أكد مصدر رفيع المستوى في قيادة الأركان الإيرانية، لـ«الجريدة»، أن القوات المسلحة الإيرانية قررت منذ الأربعاء الماضي، حالة الاستنفار العام بين جميع قواتها العسكرية، دون إعلان ذلك عبر وسائل الإعلام، كي لا يؤدي ذلك إلى هلع في الشارع الإيراني، لكن يبدو أن بعض مسؤولي الحرس الثوري لم يلتزموا بأوامر قيادة الأركان وسرّبوا الأمر إعلامياً.

وأوضح المصدر أن الحرس الثوري قام أيضاً بتركيب رؤوس صواريخه البالستية وتجهيز بطاريات الصواريخ المخفية تحت الأرض أو البحر، لتكون جاهزة للإطلاق، وأعطى الأوامر لضباطه بالتصرف حسب ما يرونه مناسباً إذا ما واجهوا انقطاعاً في الاتصالات مع القيادة.

Ad

ولفت إلى أن أوامر كهذه صدرت مسبقاً من الحرس الثوري، عندما قامت إيران باستهداف القواعد الأميركية في العراق، الأمر الذي أدى إلى خطأ بشري في استهداف طائرة مدنية أوكرانية، وهذا لم يكن ضمن إطار القرارات التي اتُّخذت في قيادة الأركان الإيرانية أو المجلس الأعلى للأمن القومي، لأنه ربما يتسبب بخطوة غير مدروسة من قبل بعض الضباط.

وتابع: لكن الحرس يتحجج بأن لديه معلومات بتخطيط الإسرائيليين والأميركيين لمهاجمة أهداف بنى تحتية نووية وعسكرية وصناعية يصل عددها إلى 52 هدفاً (حسب ما أعلن عنه ترامب مسبقاً) داخل إيران، بعد تشويش جميع الاتصالات، عبر هجوم إلكتروني شامل يمكن أن يضرب الرادارات نفسها، وعليه فإنه سوف يطبق خططه القاضية بفصل كل المجموعات القتالية عن القيادة وإعطاء الاختيار التام لكل قائد مجموعة، للتصرف على أساس ما يراه مناسباً في تلك الظروف.

وأضاف المصدر أن المجلس الأعلى للأمن القومي أرسل رسالة، على الفور، إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، نظراً لأن الظروف السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة تتطلب تنسيقاً دقيقاً جداً، وأي خطأ يمكن أن يجر الجميع إلى حرب لا تحمد عقباها، ولكن بعض قادة «الحرس» معارضون لهذا الأمر بشدة، ويصرون على ضرورة مواجهة الأميركيين والإسرائيليين في حال قاموا بأي هجوم أو تهديد ضد إيران، على نفس المستوى، لأن السكوت هذه المرة على أي اعتداء سوف يضعفها أمام المجتمع وأمام حلفائها في المنطقة، كما أنه سيضعف موقفها في أي مفاوضات مستقبلية.

إلى ذلك، أكد قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري، «استعداد القوات البحرية لحماية الحدود المائية والدفاع عن مصالح إيران الإسلامية وأمنها».

وقام الأدميرال تنكسيري، إلى جانب عدد من قادة وكوادر الحرس الثوري الإيراني، بجولة تفقدية لجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، للتأكد من الجاهزية القتالية للمقاتلين في الجزر والتحدث معهم، وذلك حسب وكالة «فارس» الإيرانية.

طهران- فرزاد قاسمي