بعد عام 2020... حقبة من التناغم العالمي أم عصر مظلم جديد؟
يبدو أن التاريخ الجيوسياسي لهذه السنة المضطربة سيتوقف على قرارات بايدن وقادة آخرين في المرحلة المقبلة.
![بلومبرغ •](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1609181327374933500/1609181342000/1280x960.jpg)
لكن لم تكن صدمات عام 2020 عبارة عن أحداث مفاجئة وغير متوقعة، فقد كشفت هذه الأزمات عن حجم الفساد المستفحل داخل المؤسسات والترتيبات التي يقوم عليها النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، لهذا السبب، قد تُعتبر هذه السنة اللحظة المفصلية التي اتخذ فيها نظام مضطرب أصلاً منحىً فوضوياً وغير ليبرالي.من جهة أخرى، قد يحمل تاريخ عام 2020 جانباً واعداً عند تقييمه مستقبلاً. لقد اتّسم النظام الذي نشأ بعد حقبة الحرب في الماضي بقوة تحمّله، مما يعني أن التحديات المتلاحقة أنتجت ابتكارات بنّاءة في معظم الأحيان. قد يكون عام 2020 لحظة تمهيدية إذاً لولادة جديدة، فخلال هذه السنة، صحّح النظام السياسي الأميركي نفسه بعد تقرّبه الخطير من النزعة الشعبوية اليمينية التي تحمل طابعاً شبه استبدادي تزامناً مع رفض أي شكل مضطرب من الشعبوية في معسكر اليسار. في غضون ذلك، بذل حلفاء الولايات المتحدة جهوداً حثيثة للبدء بإصلاح المنظمات الدولية التي توشك على الانهيار وابتكار آليات جديدة، مثل توسيع مجموعة الدول الصناعية السبع، بهدف تعميق التعاون الديمقراطي.لا يمكن توقّع مسار العالم المرتقب منذ الآن، فغالباً ما يكون التاريخ مشروطاً: كان تغيّر وجهة 45 ألف صوت انتخابي في أربع ولايات أميركية ليضمن إعادة انتخاب دونالد ترامب، مما يضع الديمقراطية الأميركية والسياسة الخارجية على مسار يختلف بالكامل عن الوجهة التي سيتخذها الرئيس المُنتخب جو بايدن في المراحل المقبلة، وستكون القيادة عاملاً محورياً: تتوقف وجهة المستقبل على نوعية خيارات صانعي السياسة وقوة خطاباتهم في الولايات المتحدة ودول أخرى. أخيراً، تكثر الأمثلة التاريخية عن بزوغ فجر مزيّف أو حصول انهيار مزيّف، ففي أواخر فترة العشرينيات مثلاً، بدا وكأن أوروبا نجحت أخيراً في التهرب من حقبة الصراعات الوحشية قبل أن يأتي الكساد العظيم ويغرقها مجدداً في دوامة مشابهة.في مطلق الأحوال، يبدو أن 2020 سيُعتبر في المستقبل لحظة تاريخية مفصلية: إنه العام الذي زعزع توازن النظام القائم ومن المتوقع أن يغيّر مسار العالم على المدى الطويل. بعبارة أخرى، يستطيع هذا النوع من الأزمات الحادة أن يدفع النظام الدولي نحو الدمار أو التجدّد، لكن لا مفر من أن يترك أثراً دائماً في تاريخ العالم.