​سعد الحريري​ إلى الإمارات والسعودية... فهل ينال دفعة خليجية؟

استنكار واسع لإحراق مخيم للاجئين السوريين في الشمال بعد إشكال فردي

نشر في 28-12-2020
آخر تحديث 28-12-2020 | 00:04
لاجئون سوريون يقفون فوق رماد خيمهم التي التهمها الحريق في شمال لبنان أمس (أ ف ب)
لاجئون سوريون يقفون فوق رماد خيمهم التي التهمها الحريق في شمال لبنان أمس (أ ف ب)
وسط انسداد تشهده عملية تأليف الحكومة اللبنانية تعزز بعد إرجاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت إلى أجل غير مسمى، بدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف ​سعد الحريري​ أمس زيارة للامارات​ قبل أن يتوجه إلى السعودية.

ووصفت مصادر مقربة من الحريري الزيارة التي تتزامن مع عطلة عيد رأس السنة بأنها "عائلية"، مستبعدة أن تثمر أي نتائج سياسية لناحية حصول الحريري على دعم خليجي أكبر.

لكن مصادر سياسية أشارت إلى أن الحريري ينوي استكشاف مواقف أبوظبي والرياض من المرحلة المقبلة، بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة في 20 يناير المقبل، وتحديدا موقفهما من إمكانية أن يقع لبنان مجدداً على خط تهدئة من نوع ما، في حال مضى بايدن بسلاسة في المسار الذي يقترحه للانفتاح على إيران، وفي هذه الحالة هل سينال الحريري دفعة خليجية؟ وهل سيكون الخليج معنياً بالتهدئة أم لا؟

جاء ذلك بينما انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ مجدداً أمس، في عظة الأحد: "جميع معرقلي ​تأليف الحكومة​ من قريب أو بعيد"، ووجه رسائل فهمت بأنها موجهة لطهران وحلفائها اللبنانيين.

وقال الراعي في هذا السياق: "إن كان ثمّة من يراهن على سقوطِ الدولةِ، فليعلم أنَّ هذا السقوطَ لن يفيدَه، ولن يَفتح له طريق انتزاع الحكم، لأنَّ الانتصار على بعضنا مستحيل بكلِّ المقاييس، ولأنَّ اللبنانيّين شعبٌ لا يَقبَلُ اصطناعَ دولة لا تُشبِهُه ولا تشبه هُويّتَه وتاريخَه ومجتمعه، ولا تُجسِّدُ تضحياتِ شهدائِه في سبيلِ الحرّيةِ والكرامة".

وأضاف: "ليت كبار المسؤولين يتذاكرون مع ضمائرهم ويقيّمون مواقفهم ‏ليستعيدوا القرار المُصادَر، ويضعون حدا لكل من يرهن مصير لبنان ‏بدول أخرى"، مضيفا ان "الحليف هو من حالف على الخير، لا على تفشيل الحليف، وتعطيل المؤسسات والصلاحيات والقرارات الوطنية، ومنع قيام السلطة".

وبينما شدد الراعي على ضرورة أن "يكشف القضاء خيوط الاغتيالات المتتالية في صفوف المسيحيين في بيوتهم وعقر دارهم" مطالباً الدولة بـ "حصر سلاحها في مؤسساتها العسكرية والأمنية والدستورية"، أثارت حادثة إقدام عدد من اللبنانيين على إضرام النار في مخيّم للاجئين السوريين ليل السبت- الأحد في بلدة بحنين بالمنية (شمال) بعد شجار اندلع بين مواطنين وعمّال سوريين، انتقادات واستنكارات.

وأكّدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة، أنّ عدداً من الجرحى نقلوا إلى مستشفى قريب، من دون تحديد عددهم. وقال المتحدّث باسمها خالد كبّارة إن "الحريق امتدّ لكلّ مساكن المخيّم" المبنية من مواد بلاستيكية وخشبية والتي تقيم فيها حوالي 75 أسرة سورية لاجئة.

وأضاف أنّ عدداً من هذه العائلات هربت من المخيم "بسبب الخوف الناجم عن أصوات شبيهة بالانفجارات ناتجة عن انفجار قوارير غاز".

ووفقاً "للوكالة الوطنية للأنباء" الرسمية فإنّ "إشكالاً حصل بين شخص من آل المير وبعض العمّال السوريين العاملين في المنية، أدّى الى تضارب بالأيدي وسقوط ثلاثة جرحى".

وأوضحت الوكالة أنّه إثر الإشكال "تدخّل عدد من الشبّان من آل المير وعمدوا الى إحراق بعض خيم النازحين" قبل أن "تتدخّل سيارات الدفاع المدني وتعمل على إخماد الحريق، في حين تدخلت قوة من الجيش وقوى الامن لضبط الوضع".

وأشارت تقارير إلى أن ​الجيش اللبناني​ أوقف أمس شخصا من آل المير، وهو احد المتورطين في الاشكال الذي وقع بمخيم السوريين في ​بحنين​.

ويقدّر لبنان عدد اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه بحوالي 1.5 مليون لاجئ، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين. ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، ضاعفتها الأزمة الاقتصادية التي عمقها تفشّي فيروس كورونا ثم الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.

وشهد لبنان خلال السنوات الماضية بين الفترة والأخرى حملات عنصرية وخطاب كراهية ضدّ اللاجئين ودعوات إلى ترحيلهم.

وفي نهاية نوفمبر غادرت نحو 270 عائلة سورية بلدة بشري في شمال لبنان، خوفا من أعمال انتقامية إثر اتهام شاب سوري بقتل أحد أبناء البلدة.

back to top