قفزت القيمة السوقية الإجمالية لكافة عملات "بتكوين" المتداولة في العالم إلى أكثر من 500 مليار دولار، بعد أن سجلت مكاسب كبيرة خلال عطلة عيد الميلاد ونهاية الأسبوع ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة متجاوزة حاجز الـ28 ألف دولار، لتكون قد ارتفعت بأكثر من 50 في المئة خلال أيام قليلة.

ووصلت القيمة المجمعة لجميع عملات البتكوين المتداولة في العالم إلى نصف تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق مع استمرار تسجيلها ارتفاعات صاروخية، ليصبح سوق "بتكوين" منافساً لشركات عالمية عملاقة من حيث القيمة السوقية، مثل "أبل" و"فيسبوك" و"تسلا".

Ad

وبحسب تقرير لموقع "أسيت داش" الاقتصادي، اطلعت عليه "العربية.نت" فإن "بتكوين" أصبحت تحتل الآن المركز الحادي عشر بين أكبر الأصول العالمية، خلف عمالقة مثل "فيسبوك" و"أبل" و"وول مارت" و"سامسونغ"، كما تقدمت على شركة "فيزا" العالمية يوم الأحد مما يجعل من "بتكوين" أكبر خدمة مالية في العالم بعد أن أزاحت "فيزا" عن هذا العرش.

وخلال يوم واحد فقط في عطلة نهاية الأسبوع قفزت عملة البتكوين بحوالي 15 في المئة لتصل إلى 28 ألف دولار. وارتفعت عملة البتكوين بحوالي 50 في المئة منذ الأسبوع السابق لعيد الميلاد.

وتسارعت وتيرة الارتفاع في "بتكوين" الأسبوع الماضي بعد أن كشف مدير صندوق استثمار بريطاني عملاق أنه اشترى ما قيمته 745 مليون دولار من البتكوين، مما دفع العملة الرقمية، وهو ما دفعها إلى ما فوق مستوى سعر 20 ألف دولار لأول مرة.

ويأتي ذلك في وقت باع المستثمر البارز في بتكوين نايجل جرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاستشارات المالية (deVere)، نصف ممتلكاته هذا الأسبوع.

وقال في بيان عبر البريد الإلكتروني: "لقد بعتُ نصف ما لدي من بتكوين حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق". وتابع: "لماذا؟ لأنه يجب التعامل معها الآن كأي استثمار آخر - وهذا يعني، حيثما أمكن ذلك، من الأفضل قم بالبيع بسعر مرتفع وأعد الشراء عند الانخفاضات".

وأضاف: "المكاسب المستمرة في سعر البتكوين جعلت العملة الرقمية هي الأصول الأفضل أداءً لعام 2020، بزيادة تزيد عن 200 في المئة. على هذا النحو، شعرتُ بأن الوقت مناسب لجني الأرباح".

وقال: "يجب ألا يكون هناك سوء فهم بشأن قراري بالبيع. لا يرجع ذلك إلى نقص الإيمان بعملة البتكوين، أو مفهوم العملات الرقمية، وإنما هو لجني الأرباح الآن وشراء المزيد لاحقاً".

وكانت "بتكوين" بدأت عام 2020 بسعر 7 آلاف دولار للقطعة الواحدة، فيما تتجه إلى وداع العام وهي فوق الـ25 ألف دولار، أي أنها حققت أرباحاً بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العام الحالي وحده.

وفي وقت اتسم فيه العام الحالي بالأوقات العصيبة لأغلب الأصول الاستثمارية مع التقلبات الحادة التي شهدتها الأسعار صعوداً وهبوطاً على مدار شهور العام، فإن الأمر كان مختلفاً جملة وتفصيلاً فيما يتعلق بالعملة المشفرة البتكوين والتي شهدت أحد أفضل أعوامها على صعيد الأداء خلال العام الحالي، مع ملامستها مستويات قياسية لم تعرفها من قبل.

وشهد العام الحالي ارتفاع سعر العملة المشفرة بنحو أربعة مرات ليتخطى مستويات 20 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخه ويواصل تحقيق المستويات القياسية الواحد تلو الآخر، في وقت اعتبرت العملة كملاذ آمن للتحوط من التضخم في خضم إجراءات التيسير الكمي التي اتخذتها البنوك المركزية حول العالم لمواجهة تبعات جائحة كورونا، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ اعتبره كبار المستثمرين في "وول ستريت" على غرار باول تودر وستانلي دراكن ميلر كأصل بديل ومخزن للقيمة ما ساهم في موجة الصعود الأخيرة للعملة المشفرة في حين اتجهت شركات على غرار "مايكرو استراتيجي" و"سكوير انك" نحو تحويل مخزونات السيولة لديها إلى العملات المشفرة بحثا عن عوائد أفضل.

ويقول محللون لوكالة بلومبرغ أن العام المقبل 2021 سيكون استثنائيا في تاريخ البتكوين مع توقعات باجتذاب المزيد من الانتباه من السلطات المالية حول العالم ووقوفه على أرض صلبة كأصل استثماري معترف به بعد أن كان يتم تداولها على الهامش في ظل عدم اعتراف المؤسسات المالية الكبرى حول العالم بشريعته واستخدام على نطاق واسع في العمليات المالية المشبوهة خارج النظام المالي العالمي.

وقال كبير محللي الاستثمار لدى "بيت وايز أسيت مانجمنت" للوكالة "ما يحدث الآن ويحدث بأسرع مما قد يتخيله أي شخص هو أن البتكوين يتحول من أداة استثمارية هامشية إلى أحد الأصول الرئيسية التي يجري استخدامها على نطاق واسع. إذا حدث هذا الأمر فإن العملة المشفرة ستجتذب الكثير من السيولة".

فيما يقول المدير التنفيذي لإحدى منصات التداول الإلكترونية للوكالة إنه رغم الصعود الصاروخي للبتكوين فإن "هناك بعض العواصف والغيوم التي تلوح في أفق العملة المشفرة من بينها إمكانية اتخاذ إجراءات تنظيمية تشدد من التداول عليها من قبل إدارة الرئيس الأميركي المنتهي ولايته دونالد ترامب قبيل مغادرة منصبه.

ويجمع المحللون على أن توقع اتجاه البتكوين خلال الفترة المقبلة يبدو أمراً معقداً مع الوضع في الحسبان الانهيار التاريخي للعملة المشفرة في 2017 بعد موجة صعود قياسية مع موجة بيع مفاجئة بددت مكاسب العملة المشفرة وجعلت ثقة المستثمرين فيها على المحك.