أطلقت مجموعة من الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخ في البحر المتوسط قبالة قطاع غزة أمس في بداية ما وصفته بأنه أول تدريبات عسكرية مشتركة على الإطلاق تزامناً مع الذكرى السنوية للحرب الإسرائيلية على غزة في 2008، في خطة قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنها استعراض للقوة نظمته إيران.

ويشارك في المناورات 14 فصيلاً مسلحاً كانت أعلنت في 2018 تشكيل «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة»، وأكبرها «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لـ «حماس» التي تدير القطاع، و»سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» الأكثر قرباً من طهران.

Ad

ولم تشارك حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المناورات لأنها طردت من غزة وتفككت قواتها عندما سيطرت «حماس» على القطاع في صيف 2007.

وقبل إطلاق ثمانية صواريخ في سماء غزة الصافية صوب البحر المتوسط، أعلن أبوحمزة، المتحدث باسم «سرايا القدس»، «انطلاق مناورات الركن الشديد التي ينفذها مقاتلونا ومجاهدونا من كل الأجنحة العسكرية تحت قيادة الغرفة المشتركة».

وأوضح أن هذه المناورات التي بدأت بإطلاق عدة صواريخ تجريبية باتجاه بحر قطاع غزة «تنفذ بالذخيرة الحية عبر سيناريوهات متعددة ومتنوعة على امتداد قطاع غزة من شماله إلى جنوبه (...) وتحاكي تهديدات العدو المتوقعة».

وتابع أن «المناورات الدفاعية» التي «تهدف إلى رفع كفاءة وقدرة مقاتلي المقاومة للقتال في مختلف الظروف والأوقات»، هي «تأكيد على جاهزية المقاومة للدفاع عن شعبنا في كل الأحوال وتحت كافة الظروف»، مؤكدا أن «قيادة المقاومة جاهزة لخوض أية معركة للدفاع عن شعبنا وأرضنا».

وحذر: «على قيادة الاحتلال أن تدرك أن مجرد التفكير في مغامرة ضد شعبنا ستواجه بكل قوة ووحدة وستحمل الكثير من المفاجآت».

في المقابل، ربطت وسائل إعلام إسرائيلية التدريبات بالتوتر المتصاعد بين إيران من جهة وأميركا وإسرائيل من الجهة الأخرى، وقالت إن هدفها إظهار المخاطر التي قد تواجهها إسرائيل إذا تعرضت إيران لهجوم أميركي أو إسرائيلي خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السلطة. وعشية التدريبات وضعت صورة ضخمة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في هجوم أميركي في العراق في يناير، على الطريق الساحلي الرئيسي في غزة.

من ناحيتها، انتقدت "الغرفة المشتركة" في بيان اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، مؤكدة أن "رسالة مقاومتنا لكل العالم، هي بأن كلمتنا ستظل هي الفصل، ويدنا ستبقى بقوة الله هي العليا، ولن تغير اتفاقيات العار وحفلات التطبيع الخائبة شيئا على الأرض".