تسامح الأديان!

نشر في 27-12-2020
آخر تحديث 27-12-2020 | 00:05
د. عادل العبدالمغني
د. عادل العبدالمغني
عند البحث في أوراق والدي القديمة، وقعت يدي على نسخة من رسالته إلى سيدة بريطانية مقيمة في مدينة بورموث البريطانية الساحلية، وأعتقد أن تاريخها يعود إلى بداية الستينيات، وذلك بسبب أن شقيقتي كانت تتلقى خلال تلك الفترة تعليمها الجامعي بجزيرة isle of wight البريطانية في الجنوب.

وفي الصيف، عندما تعطل الكلية، تسكن عند عائلة بريطانية في مدينة بورموث، ثم تأتي إلينا في لبنان لتكملة بقية الإجازة الصيفية.

يبدو لي أن رسالة والدي أرسلها خلال فترة نهاية شهر ديسمبر أو بداية شهر يناير، للتهاني بمناسبة أعياد الإخوة المسيحيين، وأيضاً -حسب ما فهمت من الرسالة- هي رد على رسالة سابقة لها، ويبدو أنها سألت والدي عن الإسلام، وأجابها بالمختصر المفيد في رسالته أعلاه.

وحملت الإجابة في طيّاتها تعريفاً رائعاً بالقيم الإسلامية، وكذلك وجدت المشاركة في تقديم التهاني بمناسبة العام الجديد جعله الله عام خير ورخاء للجميع.

وفيما يلي نص ترجمة رسالة والدي:

"أشكرك على رسالتك اللطيفة الشيقة، وأعتقد أنكم مثلنا في مشاركة الأصدقاء في الأفراح والمناسبات الأخرى، أما عن القيم الدينية؛ فالإسلام يدعو إلى عبادة الله وحده والمحبة والصدق والإخلاص في العمل والتقوى، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وينهى عن الكذب والغش والأعمال الضارة، والإسلام أيضاً ضد الشيوعية والإلحاد وتسلط القوي على الضعيف، وأرجو أن يكون هذا العام -لنا ولكم- عام خير ورخاء.

كيف حال الجو عندكم في الشتاء؟ أما عندنا من شهر ديسمبر إلى نهاية فبروري (فبراير) فعادة بارد جداً، مقياس الحرارة من 5 إلى 10 درجات في المساء، وفي النهار من 10 إلى 15 درجة، لأن الكويت منطقة شبه صحراوية.

أنا وابنتي نتمنى لك ولأسرتك دوام الصحة والعافية".

انتهى نص ترجمتي للرسالة.

ولا يستغرب إذاً ما عُرف عن أهل الكويت في الماضي التسامح ومشاركة أصحاب كل الديانات والعقائد في مناسباتهم المختلفة، والارتباط معهم بعلاقات وصداقات طيبة، وهذا ما نتمناه بتكريس هذه المفاهيم لأجيالنا الحاضرة.

back to top