تعد الفنانة الراحلة زينب محمد علي واحدة من أبرز الفنانين التشكيليين في مصر، والمعرض المقام حالياً لأعمالها يضم العديد من اللوحات المهمة التي جسدت من خلالها حالة فريدة من الجمال والروعة.

من جانبه، قال رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الفنان خالد سرور: "تأتي استضافة قاعة (الباب) لأعمال الفنانة زينب محمد علي بجانب أهميتها لتعريف الجيل الجديد وربما شريحة عريضة من الفنانين والجمهور بفنانة قديرة غابت طويلاً عن الأضواء.. أعمال تشهد بجدارتها وتُعيد تقديم فنانة مهمة للحركة التشكيلية وربما للكثير ممن لا يعرفونها سيُمثل ذلك اكتشافاً لعالم نابض بالجمال والتمكن"، لافتاً إلى أن المعرض الحالي فيه تجسيد لمعنى دوام رسالة الفنان وبقاء عطائه حياً يحاور ويُمتِع محبيه وعشاق كل فن حقيقي".

Ad

وكانت زينب محمد علي موجهة عامة للتربية الفنية بالإدارة العامة لدور المعلمين والمعلمات بوزارة التربية والتعليم المصرية. وُلدت في ضاحية شبرا عام 1921، وحصلت على الجوائز الأولى من وزارة المعارف المصرية، وجائزة "أحمد محمد حسنين باشا" رئيس الديوان الملكي في معرض رسوم التلاميذ على مستوى القُطر المصري الذي أقامه اتحاد أساتذة الرسم للمرة الأولى في تاريخ مصر بمتحف الشمع في شارع قصر العيني (مكان مجلس الوزراء المصري الحالي) على مدى السنوات الثلاث الأخيرة لها في المرحلة الثانوية (1939- 1940- 1941).

وتخرجت علي في المعهد العالي للتربية الفنية للمعلمات عام 1946، ثم انتدبتها وزارة المعارف المصرية لتدريس الرسم والأشغال الفنية بكلية المقاصد الإسلامية للبنات في بيروت، من عام 1946 إلى عام 1954، وأقامت بمجهودها المعرض الأول لرسوم طالباتها اللبنانيات في قاعة "متحف الفن الحديث" بشارع قصر النيل بالقاهرة في مارس 1951، كما أقامت بمجهودها في أكتوبر عام 1951 معرض رسوم التلاميذ المصريين بقاعة مكتبة كلية المقاصد الإسلامية للبنين في بيروت، وافتتحه وقتذاك رئيس وزراء لبنان عبدالله اليافي، مع سفير مصر في بيروت وجيه رستم، وكذا أقامت بمجهودها الشخصي المعرض الثاني للطالبات اللبنانيات بمتحف الفن الحديث في مارس 1954.

وبعد انتهاء فترة انتدابها بكلية المقاصد عام 1954 عادت إلى مصر، لتستكمل رسالتها خاصة في منطقة الصعيد، واختارتها لجنة تأليف الكتب بالوزارة لتكون عضوة في لجنة تأليف "كتاب التذوق الفني" لدور المعلمين والمعلمات بفرقها الخمس، وبهذا أنهت خدمتها في الوزارة في يونيو عام 1981.

ولاستكمال رسالتها الفنية، أعدت بعض الكتب في هذا المجال، هي "حصاد السنين من الطفولة إلى الستين"، و"التربية الفنية في خمسين عاماً من 1930 إلى 1980" طباعة الهيئة العامة للكتاب، و"شخصيات لها بصمات على التربية الفنية من 1930 إلى 1980"، وفي السابع من نوفمبر عام 2015 رحلت عن دنيانا الفنانة زينب محمد علي تاركة وراءها مجموعة فريدة من اللوحات الفنية التي تسجل مشاهد مفعمة بالإنسانية والجمال عن البشر والطبيعة والأمكنة في مصر ولبنان في القرن العشرين.