الله بالنور : خلف الله علينا
تجربة جريئة أود التطرق لها (human challenge trial)، وإن لم تكن جديدة، فقد تم إجراؤها على أمراض مُعدية أخرى، مثل: الملاريا والتيفوئيد وغيرهما، والهدف من ورائها هو الإسراع في الأبحاث لفهم ومعالجة الكورونا.2500 متطوع سيتوجهون إلى مستشفى الرويال فري في لندن (royal free hospital)، وهم من استطاع فريق طبي من امبيريال كوليج استقطابهم لإجراء تجربة جريئة جداً تحت الظروف الحالية، وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً.ماذا سيفعلون؟
سيتم إعطاؤهم لقاح التطعيم، ثم يتم تعمُّد تعريضهم لفيروس الكورونا ليصابوا به، والهدف هو الإسراع في فهم مرض كوفيد 19 (COVID 19)، وفيما إذا كانت مقاومتهم ستمنع المرض، إلى جانب إجراء اختبارات وتحليلات كثيرة ودقيقة تشمل جميع وظائف الأعضاء في الجسم. التجربة أو التحدي الإنساني سيبدأ في يناير. طبعاً هناك فوائد كثيرة لنتائج هذه التجربة وهذا البحث العلمي، منها فحص المناعة، للتأكيد على قدرة لقاح التطعيم على تحفيزه لمنع المرض، ومنها أيضاً فهم جيد للمرض نفسه، ومحاولة سبر أغواره من جميع النواحي، والتجربة لا تقتصر على ذلك، بل ستتم متابعتهم لفترة عام كامل.ما أعجبني جداً هو السؤال الأساسي: لماذا يتطوع هؤلاء وهم يعلمون مدى المخاطر؟ وأعجبني أكثر جواب طالبة جامعية عمرها 20 عاماً، إذ أجابت أن ثلاثة من أصدقائي يعملون في المهن الطبية ويتعرضون للفيروس والعدوى يومياً منذ اكتشاف المرض، وهذه تعتبر تضحية جسيمة من جانبهم، فلم لا أساعد العلماء في فهم المرض؟ على الأقل سأتلقى التطعيم، وسيكون من النتائج تحقيق فهم أكثر للأطباء لأسباب أعراضه، وفهم أكثر في كيفية مقاومة الجهاز المناعي له.هكذا يرون العلم وفوائده، حتى على حساب صحتهم وحياتهم، وكل ما نراه حولنا مبني على العلوم التجريبية، سواء كانت على الحيوان أو الإنسان، فهي في مضمونها تفيد البشرية.