ادخلها بـ«رجلك اليمين!» *
![خولة مطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/982_1671286347.jpg)
وفي حين ما زال يروج البعض لحفلة هنا أو تجمع موسيقي أو غنائي أو رقص "فوق الطاولات"، انغمس الآخرون في السؤال عن "المنقذ" ذاك اللقاح المتعدد المصانع والجنسيات، فهناك المنتظر لدوره وهناك من بدأ فعلا بأخذه، وآخرون مشككون، رافضون، خائفون أو حتى يحاولون إقناع أنفسهم بأن لبس الكمامة سنة ولا أخذ اللقاح الشيطاني، ألم يتم تسييس الفيروس واللقاح أيضاً؟! فلمَ يلام العامة من الناس في تخوفهم من اللقاح خصوصاً أن السمة الطاغية على البشر الآن هي انعدام الثقة في الكل، لا سيما القائمين على أمور الدول العظمى! كلهم كذابون وفاسدون يقول البعض، وتأتي الصور والتقارير لتدينهم أكثر من أن تكون نصاً لبراءتهم. 2020 وحدت مقدمات النشرات الإخبارية والتغريدات بكل اللغات، فكلها تحولت إلى أوراق نعي لأشخاص أو أوطان أو شعوب أو أمم، لا شيء إلا هو الذي وحد الكون في آلامه وأوجاعه، وجعل منها، أي 2020، سنة للعتمة بأعلى مستويات التعبير، وهي التي ستدرس حتما كما كثير من السنين التي دونتها كتب التاريخ من طاعون جستنيان الذي أصاب الإمبراطورية البيزنطية وأدى إلى وفاة 30 إلى 50 مليون شخص، ما كان يعادل نصف سكان العالم في تلك الحقبة التاريخية، أما الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر فقد أدى إلى وفاة 200 مليون شخص في شمال إفريقيا وآسيا وأوروبا، والجدري الذي اجتاح أوروبا وآسيا وشبه الجزيرة العربية قرونا عدة، ومات نتيجته 3 من كل 10 أشخاص، وغيرها من الأوبئة التي اجتاحت العالم أو مناطق منه وأدت إلى موت الملايين من البشر. ادخلها كما تشاء برجلك اليمنى، قفزا أو زحفا أو جريا، وكما يقول ذاك الذي علمه الأهم أن تبقى بخير وأن تحضن دفء أحبتك وتبقيه في أكثر مساحات صدرك ضيقاً، وتنقشه كالوشم، وتردد في استرخاء المساءات الحالمة "ستعود تلك الفرحة طالما هم في حياتي"، أو ربما تتمسك بتلك العبارة لشمس التبريزي "حين تجمعني الحياة بشيء منك تستيقظ في قلبي ألف حياة". * ينشر بالتزامن مع "الشروق" المصرية