الانتخابات الأخيرة، ولن تكون المخرج لما نعانيه من أزمات حتى إن نجح الناخبون في تغيير مجلس 2016 بأكمله، وأتى ب ـ50 نائباً جديداً طالما النظام الانتخابي بهذه الصورة التي تكرس القبلية والطائفية والفئوية في أبشع صورها، وتجبر النائب للخضوع لرغباتها وتقتل العمل الجماعي المنظم.الفرحة التي رافقت نتائج الانتخابات لم تكن فرحة بالمخرجات بل كانت بسقوط من خذل الناخبين، وأخلف وعوده أمامهم، لذلك لا أرى مخرجاً أو حلاً لمشاكلنا دون تضافر الجهود المخلصة لإنهاء هذا العبث السياسي.الغريب أن البعض وصف تجمع 42 نائباً بالمعارضة لمجرد إعلانهم التصويت لبدر الحميدي لرئاسة المجلس، وسبق أن ذكرت لا يمكن الحصول على معارضة حقيقية في ظل النظام الانتخابي الحالي، ومن الصعب أن يتفق عدد من النواب بهذا الحجم في كل البرامج التي يتطلع لها المواطن، فكل نائب خاضع لأجندة ناخبيه، وهو يعرف الرقم الذي يمكن من خلاله النجاح، ويعرف كيف يرضيهم.
الأمر الآخر انحياز السلطة في تصويتها ودعمها للنائب مرزوق الغانم في رئاسة المجلس كان انحيازاً سياسياً منطقياً، فمرزوق لديه فريق منظم وقوي يملك النفوذ والإعلام والمال، ولو لم تفعل الحكومة ذلك فلن تستمر دور انعقاد واحدا، وسينقلب عليها الفريق الثاني لعدم تماسكه وسهوله اختراقه.يعني بالعربي المشرمح:بعد نتائج الانتخابات ومروراً بمعركة الرئاسة ومكتب المجلس، وبعد انتخابات اللجان البرلمانية، ثبت ما كنا نقوله بأن التغيير لن يغير من واقعنا شيئاً، وأننا ما زلنا في المربع الأول، وأن ما نراه هو امتداد لحالة العبث السياسي المستمر، ولا يمكن بحال كهذه أن نصلح الوضع حتى لو أرادت السلطة، فلن تنجح بسهولة دون أن تتعاون مع الإصلاحيين الوطنيين وعمل برنامج ناجح لإنهاء هذه الحقبة، أما والوضع كما هو فـ"لا طبنا ولا غدا الشر" حتى إن غير الشعب كل نواب المجلس.