انتحاري ناشفيل مهووس بـ «مؤامرة 5G»

• صحيفة محافظة لـترامب: أوقف المهزلة وارحل
• بايدن يتلقى إحاطات أمنية داخلية وخارجية

نشر في 29-12-2020
آخر تحديث 29-12-2020 | 00:05
رئيس شرطة ناشفيل مترو جون دريك يحتضن ضباطه بعد مؤتمرهم الصحافي أمس الأول (رويترز)
رئيس شرطة ناشفيل مترو جون دريك يحتضن ضباطه بعد مؤتمرهم الصحافي أمس الأول (رويترز)
في ظل تزايد المخاوف من نهاية فوضوية للعام الحالي، حددت السلطات الأميركية هوية المشتبه في التفجير غير المسبوق الذي دمر جزءاً من الوسط التاريخي لمدينة ناشفيل الواقعة في ولاية تينيسي يوم عيد الميلاد، موضحة أنه قتل في الانفجار، الذي وقع خارج مبنى شركة الاتصالات (AT&T)، وأدى إلى إصابة ثلاثة، ووقف الطيران، وتعطيل خدمات الهاتف بالعديد من المدن الأخرى، بما في ذلك لويزفيل ونوكسفيل وبرمنغهام وأتلانتا.

وقال المدعي الفدرالي دون كوكران، في مؤتمر صحافي، «استنتجنا أن المدعو أنطوني وارنر هو منفذ الانفجار. كان حاضراً عندما انفجرت القنبلة ومات فيه».

من جهته، قال المسؤول الرئيسي عن التحقيق في مكتب التحقيقات الفدرالي دوغ كورنيسكي: «ليس هناك أي مؤشرات إلى تورط أشخاص آخرين»، مشيراً في الوقت نفسه إلى تحقيقات تجري في فرضيات عديدة.

وأكد ممثلو السلطات، في المؤتمر الصحافي، أن وارنر، الذي عمل مستشاراً لتكنولوجيا المعلومات في شركة عقارات لم يكن معروفاً لديها. وذكرت وسائل إعلام أن الشرطة كشفت هويته منذ السبت، واكتفت بالقول إن هناك شخصاً مطلوباً للتحقيق. وقامت بدهم منزله في حي جنوب شرق المدينة.

وأوضح رئيس مكتب التحقيقات في ولاية تينيسي ديفيد روش، أن تحليل الحمض النووي لأنسجة بقايا بشرية عثر عليها في موقع الانفجار سمح بتحديد هوية المنفذ.

وذكرت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي مارشا بلاكبرن، أنها طلبت من الرئيس دونالد ترامب إعلان ناشفيل منطقة منكوبة، وهو إجراء يسمح بالإفراج عن مساعدات فدرالية لإصلاح الأضرار.

مؤامرة 5G

ورغم كشف هويته، فإن الغموض لايزال يكتنف دوافع وارنر، الذي تحقق السلطات الفدرالية في احتمالية أن يكون من بين المصابين ببارانويا شبكات الجيل الخامس، 5G.

وأفادت مصادر قريبة من التحقيق بأن من بين خطوط مختلفة، هناك إشارة إلى أن وارنر مقتنع بنظرية مؤامرة مفادها أن تقنية 5G تستخدم للتجسس على الأميركيين.

وفي إشارة إلى «نظرية مؤامرة الجيل الخامس»، قال عمدة ناشفيل جون كوبر، لقناة «سي بي إس» أمس الأول، «بالنسبة لنا جميعاً محلياً، يبدو أنه يجب أن تكون هناك صلة ما بمنشأة AT&T وموقع التفجير»، مضيفاً: «هذه مجرد فكرة، لكن يجب أن يكون لمكان التفجير علاقة بالدافع». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن جيران وارنر، أنه كان شخصاً «منعزلاً» ونادراً ما يغادر منزله، ولا يرد على أي دعوة من للاحتفال بعيد الميلاد.

وقال جيرانه إنه كان يعيش مع والديه قبل أن يتوفى والده عام 2011. ونقل وارنر ملكية عقار كان يملكه لامرأة من لوس أنجلس من دون مقابل.

ويذكر أن علماء النفس في جامعة نورثمبريا، نيوكاسل، قدموا خلال السنة الحالية، أول دليل علمي على الصلة بين السلوك العنيف تجاه قطاع الاتصالات ومعتقدات نظرية المؤامرة حول التقنية.

وأشارت شركات الاتصالات، ومسؤولو الشرطة والمنافذ الإعلامية في جميع أنحاء العالم إلى أن نظرية المؤامرة حول 5G أشعلت موجة من الهجمات على عمال الاتصالات والبنية التحتية منذ بداية وباء كورونا.

وتم الإبلاغ عن هجمات الحرق العمد وحالات الاضرار الجنائية التي لحقت بالصواري والكابلات ومعدات الاتصالات الأخرى في أكثر من 12 دولة في جميع أنحاء العالم، من بينها أماكن مختلفة في أوروبا، إلى كندا وأميركا ونيوزيلندا.

وفي أبريل، نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية روايات عن المضايقات والعنف وحتى التهديدات بالقتل، تجاه مهندسي الاتصالات في المملكة المتحدة، بسبب نظريات خاطئة تشير إلى أن ظهور الفيروس التاجي مرتبط بشبكة الجيل الخامس.

إحاطة ورحيل

وقبل توجيه الرئيس المنتخب جو بايدن كلمة للأميركيين تتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية بعد تلقيه إحاطة من الخبراء في المجالين، طالبت هيئة تحرير صحيفة «نيويورك بوست» المحافظة غريمه الجمهوري دونالد ترامب بوضع حد لما سمتها «المهزلة المظلمة»، والكف عن هوس قلب نتائج الانتخابات خلال جلسة الكونغرس المقررة في 6 يناير المقبل للتصديق النهائي عليها.

وفي بيان تضمن إعلانه بدء عملية زيادة قيمة الشيكات المقدمة للأميركيين إلى ألفي دولار، وإلغاء البند 230 من قانون آداب الاتصال وحماية شركات التقنية الكبرى، أكد ترامب أن مجلسي النواب والشيوخ وافقا على التركيز بقوة على التحقيق في تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت ٣ نوفمبر، وأسفرت عن فوز بايدن، وصدق المجمع الانتخابي عليها في 14 ديسمبر.

في هذه الأثناء، تلقى ترامب رسالة من صحيفته المفضلة «نيويورك بوست»، إلى «الرحيل وإنهاء هذه المهزلة المظلمة، ووقف الجنون»، لكي يركز الجمهوريون على انتخابات جورجيا، محذرة من أنه في حال خسارتهم أغلبية مجلس الشيوخ فإن «أعداءه «نانسي بيلوسي في مجلس النواب، وتشاك شومر في مجلس الشيوخ، وجو بايدن في البيت الأبيض سيفعلون بعدها ما يشاءون».

ورغم تأكيدها أنها دعمته وتتفهم غضبه، لأنه خسر ولديه كل الحق في التحقيق بالانتخابات، حذرت الصحيفة ترامب من أن الاستمرار في ذلك النهج سيكون مدمراً، ويجب عليه توجيه غضبه إلى شيء أكثر إنتاجية.

وختمت الصحيفة، مخاطبة ترامب، «إذا كنت تصر على قضاء أيامك الأخيرة في إحراق كل شيء، فإن تلك هي الطريقة التي تخلد بها اسمك كفوضوي وليس كثوري».

إعاقة التنصيب

وفي وقت سابق، نقلت «مجلة نيوزويك» يوم الجمعة عن ضابط بالجيش، أن القادة العسكريين المسؤولين عن منطقة واشنطن في حالة تأهب قصوى، خوفاً مما قد يفعله ترامب في الأيام المتبقية له في منصبه، مشيراً إلى أنهم يضعون خططاً للطوارئ، تحسباً لاستدعاء الجيش أثناء تنصيب بايدن في 20 يناير.

وأكد قادة عسكريون أن التخطيط يجري بدون علم البيت الأبيض وحلفاء ترامب في «البنتاغون»، خوفاً من إيقاف تلك الخطط، مبررين ذلك بأنهم يخشون أن يقدم ترامب على عمل غير محسوب، وينزل مسلحين وميليشيات موالية له إلى الشوارع، لخلق الفوضى ومنع تنصيب بايدن، ومن ثم يفرض الأحكام العرفية ويطلب تدخل الجيش.

وقبيل أيام، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن هناك ما يفيد بأن ترامب ناقش خيار الاستعانة بالجيش لإعادة صياغة نتائج الانتخابات وعارضه كبار المسؤولين تلك الخطة التي تدخل في إطار بحثه عن خيارات بديلة للالتفاف على خسارته.

وبعد أيام من الرفض، وقع ترامب مساء أمس الأول بضغط من جميع الأطراف على خطة تحفيز جديدة للاقتصاد قيمتها 900 مليار دولار، تمنح إعانات للأسر والشركات الصغيرة المتضررة من وباء «كورونا» وقانون تمويل الوكالات الفدرالية، وهو ما سيمنع حصول إغلاق حكومي.

back to top