ما بين الانتقادات التي يواجهها من جانب عدد من العلماء الذين قالوا إنه تم حذف بعض التفاصيل الخاصة في التجارب السريرية، وبين المشرفين على تطويره الذين دافعوا عنه، وقالوا إن نتائجه وصلت إلى 100 في المئة، يبدو أن لقاح "أكسفوردـــ أسترازينيكا" الذي ستجري الموافقة عليه في بريطانيا خلال أيام "سيغيّر قواعد اللعبة" في مكافحة فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19).وذكرت، أمس، صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن "اللقاح المنتظر يتميّز بسعره الزهيد وسهولة تخزينه، بما يسمح بحملات تطعيم أوسع خلال وقت أقصر، وسيغيّر قواعد اللعبة".
ودخلت شركة الأدوية البريطانيةـــ السويدية "أسترازينيكا" ومقرها بالمملكة المتحدة، في شراكة مع "جامعة أكسفورد" البريطانية لإنتاج اللقاح المضاد للفيروس.ويبلغ ثمن الجرعة الواحدة من لقاح "أكسفورد أسترازينيكا" 2 جنيه إسترليني (2.7 دولار)، في حين يبلغ ثمن جرعة لقاح "موديرنا" بين 32 و37 دولارا، ويبلغ ثمن جرعة "فايزرـــ بايونتيك" بين 15 و20 دولارا.ويحتاج اللقاح الذي طوّرته شركة "فايزر" الأميركية بالتعاون مع شركة "بيونتيك" الألمانية إلى حفظه في ثلاجات عند درجة حرارة 70 تحت الصفر، ويمكن نقله 4 مرات فقط في سلسلة التبريد قبل الشروع في استخدامه، بينما يمكن تخزين لقاح "أكسفورد" بين 2 و8 درجات مئوية.وجرى تلقيح أكثر من 600 ألف بريطاني حتى الآن، غير أن الموافقة على اللقاح الثاني ستكون بالغة الأهمية، إذ إنه سيزيد من نطاق عمليات التطعيم.ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤولين في حكومة بوريس جونسون أن وكالة الأدوية بالمملكة المتحدة "ستمنح موافقتها لاستخدام اللقاح في البلاد قريباً، وربما يتم الثلاثاء (اليوم)".من ناحيته، قال باسكال سوريو، الرئيس التنفيذي لـ "أسترازينيكا" في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز"، إن الشركة طورت صيغة ناجحة لزيادة فاعلية اللقاح بعد إعطاء جرعتين منه، "مما يتيح لنا الوصول إلى مستوى اللقاحات الأخرى"، مضيفاً أن "اللقاح فعال بنسبة 100 في المئة ضد الحالات التي تتطلب دخول المستشفى".وتابع سوريو: "بالإمكان نقل وتخزين لقاح أكسفورد في ظروف تبريد عادية، بين 2 و8 درجات مئوية فقط، ويمكن حفظه لمدة 6 أشهر على الأقل، وهو ما يجعله متفوقاً على لقاح شركة موديرنا الأميركية، الفعال بنسبة 94.5 في المئة فقط، وكذلك على لقاح فايزر، الفعال بنسبة 95 في المئة ويحتاج إلى تخزينه في درجة 70 تحت الصفر، وهو ما يمكن اعتباره إنجازاً مهماً جداً".
السعودية
في غضون ذلك، أعلنت السعودية تمديد تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود البرية والبحرية أسبوعا إضافيا بعد إغلاقها الأسبوع الماضي بسبب ظهور السلالة الجديدة من الفيروس.ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" الرسمية (واس) عن مسؤول في وزارة الداخلية، أن المملكة ستمدّد الإجراءات مدة أسبوع آخر، مع التأكيد على استثناء حركة نقل البضائع والسلع وسلاسل الإمداد".وأشار المسؤول السعودي إلى أن المملكة ستسمح "بمغادرة غير السعوديين أراضي المملكة، عبر الرحلات الجوية، وفق الإجراءات الاحترازية".وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية أعلنت أمس الأول، في تعميم وصفته بـ "العاجل جدا"، للناقلات الجوية الأجنبية بتسيير رحلات عارضة لهذا الغرض، مشترطة عدم مغادرة طاقم الطائرة الهابطة في مطار المملكة طائرته، وألا يخالط طاقم العاملين في مطار الوصول.وكانت السعودية والكويت وسلطنة عمان أعلنت الأسبوع الماضي إعادة تعليق كل الرحلات الجوية وإغلاق حدودها البرية والبحرية بسبب ظهور السلالة الجديدة.وأعلنت سلطنة عُمان والكويت أنهما ستستأنفان حركة الطيران اليوم، وفي الأول من يناير المقبل.كندا
إلى ذلك، أصدرت وزارة الصحة الكندية، أمس، بلاغا أعلنت فيه اكتشاف حالة ثالثة من السلالة الجديدة للفيروس في العاصمة أوتاوا، تعود لشخص عائد من المملكة المتحدة يوم 19 الجاري، مشيرة الى أن البحث عن حالات أخرى لا يزال جاريا.وسبق أن أُعلن السبت الماضي، في كندا اكتشاف الحالتين الأوليين من السلالة الجديدة، لدى زوجيْن في منطقة دورهايم بمقاطعة أونتاريو.الا أن بلاغ وزارة الصحة، أوضح أن "الزوجيْن المصابيْن لم يكونا عائدين من سفر، وليست لهما أنشطة اجتماعية تخالطية واسعة، غير أن البحث أظهر اتصالهما بشخص قادم من المملكة المتحدة، وقد تم إخضاعهما فورا للحجر الصحي".كوريا الجنوبيّة
وأعلنت الوكالة الكورية الجنوبية للسيطرة على الأمراض والوقاية أمس، تسجيل 3 إصابات بالسلالة الجديدة ينتمون إلى عائلة واحدة تسكن في لندن ووصلت إلى سيول في 22 ديسمبر.كما أعلنت وزارة الزراعة والغذاء والشؤون الريفية، تحديد إصابة جديدة بإنفلونزا الطيور شديدة العدوى، وسط مخاوف متزايدة بشأن المرض الذي يزيد من إجهاد صناعة الدواجن المحلية.تحذير أميركي
وفي برنامج "حالة الاتحاد" الذي تبثّه شبكة CNN، قال كبير أطباء الأمراض المعدية في الحكومة الأميركية أنتوني فوتشي، أمس الأول، إن "أسوأ ما في الوباء ربما لم يحدث بعد"، ونبّه من "زيادة فوق الزيادة الحالية في عدد الإصابات بعد فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة"، مع تعرّض نظام الرعاية الصحية في البلاد لضغوط هائلة بسبب ارتفاع أعداد المرضى في المستشفيات.اليابان
وفي طوكيو، طلب رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا امس، من وزرائه التأهب لتنفيذ إجراءات مكافحة انتشار الفيروس بعد أن سجلت أعداد الإصابات اليومية سلسلة من الارتفاعات القياسية خلال الأيام الماضية.وقال سوغا: "الفيروس لا يعترف بعطلات نهاية العام أو رأس السنة الجديدة. أطلب من كل وزير أن يرفع مستوى وعيه بخطورة الأمر، وينفذ إجراءات المكافحة بكل عناية".من ناحية ثانية، ذكرت "هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية"، أنه تم التوصل إلى أن يويشيرو هاتا، النائب المعارض ووزير النقل السابق، الذي توفي مساء أمس الأول، كان مصابا بـ "كورونا".وفي جاكرتا، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي امس، إن بلادها ستحظر دخول جميع الأجانب لأراضيها لمنع تفشي السلالة الجديدة، مشيرة الى أن هذا الحظر سيسري من 1 حتى 14 يناير المقبل.تركيا
وفي أنقرة، حيث أصدرت وزارة الداخلية التركية، قرارا بمنع الاحتفالات برأس السنة الجديدة في إطار الاجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، قال وزير الصحة فخر الدين قوجة، إن تسلم الشحنة الأولى من اللقاح الخاص بشركة "سينوفاك" من الصين إلى تركيا تأجل "يوما أو يومين بسبب ظهور حالة إصابة بالفيروس في جمارك بكين".