في تحرك مفاجئ يكشف عن انفتاح القاهرة على حكومة الوفاق الوطني الليبية، وصل وفد مصري رفيع المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس صباح أمس، في زيارة هي الأولى للمصريين للمدينة منذ نحو 6 أعوام، وهي الزيارة التي تأتي في إطار تحسن نسبي في العلاقات بين الطرفين، شهد وصول وفد رفيع المستوى من «الوفاق» للقاهرة في سبتمبر الماضي، أعقبها زيارة وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا، للقاهرة في نوفمبر.وقالت مصادر مطلعة لـ«الجريدة»، إن الوفد برئاسة نائب رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، وان المباحثات التي سيجريها الوفد المصري في طرابلس ستركز على آخر التطورات على الساحة الليبية، بما يحقق سلامة ووحدة الأراضي الليبية، ومواجهة تنظيماتها، وتثبيت خط وقف إطلاق النار، واستعادة المسار السياسي، والأهم مناقشة إمكانية فتح السفارة المصرية في طرابلس، المغلقة منذ مايو 2014.
وأشارت المصادر إلى أن هناك حالة من الانفتاح المصري على حكومة الوفاق، في إطار اقتناع القاهرة بأن الحل السياسي في ليبيا سيكون عبر مشاركة جميع الأطراف، وإقناع الأخيرة بضرورة أن يكون الحل «ليبي- ليبي»، لافتة إلى أن القاهرة استضافت خلال سبتمبر الماضي، وفدا رفيع المستوى من أعضاء في حكومة طرابلس، فضلا عن وزير الداخلية فتحي باشاغا، كما زار فايز السراج القاهرة في زيارة سريعة غير معلنة في نوفمبر الماضي.زيارة الوفد المصري لطرابلس تأتي بعد نحو أسبوع من زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، إلى بنغازي 19 ديسمبر الجاري، والتقى خلالها بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، ونقل خلالها كامل رسالة دعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الشعب الليبي على مختلف الصعد العسكرية والسياسية، في إطار الدور المصري الداعم لاستقرار الأوضاع في ليبيا، والحفاظ على مقدراتها ومكتسباتها.إلى ذلك، وجه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تهديدات مباشرة إلى قائد «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر، محذراً من أي محاولة لاستهداف القوات التركية في ليبيا.وقال أكار في كلمة أمس أمام القوات التركية العاملة في ليبيا، «ليعلم المجرم حفتر وداعموه أننا سنعتبرهم هدفا مشروعا في جميع الأماكن بعد كل محاولة اعتداء على قواتنا».واعتبر الوزير الذي بدأ أمس زيارة لليبيا غداة تجديد البرلمان التركي تفويضا للجيش التركي بالوجود هناك أن «حفتر ومن وراءه يعملون بلا جدوى كي ينسوا العالم أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي استجابت لنداء استغاثة الضحايا الذين تعرضوا للإبادة على يد الانقلابي حفتر». كما جاءت تصريحات آكار بعد أيام من تهديد حفتر بإخراج الجيش التركي من ليبيا بالقوة إذا لم يرحل منها طوعا. وقال حفتر إنه «لا قيمة للاستقلال ما دام الجيش التركي يحتل مناطق من بلادنا... ولا معنى للحرية ولا أمن ولا سلام وأقدام الجيش التركي تدنس أرضنا الطاهرة»، كما أكد أنه «لا خيار أمام العدو المحتل إلا أن يغادر سلما وطوعا أو بقوة السلاح والإرادة القوية».واعتبر الوزير التركي أن قوات بلاده تقدم خدمات تدريبية عسكرية واستشارية للقوات الليبية، في إطار تفاهمات بين البلدين. وأضاف أن قوات الجيش التركي قدمت تدريبات لنحو ثلاثة آلاف عسكري ليبي.وتركيا هي الداعم الخارجي الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، التي تتخذ من طرابلس مقراً.وقالت مصادر ليبية إن زيارة أكار تهدف إلى تعزيز أنقرة لوجودها جويا، بعدما اكتفت طوال الشهور الماضية بإرسال الطائرات المسيرة من نوع «بيرقدار»، التي استخدمتها بكثافة ضد الجيش الليبي.وأكدت المصادر لقناة «سكاي نيوز عربية»، التي يملكها إماراتيون أن زيارة آكار لقاعدة «الوطية» الجوية ستكشف عن عمليات إعادة تأهيل مرابض الطيران، بما يمكنها من استقبال الطائرات المقاتلة من طراز «إف 4» والتي تعرف بـ«النعوش الطائرة».
دوليات
وفد مصري في طرابلس لأول مرة منذ 6 سنوات
28-12-2020