أكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الاتصالات الإيرانية لـ «الجريدة» أن الجمهورية الإسلامية واجهت هجوماً سيبرانياً يوم الجمعة الماضي أدى إلى تعطيل نظام الملاحة الدولي لتحديد المواقع المعروف بـ «GPS»، وتسبب في مأساة بعد أن تصادف مع وقوع حادث انهيار جليدي بجبال طهران.

وأدى الانهيار إلى احتجاز مئات من متسلقي الجبال والمتزلجين الإيرانيين الذين واجهوا مأساة بعد أن تاهوا بسبب تعطل نظام الـ «GPS». وتمكنت طواقم الإنقاذ من العثور على 50 منهم فيما وجدت حتى الآن 11 جثة.

Ad

وأوضح المصدر أن وزارة الاتصالات وهيئة الحروب غير التقليدية بدأت على الفور تحقيقات لتحديد مصدر الهجوم الذي تعتقد طهران أن الولايات المتحدة أو إسرائيل تقف خلفه، مشيراً إلى أن الهجوم السيبراني لم يكن بالتأكيد هدفه المتسلقين، بل اختراق أنظمة الـ «GPS» الإيرانية وتعطيلها، إذ إن الصواريخ الإيرانية المسيرة والطائرات دون طيار تعتمد عليه لتحديد مواقعها ومسارات تحرّكها.

وكشف المصدر لـ «الجريدة» أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عملية الاختراق لم تتم بشكل مباشر من خارج البلاد أو عبر الإنترنت، بل عبر تركيب أجهزة تشويش صغيرة الحجم على أبراج الإرسال الرئيسية التي تؤمن اتصالات الهواتف النقالة بالعاصمة طهران، ومن خلالها أمكن السيطرة على أنظمة تحديد المواقع وإخضاعها لأنظمة موجودة خارج البلاد عبر الأقمار الاصطناعية، وبهذه الطريقة تمكّن المهاجمون من تفادي الدفاعات الإلكترونية الإيرانية.

وأكد أن خبراء وزارة الاتصالات استطاعوا حتى الآن العثور على 5 من هذه الأجهزة، مضيفاً أن الجهات الأمنية لـ «الحرس الثوري» والجيش والاستخبارات دخلت على خط التحقيق لتحديد هدف الهجوم.

ولفت المصدر إلى تخوف الجهات الأمنية من احتمال أن يكون هدف الهجوم «جس نبض» لمعرفة الاستعدادات الإيرانية بمواجهة هجوم عسكري واسع، أو أنه كان بداية عملية لاستهداف مواقع في طهران جرى إيقافها في اللحظة الأخيرة لسبب أو لآخر.

توتر وتحذير

إلى ذلك، حذّر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عَمّويي من أنه إذا وصلت غواصة إسرائيلية إلى الخليج، فإن بلاده ستعتبر ذلك عملا عدائياً، وستكون الغواصة «هدفاً رائعاً».

وبشأن اتهام بلاده بتوجيه مجموعات عراقية للقيام بأعمال عسكرية نيابة عنها، قال عَمّويي إن لبلاده علاقات مع المجموعات العراقية، لكن هذا لا يعني أنها تحتاج إلى مساعدتها.

وأضاف أن طهران إذا أرادت أن تقوم بعمل انتقامي فستفعل ذلك بشكل رسمي، ولا تحتاج إلى وكلاء للقيام بهجمات ضد إسرائيل.

في المقابل، قال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب تراقب الوضع في العراق واليمن تحسباً لهجوم إيراني أو حرب خاطفة، في حين تستمر مؤشرات التصعيد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

شرق سورية

في هذه الأثناء، أفاد «المرصد السوري» لحقوق الانسان بمقتل اثنين من «الحرس الثوري» الإيراني في قصف جوي بأطراف مدينة الميادين شرقي دير الزور الواقعة في شرق سورية.

وقال المرصد إن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية استهدفت سيارة تابعة لـ «الحرس الثوري»، أثناء خروجها من مبنى مسبق الصنع بأطراف مدينة الميادين، الأمر الذي أدى إلى تدمير السيارة ومقتل اثنين من «الحرس» كانا بداخلها.

ذكرى سليماني

في غضون ذلك، أعلن حسين أمير عبداللهيان، المتحدث باسم لجنة «إحياء ذكرى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني»، زيادة عدد المتهمين الرئيسين في قضية قتل القائد السابق لـ «فيلق القدس» بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس بضربة جوية من طائرة أميركية مسيّرة في بغداد مطلع يناير الماضي.

وقال عبداللهيان، وهو نائب رئيس البرلمان للشؤون الدولية، وممثل سليماني سابقاً في وزارة الخارجية في تصريحات أمس: «زاد عدد المتهمين الرئيسين والعملاء للأميركان في قضية اغتيال سليماني والمهندس من 45 إلى 48 شخصا».

وأضاف: «أنه تم التواصل مع 6 دول للتعامل قضائياً مع الجناة والمتورطين في القضية».

ويأتي التوتر قبل أقل من شهر على نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أرسل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لردع طهران عن القيام بأي عمل انتقامي قبيل الذكرى الأولى لوفاة سليماني.

قاليباف والانتخابات

على صعيد منفصل، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، أمس، أن تحديد شروط الشخصيات السياسية، والدينية لخوض الانتخابات الرئاسية من صلاحيات مجلس صيانة الدستور الذي «يقوم بتعريف ذلك وتطبيقه».

وعلّق قاليباف على إقرار النواب لتعديلات بشأن شروط الترشح للانتخابات المقررة في يونيو المقبل بالقول: «حتى لو قام البرلمان بالمصادقة على هذا الموضوع، أي تحديد شروط الشخصيات السياسية، والدينية، وتوفر الكفاءة، والتدبير لدى المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية، فإن مجلس صيانة الدستور سيأخذ إشكالية على ذلك».

غرق سفينة

في شأن آخر، أفاد نائب رئيس منظمة الموانئ والملاحة في محافظة هرمزغان جنوب غرب إيران، إسماعيل مكي زادة، بأن سفينة إنزال إيرانية على متنها 7 بحارة غرقت قرب جزيرة لارك المطلة على مضيق هرمز مساء الجمعة الماضية. وكانت سفينة إيرانية محملة بالحديد قد غرقت في بداية ديسمبر الجاري خلال توجهها إلى موانئ أم قصر جنوبي العراق.

طهران ـــ فرزاد قاسمي