رغم تعارضهما في العديد من القضايا بسورية وليبيا والقوقاز، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن التعاون العسكري بين موسكو وأنقرة سيتواصل، رغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا أخيراً، على خلفية شرائها منظومة الدفاع الصاروخية "S400" روسية الصنع.

وقال لافروف، في أعقاب محادثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في موسكو أمس: "أكدنا عزمنا المشترك على تطوير تعاوننا الفني والعسكري".

Ad

وأكد الوزير الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، يقدر عزم أنقرة على "مواصلة التعاون في هذا المجال، رغم الضغوط غير الشرعية لواشنطن".

وشدد لافروف على أن "العقوبات الغربية" لا تؤثر على العلاقات الثنائية "المبنية على مصالحهما الوطنية".

من جهته، أعلن أوغلو أن وزارتي خارجية البلدين وقعتا اليوم (أمس) الخطة الاستراتيجية المشتركة 2021-2022. وقال إن التشاور من أجل تعميق التفاهم فيما يخص القضايا الإقليمية في السنوات المقبلة سيستمر.

وأعرب أوغلو عن سروره باستقبال تركيا لأكثر من مليوني سائح روسي، رغم انتشار "كورونا"، مشدداً على أن البلدين في تعاون كثيف في مجالات عدة من التجارة إلى الطاقة وحتى السياحة.

وقال إن بلاده تسعى لتصنيع لقاح "سبوتنيك في" الروسي المضاد لمرض "كوفيد 19" محلياً، مضيفاً أنها طلبت المزيد من المعلومات عنه قبل استخدامه لتطعيم المواطنين.

لكن الوزير التركي أكد أن العلاقات التركية مع روسيا ليست بديلا عن علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" أو الاتحاد الأوروبي.

وبيّن أن تركيا اختارت حل جميع المشاكل، بما فيها المتعلقة بـ"S400"، عن طريق الحوار، والولايات المتحدة أبدت رغبة في التعاون عبر الحوار، عقب قرارها غير الشرعي بفرض العقوبات.

وفيما يخص مستجدات الأوضاع في ليبيا، أوضح أوغلو أن بلاده بذلت جهوداً حثيثة مع موسكو "من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، والنقطة التي وصلوا إليها اليوم هي تتويج لتلك الجهود المشتركة". وذكر أن تركيا تؤمن بأن الحل السياسي هو الوحيد في ليبيا، مستدركا: "إلا أن الانقلابي حفتر أظهر إرادة مغايرة لذلك".

ودافع عن وجود بلاده العسكري والمدني في البلد العربي، وقال إنه جاء وفق اتفاقات مشروعة وقانونية مع حكومة "الوفاق" المعترف بها من الأمم المتحدة، مردفاً: "هذه الاتفاقيات هي أساس وجودنا هناك، كتقديم الاستشارات العسكرية والتدريبية، يعني وجودنا قانوني ومشروع، لذلك لا يحق لأي دولة أو شخص، بمن في ذلك حفتر، المطالبة بمغادرة تركيا للأراضي الليبية، والوضع هكذا طالما الاتفاقيات سارية".

وشدد أوغلو على وجود روابط تاريخية تربط بين تركيا وليبيا، وأن نهج أنقرة حيال ليبيا مختلف عن نهج الدول الغربية.

ولا يُنظر إلى التقارب الروسي التركي في السنوات الأخيرة بعين الرضا في الغرب، الذي يرى دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي تتزود بالسلاح من خصم جيوسياسي رئيسي.