كرم بنك الكويت الوطني عبداللطيف الحمد تقديراً لمسيرته الطويلة، وجهوده المخلصة على مدار أكثر من 6 عقود، قدم خلالها تجربة استثنائية أرست أسساً راسخة للعمل التنموي والتعاون الاقتصادي العربي، ووضعت آليات لتحسين جودة معيشة المواطنين بالدول النامية، ورسمت للخبراء والاقتصاديين خريطة طريق يهتدون بها لما فيه الخير والرخاء لمجتمعات تلك الدول، التي مادامت اسمه يتردد بين مسؤوليها وفقرائها ويذكرونه رمزاً للنماء والاستقرار.

جاء التكريم خلال الحفل الذي أقيم في المقر الرئيسي للبنك يوم الأربعاء الماضي، بحضور أعضاء مجلس الإدارة يتقدمهم رئيس مجلس الإدارة ناصر الساير، والرئيس التنفيذي لمجموعة البنك عصام الصقر، ونائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك شيخة البحر، والرئيس التنفيذي لـ«الوطني- الكويت» صلاح الفليج، ونائب الرئيس التنفيذي للبنك سليمان المرزوق.

Ad

وكان الحمد أحد الأعضاء البارزين في المجلس الاستشاري الدولي لمجموعة «الوطني» الذي تأسس في 2010، والذي ضم نخبة من أبرز الشخصيات العالمية في مجالات السياسة والاقتصاد والأعمال والاستراتيجيات.

وارتبط اسم الحمد بما قدمته الكويت من الخير والعون لشعوب العالم خلال رئاسته للصندوق الكويتي للتنمية على مدار 19 عاماً، ساهم خلالها في توفير التمويل للعديد من المشروعات الإنمائية في الدول العربية والنامية، ما يجعله أحد أبرز مهندسي القوى الناعمة للكويت من الناحية الاقتصادية، حيث لايزال أثر عمله يثمر خيراً في حياة العديد من الشعوب التي مدت الكويت لها يد العون كدولة رائدة في لعب دور مؤثر على الساحة الدولية.

كما ساهم في إنشاء الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، حيث أعد مشروع إنشائه وقدمه في القمة العربية بالخرطوم عام 1967، ليتم اختياره بعد ذلك رئيساً لمجلس الإدارة، ومديراً عاماً للصندوق منذ عام 1985، وعلى مدار 35 عاماً كان للصندوق دور محوري في عدد من المشروعات التنموية الضخمة في العديد من الدول العربية، ما جعله يستحق، عن جدارة، لقب رائد التنمية الاقتصادية العربية.

وحظيت جهود الحمد بتقدير محلي وعالمي طوال مسيرته، حيث تلقى التكريم على يد العديد من ملوك ورؤساء الدول والحكومات العربية التي قلدته أرفع الأوسمة والنياشين،

كما تم منحه درجة الدكتوراه الفخرية من مؤسسات تعليمية إقليمية ودولية رائدة، وإطلاق اسمه على العديد من المؤسسات التنموية في دول المنطقة.

واتسمت مسيرته العلمية بالثراء والتنوع بدءاً من دراسته في كلية فيكتوريا بالإسكندرية، والجامعة الأميركية بالقاهرة، ثم كلية كليرمونت، كما حاز درجة البكالوريوس في الاقتصاد، والماجستير في العلاقات الدولية من جامعتي هارفرد وستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية.

كما كانت مسيرته المهنية نموذجاً للمسؤول الفذ الذي تترك أعماله أثراً لا ينسى، وذلك منذ كان عضواً بالوفد الكويتي في الأمم المتحدة عام 1961، إلى أن بدأ عمله مديراً للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في 1962، لتبدأ مسيرة عطاء للصندوق امتدت أكثر من 19 عاماً، كما كان عضواً في لجنة التنمية التابعة للبنك الدولي للإنشاء والتعمير، وساهم في إنشاء المؤسسة العربية لضمان الاستثمار عام 1965، ولخبرته في مجال التنمية الاقتصادية، تم تعيينه عضواً في لجنة براندت التي شكلها البنك الدولي لتحقيق التنمية في الدول النامية أواخر الستينيات، كما تقلد منصب رئيس مجلس ادارة البنك الكويتي المتحد في لندن 1981 - 1986، وكذلك عمل وزيراً للمالية ووزيراً للتخطيط في الفترة من 1981 إلى 1983. واستمر عطاؤه المهني حتى 2020 خلال مسيرة استمرت 35 عاماً، منذ أن تم اختياره رئيساً لمجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عام 1985.